عاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من نيويورك غاضبا، بسبب منعه من إلقاء كلمته عن إنجازات إيران في "أجندة التنمية المستدامة 2030"، وأعلن للرئيس حسن روحاني أنه يرفض العمل في الحكومة المقبلة.

وأبلغت مصادر مقربة من ظريف "الجريدة" انه كان مقررا أن يلقي كلمة عن إنجازات إيران في مشروع "أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030"، في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الاسبوع المنصرم، بإصرار من روحاني شخصيا، لكنه قبل دقائق من إلقاء الكلمة تلقى اتصالا من المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران منعه من القيام بذلك، لوجود خلط بين مشروع "أجندة التنمية المستدامة 2030" ومشروع "أجندة الاونسكو 2030" الذي أمر المرشد الأعلى بوقف تنفيذها من قبل إيران، وأن هذا الخلط من شأنه إيجاد مشاكل داخلية قبل تشكيل الحكومة الجديدة.

Ad

واضاف المصدر ان الحادثة جعلت ظريف في وضع محرج جدا أمام بقية زملائه، وأمام الأمين العام للامم المتحدة، الذي كان ينتظر خطابه، بعد أن تم تخصيص وقت في الجمعية العامة لهذا الموضوع.

وتحجج الوفد الإيراني بأن هناك خلطا في الارقام والاحصاءات تم كشفها في آخر لحظة طالبا تأجيل خطاب ظريف.

واكد المصدر أن روحاني قال لظريف إن المرشد سيعلنه رئيسا الخميس المقبل، ويؤدي القسم الرئاسي السبت في مجلس الشورى (البرلمان)، وانه سيقدم اسماء وزرائه السبت للمجلس ايضا، وناقش موضوع منصب وزير الخارجية مع المرشد علي خامنئي، واتفقا على بقائه في منصبه وزيرا للخارجية. وعلى هذا الأساس طلب روحاني من ظريف العودة عن قراره بعدم المشاركة في الحكومة.

ويواجه الرئيس حسن روحاني حملة إعلامية وسياسية شديدة جدا من قبل الإصلاحيين الذين كانوا يريدون حصة الاسد في الحكومة المقبلة، بسبب تنسيق حكومته مع المرشد الاعلى، وعدم اعطاء حصص ومناصب كان الاصلاحيون يطالبونه بها، وكذلك وجود ظريف في هذه الحكومة من شأنه أن يؤدي إلى إيجاد نوع من التوازن في الحكومة، إذ إنه يحظى بدعم وتأييد كبير من الجمهور الإصلاحي، ويصعب على روحاني تعيين شخصية محبوبة مثله في هذا الموقع الحساس للسياسة الخارجية الايرانية.