قال الأمين العام لمنظمة «أوبك» محمد باركيندو، الأسبوع الماضي، إن المنظمة التي يشرف عليها «كسرت الجليد باتصالها مباشرة مع منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة».

وجاء الإعلان على شكل مفاجأة، نظراً إلى أن العديدين كانوا يفترضون انخراط «أوبك» ومنتجي الزيت الصخري في معركة طويلة في سوق النفط مع هؤلاء المنتجين.

Ad

وكشف باركيندو عن اجتماع عقده مع منتجي الزيت الصخري الرئيسيين على هامش المؤتمر البترولي الدولي للعام الحالي في مدينة إسطنبول التركية.

وذكر أن الاجتماع كان مفيداً ومنتجاً. ويعتقد أن «أوبك» وصناعة الزيت الصخري بدأتا محادثاتهما في شهر مارس الماضي في «أسبوع سيرا CERAweek» بهيوستن، وهو ملتقى طاقة سنوي.

وتشير التقارير إلى أن «أوبك» تسعى الى محادثات أوسع وأكثر جدية مع منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة.

وتترك تصريحات باركيندو الكثير من الغموض، فأولاً ليس هناك كيان موحد لمنتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة والشركات الفردية تقوم بتشغيل آبار الزيت الصخري في ذلك البلد، والبعض منها صغير والبعض الآخر عملاق مثل رويال داتش شل، والبعض متوسط الحجم. وهي كلها لديها عضوية في منظمات متخصصة مثل معهد البترول الأميركي إيه بي آي API، لكن هذه لا علاقة لها بتحديد سياسة الإنتاج. ولا يستطيع هارولد هام، وهو أبرز شخصية في صناعة الزيت الصخري الأميركية والرئيس التنفيذي لشركة كونتينينتال ريسورسيز Continental Resources منذ 40 سنة، أن يتواطأ مع منتجين آخرين مثل إي.أو.جي ريسورسز EOG Resources وإكسون موبيل ExxonMobil وبايونير ناتشرال ريسورسز Pioneer Natural Resources أو شركات تنقيب صغيرة، وقد يتمنى التواطؤ لخفض الإنتاج، لكن قوانين حظر الاتحادات الرأسمالية الضخمة تمنع ذلك.

وفي الماضي، سمحت الولايات المتحدة بقيام تنسيق بين شركات النفط لأسباب محددة مثل دعم جهود الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، والتفاوض مع منظمة «أوبك» بشأن أسعار النفط في عام 1973.

وحتى اذا منحت الحكومة الأميركية استثناء اليوم إلى منتجي الزيت الصخري للتواطؤ مع منظمة «أوبك» أو غيرها (وأبرزهم روسيا)، فإن التعاون من قبل شركات الزيت الصخري الكبرى لن يكون كافياً للسيطرة على الإنتاج أو لرفع أسعار النفط.

ويتسم إنتاج الزيت الصخري في الولايات المتحدة بالكثير من التشظي، مع إنتاج الكثير من قبل شركات صغيرة. والمنتجون الصغار يتسمون بشكل خاص بالحذر من الوجهة المالية إزاء خفض الإنتاج، وهم معهم دائنون ومستثمرون قلقون يواجهونهم في وول ستريت.

وإذا كان لأسعار النفط أن ترتفع فإن صغار المنتجين سوف يكونون أكثر رغبة في الاستفادة من الأسعار العالية ويزيدون الإنتاج.

ثم إن منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة –وخصوصاً الصغار- يواجهون الكثير من الديون، التي تمنعهم من التقيد بأي اتفاقية خفض للإنتاج حتى في حال سمحت الحكومة بذلك.

ويتساءل البعض ما إذا كان باركيندو وممثلو «أوبك» يتحدثون إلى منتجي الزيت الصخري في الولايات المتحدة من أجل معرفة المزيد عن أعمال الزيت الصخري.

وتريد «أوبك»، كمنظمة، فهم منافس بارز، والزيت الصخري هو جزء من السبب الذي حال دون تمكن «أوبك» من رفع أسعار النفط خلال الأشهر الثمانية الماضية، على الرغم من خفض الإنتاج.

وإضافة إلى ذلك يتعين على دول «أوبك» أن تهتم بشراكات مع شركات الزيت الصخري ذات الخبرة، من أجل أن تتعرف وتبحث في كيفية استغلالها هذا النوع من الموارد الطبيعية.

ويبدو أن الأسئلة الحقيقية التي أثارتها تعليقات باركيندو لن يستطيع الرد عليها إلا منتجو الزيت الصخري المجهولون الذين شاركوا في تلك الاجتماعات.

من هؤلاء المنتجون الذين تحدثوا إلى «أوبك»؟ وما الموضوعات التي ناقشوها؟ هل هي مستويات انتاج النفط؟ أم تقلبات أسعار النفط الخام؟

وإذا كان هناك ثمة تواطؤ فعليهم أن يأملوا ألا تكون وزارة العدل الأميركية هي الجهة التي تطرح هذه الأسئلة.

(إيلين وولد)