أول العمود:

التفويضات الجوهرية التي منحها وزير الصحة لرؤساء المكاتب الصحية في الخارج جيدة وتفيد المرضى، لكنها تحتاج إلى قياديين على مستوى المسؤولية والثقة.

Ad

***

الحركة في المدينة ليست كما نعهدها في أشهر السنة الأخرى، البلد (براح)، الشوارع سالكة، دوائر الحكومة تنجز معاملات المواطنين والمقيمين بسلاسة ودون زحام. في الأسبوع الفائت أتممت إنجاز ثلاثة أعمال في وقت قياسي في مدينة تعج كالعادة بالزحام الممل باستثناء شهري يوليو وأغسطس، ففي ساعة ونصف فقط أنجزت معاملة تجديد جوازات سفر العائلة في غرب مشرف، وانتقلت بعدها إلى منطقة الشويخ الصناعية لمتابعة صيانة السيارة، ورجعت إلى مقر عملي في منطقة المرقاب، كل ذلك في ساعة ونصف والسبب خلو الشوارع من الزحام، ففي الأشهر الأخرى تتطلب هذه الأعمال ضعف الوقت المذكور أو أكثر.

كثيرة هي الأفكار الكوميدية التي تتبادر للذهن في مثل هذه المواقف ومنها أن تقوم الحكومة بمنع من خرجوا وعددهم مليون وربع المليون نسمة- حسب أرقام يوليو- من دخول الكويت لشهرين قادمين وتتكفل بمصاريف وجودهم بالخارج منعا لاستثارة نواب المجلس وتهديدهم الأتوماتيكي بالاستجوابات.

هدوء المدينة ومرونة الحركة فيها والتخفيف من الضغط على خدماتها أمور واجبة التفكير فيها، ففي وضع الصيف إشارة واضحة إلى أن الخدمات العامة تستوعب فقط ساكني المدينة في هذين الشهرين وأن العدد الذي خرج منها هو العبء الذي يجب أن يتم هضمه من خلال تشييد مدن متكاملة جديدة وتنفيذ فكرة المترو وتوسعة الطرق وزيادة أميالها مع إعادة النظر في تسعير الكثير من الخدمات شبه المجانية والمهدرة بشكل عادل واقتصادي مفيد.

من جرب المكوث في الكويت خلال الصيف يتمتع بجائزة الهدوء هذه، ويفوز بجائزة تذوق "البرحي" الذي عقد له مهرجان من قبل جمعية أصدقاء النخلة، وجائزة موسم صيد سمك "الميد" وطرحه في الأسواق بأسعار زهيدة توفر من ميزانية الأسرة مبلغا يتحول تلقائيا لإصلاح أعطال التكييف!

الخلاصة أن مشهد الحركة المدنية في الصيف تشكل طيفا حقيقيا وعمليا للحكومة لكي تقوم بواجباتها نحو استيعاب الزيادة السكانية التي لم تعد تتواءم مع حجم الخدمات الموجودة على الأرض وأول تلك الواجبات منع تجار الإقامات من جلب العمالة الرثة أو الزائدة عن الحاجة لتجد طريقها في مناطق خيطان وجليب الشيوخ.

وأخيرا، أتمنى من القراء الأعزاء- من ذوي الدخل المحدود- أن يحذوا حذوي في السلوك السياحي وهو السفر في يوليو والوجود في الكويت في أغسطس لنيل "الجائزتين"، الترفية بالخارج، والاستمتاع بالهدوء في الداخل حتى يبدأ موسم المدارس ونستفيق من الحلم.