يبلغ موسم السفر في الصيف ذروته، حيث بلغ عدد المسافرين من المواطنين وحدهم 300220 مسافراً وفقاً لجريدة الراي (يونيو 2017).

الكويتيون كثيرو السفر، ولمَ لا؟ فالسفر متعة، وهو حل مثالي للهروب من حرارة الصيف واكتشاف عوالم أخرى، ولدى الأغلبية القدرة المادية على تحمل تكاليفه، لكن ما استغربه فعلاً هو عدم تأثير تلك الأسفار كثيراً على تفكيرنا ونظرتنا للأمور، فنحن نعود كما أتينا، دون أي تغيير حقيقي. أغلبنا يقوم بالرحلات السطحية أو الاستهلاكية، حيث تقتصر الرحلة على التسوق، ورؤية المعالم السياحية دون معرفة الكثير عنها، هي مجرد شيء نضيفه إلى قائمة "إنجازاتنا"! فنحن متقوقعون على ذواتنا، نعيش بعيداً عن اكتشاف ثقافة ومنظور الآخر حتى ونحن في ضيافة بلده.

Ad

وللأسف، لا يقتصر سفرنا على السطحية والاستهلاكية، بل يشمل السلوكيات السلبية والمضرة للأشخاص والبيئة، مما أثار استياء العديد من الدول الأوروبية، فهنالك بلدتان في النمسا أصدرتا دليلاً سياحياً يتضمن نصائح للسياح العرب للحفاظ على النظافة والذوق العام، فضلاً عن لوائح باللغة العربية في شوارع فرنسا تحث على النظافة وعدم إلقاء المخلفات في الطريق، وضيقهم من تكلف الخليجيين واستعراض سياراتهم الفارهة بتهور، والعديد من الأمثلة في الدول الأوروبية الأخرى؛ فنحن قد ساهمنا في تقديم فكرة سيئة عنّا لدى الدول التي نزورها بينما نحن في أشد الحاجة إلى تحسين صورتنا لدى العالم.

نسافر كثيراً، لكننا ما زلنا عنصريين!

نسافر كثيراً، لكننا لم نسمح لأسفارنا أن توسع آفاقنا وتغير نظرتنا للأمور.

نسافر كثيراً، لكننا لم نفكر في تطبيق ما رأيناه من جمال وتحضر كواقع على أرض الكويت، بل نكتفي بالتحسر والشكوى.

سافر بعمق! وليكن سفرك مغامرة فريدة تكتشف فيها الآخر، وتجربة مميزة تغيرك إلى الأفضل، ليكن بينك وبين الحضارات الأخرى حوار، وتقبل لاختلاف وجهات النظر وتنوع طرق المعيشة، لنتعلم العيش بتمدن، ولنعش ببساطة وخفة دون تكلف ثقيل، فتصبح حياتنا أكثر جمالاً.