على الرغم من حالة الاستنفار الأمني المعلنة من قبل وزارة الداخلية منذ عدة أيام، توالت العمليات الإرهابية في أرجاء متفرقة في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، كان آخرها استهداف مجموعة من المسلحين المجهولين قوة شرطة بمحافظة الفيوم (جنوب غرب القاهرة)، ما أسفر عن مقتل مجند وإصابة 3 آخرين.

وردت قوات الشرطة بقتل اثنين من الإرهابيين في المحافظة ذاتها، في وقت شهدت الأونة الأخيرة تصاعداً لحدة العمليات الإرهابية في سيناء والقاهرة بعد هدوء نسبي استمر شهراً.

Ad

وأوضحت وزارة الداخلية أنه "أثناء سير ثلاث سيارات شرطة تابعة لمديرية أمن الفيوم بالطريق الدائري، القاهرة- الفيوم، قام مجهولون بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة بشكل عشوائي من داخل الزراعات المتاخمة للطريق على السيارة الأخيرة، مما أسفر عن استشهاد المجند عصام صابر متولي وإصابة ثلاثة آخرين، وتم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج".

وبينما شيع الآلاف من أبناء قرية الروضة بمحافظة الدقهلية القتيل، أعلنت حركة سواعد مصر (حسم)، في بيان على الإنترنت، مسؤوليتها عن هجوم الفيوم، مؤكدة أن مسلحيها "عادوا إلى قواعدهم".

وتشن الحركة، التي تعدها القاهرة الذراع المسلحة لجماعة "الإخوان المسلمين"، عمليات مسلحة على قوات الأمن في عدد من المناطق القريبة من القاهرة، فيما قتلت قوات الأمن بعض كوادر التنظيم المسلح في عمليات مداهمة لأماكن اختبائهم.

مصدر أمني قال لـ "الجريدة" إن الإرهابيين الذين استهدفوا سيارة الشرطة في الفيوم كانوا يستقلون دراجة نارية، وتتبعوا سيارة الشرطة قبل استهدافها، وأشار إلى أن معلومات أمنية أكدت وجود خلية للحركة في الفيوم هي المسؤولة عن استهداف سيارات الشرطة ورجالها، والأجهزة الأمنية تبحث حالياً عن أعضائها.

وأكد المصدر أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، وجه بتشكيل لجنة أمنية لمراجعة انتشار قوات الشرطة، ومستوى تسليح الدوريات المتنقلة، بعد تكرار حوادث استهداف قوات الشرطة وكان أبرزها الهجوم على سيارة شرطة بمركز البدرشين جنوبي الجيزة، الجمعة الماضي، ما أسفر عن مقتل 5 من الشرطة.

«الداخلية» ترد

وردت "الداخلية" بقتل إرهابيين اثنين من حركة "حسم" في تبادل إطلاق نار بالفيوم، أثناء عمليات بحث عن منفذي الهجوم، مشيرة إلى أنه "توافرت معلومات مؤكدة لقطاع الأمن الوطني، تفيد باختباء عدد من العناصر الإرهابية التابعة للحركة بأحد الأوكار بدائرة مركز طامية، وأنه أثناء مداهمة الوكر فوجئت بإطلاق الإرهابيين النار، لترد القوات بالمثل، ما أسفر عن مقتل عنصرين إرهابيين من كوادر التنظيم".

وفيما توقع الخبير خالد عكاشة استمرار العمليات الإرهابية انتقاماً من النجاحات، التي يحققها الجيش في سيناء، قال مساعد وزير الداخلية الأسبق محمد نور الدين، لـ "الجريدة": "هجوم الفيوم يشكل فصلاً جديداً من فصول التصعيد من الجماعات الإرهابية المحسوبة على جماعة "الإخوان"، لأن هذا النمط في استهداف النقاط الأمنية والتركيز على ضرب الشرطة في المناطق النائية هو المنهج الرئيسي للتنظيم"، مطالباً قوات الأمن بالاستنفار والتيقظ تحسباً لهجمات أخرى تتبع النمط ذاته.

وفي سيناء، وبينما استمرت فعاليات عملية "الفرعون الغاضب" التي تنفذها قوات الجيش لتطهير الشريط الحدودي مع قطاع غزة من العناصر الإرهابية، تمكنت قوات إنفاذ القانون في شمالي سيناء من قتل 16 تكفيرياً وإصابة 18 آخرين على الأقل خلال حملات مداهمات بمنطقة المتني جنوبي العريش، مساء أمس الأول.

قاعدة نجيب

إلى ذلك، يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، تخريج 10 دفعات مجمعة للمرة الأولى لطلبة الكليات العسكرية، من قاعدة محمد نجيب العسكرية التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية، وتقرر تسمية الدفعات الجديدة باسم رئيس أركان الجيش الأسبق المشير محمد علي فهمي، وهو أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969، ويضم حفل التخرج طلاباً من الكويت والسعودية والبحرين والعراق. وبالتزامن مع احتفالات الدولة بالذكرى الـ65 لثورة 23 يوليو 1952، يفتتح الرئيس السيسي قاعدة محمد نجيب العسكرية، والتي تم تسميتها باسم أول رئيس مصري بعد ثورة 23 يوليو، وتعد القاعدة واحدة من أكبر القواعد العسكرية المصرية، بالمنطقة الشمالية القريبة من الحدود الليبية، ومن المقرر أن يتضمن الاحتفال عروضاً جوية لأسلحة تدخل الخدمة المصرية للمرة الأولى، ولا سيما مقاتلات "ميغ -35" الروسية، وثلاث مروحيات من طراز كاموف روسية الصنع، والتي تم تسلم أولى الدفعات لكلٍ منهما مؤخراً.

في الأثناء، قال مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة"، إن محافظ الإسكندرية محمد سلطان، عقد اجتماعاً مع مدير أمن المحافظة الساحلية، والقيادات الأمنية، لمتابعة الاستعدادات الخاصة بتأمين مؤتمر الشباب الذي تستضيفه الإسكندرية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، والذي يشارك فيه الرئيس السيسي، إذ وصلت قوات من الحرس الجمهوري للمشاركة في تأمين فعاليات المؤتمر.

قضائياً، تصدر محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت، حكمها على 67 متهماً، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"اغتيال النائب العام"، المستشار هشام بركات، الذي قضى إثر استهداف سيارته بالقرب من منزله شرقي القاهرة 29 يونيو 2015، وكانت المحكمة قررت في الجلسة الماضية إحالة أوراق 30 متهماً إلى مفتي الديار المصرية، لمعرفة الرأي الشرعي في إعدام المتهمين، الذين أسندت إليهم النيابة العامة ارتكاب عدة جرائم منها "الانضمام لجماعة إرهابية داخل البلاد، والالتحاق بمنظمة إرهابية خارج البلاد".

في شأن منفصل، شدد وزير الصحة أحمد عماد الدين، على أنه لا زيادة في رفع أسعار الدواء خلال الفترة المقبلة، مضيفاً في تصريحات صحافية: "لا مجال لرفع أسعار الدواء، لدينا قوة ضاربة من الشركات التي تسهم فيها الدولة، وتعمل على توفير الدواء للسوق المحلي"، وأشار إلى أنه من غير الوارد تخصيص جانب استثماري بالوحدات الصحية التي تقدم الخدمات للمرضى مجاناً.