وسط أزمة اقتصادية خانقة، افتتح الرئيس المصري، أعمال المؤتمر الوطني الدوري الرابع للشباب في مدينة الإسكندرية، أمس الاثنين، بمشاركة 1500 شاب وشابة من مختلف محافظات إقليم غرب الدلتا وشباب الجامعات، على أن يختتم اليوم، بحضور عدد من كبار رجال الدولة، في مقدمتهم رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ورئيس البرلمان علي عبدالعال، وعدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة.

الرئيس المصري دشَّن أعمال المؤتمر الوطني الدوري الرابع للشباب، وقال السيسي إيذاناً بافتتاح أعمال المؤتمر: «من أقصى شمال مصر، من ساحلها الممتد على البحر المتوسط، والذي ظل دائماً نقطة التلاقي بين الشمال والجنوب، من أرض مدينة الإسكندرية، وبثقتي في شباب مصر الواعد، الطامحين لبناء المستقبل، وبيقيني في قدرتهم على صياغة الحاضر والمستقبل، وإيماناً من الدولة المصرية بأن الحوار وتبادل الرؤى، هو سبيلنا لبناء وطن كما نحلم به، أعلن بدء فعاليات المؤتمر الوطني الدوري الرابع للشباب، بالإسكندرية».

Ad

وكان السيسي أعلن 2016 عاماً للشباب، حيث عُقد المؤتمر الوطني الأول للشباب، في منتجع «شرم الشيخ»، أكتوبر الماضي، والذي خرجت منه فكرة الحوارات الدورية، فتم عقد الجلسة الأولى في القاهرة ديسمبر الماضي، ثم الثانية في أسوان مطلع العام الجاري، ثم الثالثة في مدينة الإسماعيلية أبريل الماضي، ومن المتوقع أن يحتضن منتجع شرم الشيخ «مؤتمر شباب العالم» في نوفمبر المقبل.

كفاح

الرئيس السيسي قال خلال مداخلة في جلسة «رؤية مصر 2030»، إن هناك خيارين للخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي تمر بها مصر «إما نكافح أو نشحت... يا نكافح يا إما نقول مفيش فايدة ونركن، يا إما نمد إيدينا ونشحت»، مشدداً على أنه يدرك أن الأوضاع صعبة في مجال التعليم، وأرجع ذلك إلى أن قدرة مصر الاقتصادية ليست جيدة، وتابع: «عندنا 18 مليون طالب، لو هنصرف على كل طالب في السنة 10 آلاف جنيه، يبقى عايزين 180 مليارا، لكن موازنة وزارة التعليم نصف هذا المبلغ تقريبا».

ووجه السيسي حديثه للحضور: «متزعلوش من كلامي، ولا تتألموا، ولا تزعل على حالك وحال بلدك، إحنا مُصممين نَعبر، إحنا هنا عشان أشكي لكم حالي، وتشكو لي حالكم»، لكنه انفعل عقب مطالبة إحدى المعلمات بتطبيق كادر المعلمين، قائلاً: «فكروا قبل ما تتكلموا... اللي بيقول الكادر... عايزة تقولي إني أنا مش عارف أن المرتبات بصفة عامة مش جيدة؟! أيوه أنا عارف، وعايزة تقولي إن المفروض إن إحنا نزود المرتبات؟! أيوه أنا عارف، بس منين؟».

وشدد السيسي على أن الإرهاب والزيادة السكانية أكبر خطرين يواجهان مصر، قائلاً: «الزيادة السكانية هي تحدي التحدي، ورب الأسرة يجب أن يُدرك هل يستطيع الإنفاق على الأولاد، أم لا؟»، وطالب بتوحيد الجهود من جميع الفئات، لتنظيم هذا الغول الذي يبتلع النمو -في إشارة إلى الزيادة السكانية- مؤكداً أن «عملية الإنجاب حسب قدراتنا، أمر على مستوى الأهمية».

يشار إلى أن رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، قال موجهاً كلامه للمصريين، خلال كلمته أمام المؤتمر: «اطمئنوا... القرارات ستؤتي ثمارها، هناك عدد كبير من المشروعات القومية ستدخل الخدمة قريباً، في مختلف المجالات، وسيشعر الناس بتحسن كبير».

عمليات متواصلة

وفي سيناء، استمرت أمس، فعاليات عملية «الفرعون الغاضب»، التي ينفذها الجيش المصري لتطهير منطقة الشريط الحدودي مع قطاع غزة، والتي أطلقت عقب هجوم إرهابي ضخم على ارتكاز أمني في قرية البرث جنوبي رفح، خلف ما لا يقل عن 23 قتيلا، 7 يوليو الجاري.

مصادر أهلية قالت إن مقاتلات قصفت عدة أهداف في منطقة غربي رفح، وتمكنت من قتل 9 إرهابيين، كما تم تفجير 15 عبوة ناسفة، و10 مستشفيات ميدانية لعلاج العناصر الإرهابية، كما تم ضبط مخزن كبير للمتفجرات بداخله 10 أطنان من مواد متفجرة وعبوات ناسفة.

في غضون ذلك، علمت «الجريدة» أن مصر ستتسلم اليوم، دفعة جديدة من مقاتلات «الرافال» الفرنسية، ليصل عدد المقاتلات التي تصل إليها من هذا الطراز منذ يوليو الماضي إلى 12 طائرة، ضمن صفقة تشمل 24 طائرة، ينتهي تسليمها خلال عامين.

طعن أنس

قضائياً، تقدم النائب الأول لرئيس محكمة النقض المستشار أنس عمارة، أمس الأول، بدعوى قضائية أمام دائرة طلبات رجال القضاء بمحكمة استئناف القاهرة، طعناً على استبعاده من رئاسة محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى، وتعيين الرئيس السيسي للمستشار مجدي أبوالعلا بدلا منه، وفقا لآلية الاختيار الجديدة التي أقرها البرلمان في أبريل الماضي، وتتيح للرئيس اختيار رئيس الهيئة القضائية من بين أقدم 7 نواب، ما أدى إلى تخطي مبدأ الأقدمية المطلقة في حالة عمارة، الذي يعد أقدم نواب رئيس محكمة النقض السابق.

دعوى عمارة تضمنت الإشارة إلى مخالفة تعديلات قانون السلطة القضائية، التي أقرت في شهر أبريل الماضي، والتي تم بمقتضاها استبعاده من رئاسة محكمة النقض، لأحكام الدستور والقانون، بالنعي على تلك التعديلات بعدم الدستورية استناداً إلى أنها تمثل تدخلاً في أعمال شؤون السلطة القضائية، وتخالف الأعراف القضائية المستقر عليها، والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من الاختصاصات الأصيلة للقضاء، ومن المقرر أن تنظر أولى جلسات الدعوى في شهر سبتمبر المقبل.

في السياق، كشف مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة»، أن النائب الأول لرئيس مجلس الدولة، المستشار يحيى دكروري، أرسل مذكرة تظلم إلى رئاسة الجمهورية، لتجاوزه في رئاسة مجلس الدولة رغم أنه أقدم النواب، وقال المصدر إن المذكرة تم إرسالها إلى الرئاسة أمس الأول، وتعد خطوة أولى يعقبها تقدمه بطعن أمام القضاء المختص قريباً.