إن محبة الوطن والوفاء له والقيام بحمايته وإعماره والذود عنه من الأمور الفطرية في بني البشر، وقد ينسلخ البعض للأسف من فطرته ويتنكب عن طبيعته التي جُبل عليها، فيقدم على خيانة وطنه والغدر به لمطامع زائلة ولطائفية طاغية، فيسعى للإضرار ببلده الذي ولد فيه وترعرع على أرضه، كما صدر من أفراد خلية العبدلي الذين دانهم القضاء وأثبت عليهم جرمهم القبيح الذي يدل على سوء نواياهم وشناعة مخططاتهم، وبودي لو أسألهم سؤالاً واحداً فقط: هل تجدون بلداً مثل الكويت؟!

لا أشك أن أدمغتهم غسلت وأعينهم عميت عن النعيم الذي يعيشون فيه، ألا يعلم هؤلاء أن الكويت أولاً، وأن أمنها فوق كل اعتبار، وأن الأمن إذا فُقِد وتزعزع ضاعت أسرهم وتضرر أبناؤهم وشعر الجميع بالخوف، ألا يَعتبرون من الدول التي شاعت فيها الفوضى وكثر فيها الهرج والقتل بسبب فقدان الأمن، لكن ولله الحمد أحبط الله مخططاتهم وفشلت ووئدت في مهدها، بفضل الله ثم بفضل رجال وزارة الداخلية، فكل الشكر للأعين الساهرة على حماية الوطن وللقضاء الكويتي الشامخ الذي قال فيهم كلمة الفصل.

Ad

أما ما يتعلق بعقوبتهم فنحن معها بقوة، ولكن لا نؤيد أن تشمل العقوبة أهاليهم وأسرهم، إذ لا ذنب لهم، والله يقول "ولا تزر وازرة وزر أخرى"، ومن القواعد القانونية أن العقوبة شخصية لا تنسحب على غير الجاني.

نقف في وجه التخريب والإرهاب بجميع أطيافه، ولقد وقف أهل الكويت ضد حادثة مسجد الصادق وأنكرها أبناء المجتمع قاطبة سنة وشيعة من دون تفريق، وعلى رأسهم قائد المسيرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله، فقد تواجد منذ اللحظات الأولى عند الحادث، وظهرت عليه مشاعر الحزن الصادقة، وقال كلمته المشهورة "هذولا عيالي"، لأننا نعيش تحت مظلة وطن واحد وأمنه من أمننا.

ونعجب ممن يحاول خلط الأوراق ويبين أن الكلام على خلية العبدلي هو كلام على الشيعة! ويعلم العقلاء أن هذا بهتان وتزوير للحقائق وبث لروح الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، فيجب علينا، سنة وشيعة، أن نقف صفا واحدا لصيانة أمن البلد من جميع المتطرفين سواء من السنة أو الشيعة، وألا ندع مجالاً للمتربصين والمتكسبين، فأمن الكويت فوق كل اعتبار.

همسة:

متى ينكر بعض أعضاء الأمة حادثة "خلية العبدلي"!