حصلت الكويت على المركز الـ104 من بين 144 دولة في جودة التعليم في التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2013، حيث إن بعض الدول الفقيرة كسيريلانكا تجاوزت الكويت بـ77 مرتبة بحلولها في المركز الـ26. إحصائيات مخيفة ومؤشر خطير لابد من أخذه بشكل جدي، فإلى متى ونحن الأفضل في كوننا الأسوأ؟!

في اعتقادي هنالك عدة أسباب أدت إلى تدني مستوى التعليم في الكويت، أولها الاعتماد على الحفظ والتلقين كمقياس لمدى ذكاء وتميز الطالب، وحشو الأذهان بمعلومات قديمة عفا عليها الدهر، ليس لها أي تطبيق عملي على أرض الواقع، حيث إن التفكير النقدي المستقل والقدرة على التحليل الموضوعي مهارتان من الأجدر الاهتمام بهما وتنميتهما. نعم صقل الذاكرة أمر مهم، لكنها مهارة غير قادرة على الصمود وحدها دون مهارات أخرى مكملة، كذلك فإن تنمية حس الفضول والاستكشاف وحب القراءة أمور ضرورية للغاية، فللأسف أغلب الأمم العربية لا تقرأ وتربط صورة الكتاب بالملل، فمعظمنا لا يفتح كتاباً إلا استعداداً لامتحان ما! لذا يجب العمل على تحسين صورة الكتاب في أذهان العرب بشكل جمعي.

Ad

وثانياً، فإن انتشار الفساد والبيروقراطية في الأجهزة التعليمية يضرها كثيراً، فالتعليم رسالة سامية يجب ألا تمسها أيدي الفساد، ولابد من توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب، وأيضاً لا يعقل ارتفاع نسبة النجاح بشكل ساحق بين طلبة الثانوية على الرغم من تدني مستوى التعليم كما ذكرت سابقاً، فخفض سقف التوقعات ومستوى الأداء المطلوب من الطالب (بما في ذلك طلبة المرحلة الجامعية) يؤدي إلى مخرجات ضعيفة جداً.

وهنا ننتقل إلى النقطة الثالثة وهي انتشار نمط الطالب المترف أو "الدلوع" والذي ما هو إلا انعكاس للمجتمع الاستهلاكي الكسول، فهذا الطالب يريد الحصول على التقديرات الممتازة دون بذل المجهود اللازم. لا ينتبه في الفصل ولا يذاكر مواده بل يعتمد على الدروس الخصوصية لتلقينه في راحة منزله. لا يهمه سوى حصد لقب "مهندس" أو "دكتور" وإن كان يعني ذلك دفع الأموال الطائلة لجامعات غير نزيهة. يشعر بالأحقية في النجاح على الرغم من كثرة غيابه، ويأتي "مترجياً" معلميه نهاية كل فصل. ثقافة سلبية نراها في كل مكان للأسف، حيث إنها لا تقتصر على مجال التعليم فحسب.

التعليم بوابة لفتح الآفاق وشحذ الأذهان، وهو السبيل إلى التمدن والنمو، وجودته هي الفيصل بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث، فلنستثمر في تنمية العقول.