حدثنا عن تجربتك في فيلم «الأصليين»، والصعوبات التي واجهتك أثناء العمل.

Ad

كان الفيلم بالنسبة إليّ مليئاً بالتحديات بدءاً بأماكن التصوير التي اتسمت بالخصوصية الشديدة، وصولاً إلى أنواع الكاميرات، إذ استخدمنا الثقيلة منها وكاميرا الهاتف، مع الحفاظ على جودة واحدة للصورة طوال الفيلم. كذلك استوجب أحد المشاهد تنقلات كثيرة بين أكثر من موقع تصوير، فكان علينا أن نصوِّر بطريقة واحدة ليكون المشهد مترابطاً ولا يشعر المشاهد بأن ثمة فصلاً أو عزلاً بين لقطة وأخرى. أضف إلى ذلك الإضاءة التي تطلّبت مجهوداً لضبطها بما يليق بكل مشهد.

«الأصليين» تجربتك الثانية بعد «الفيل الأزرق» مع الثنائي أحمد مراد ومروان حامد، فهل نجاح تجربتك الأولى دفعك إلى تكرار التعاون معهما؟

ما لا يعرفه البعض أن أحمد مراد أصلاً خريج معهد سينما قسم تصوير، وانعكس ذلك على كتاباته، فهو يجيد استخدام المعادل البصري، إضافة إلى طابع التحدي والغموض لديه. لذا أحب العمل معه. كذلك الحال بالنسبة إلى مروان حامد، فهو يبذل مجهوداً كبيراً قبل التصوير. ورغم الاختلاف بين العملين، فإن الرابط بينهما هو عنصر الغموض، كذلك التشويق. مثلاً، تدخلنا قصة «الفيل الأزرق» في مجريات مختلفة وغريبة وعوالم غامضة، و»الأصليين» ربما توحي بدايته بأنها قصة معتادة، إلا أن التشويق يحيط بقصته حتى نهايتها. شخصياً، أحبّ العمل في هذا النوع من الأفلام ومن بداية قراءتي النص أثار إعجابي وحمسني لتقديمه.

انتقادات

انتقد البعض الفيلم ووصفه بأنه معقد وغير مفهوم، كذلك انتقد طرحه في موسم العيد. ما رأيك؟

«الأصليين» فيلم خاص في فكرته وإخراجه وتصويره، فيما الجمهور، خصوصاً المراهقين والشباب الذين يقبلون على دور العرض بشكل ملحوظ في موسم العيد، ينتظرون عادة إما فيلم حركة أو عملاً كوميدياً خفيفاً. لكن ذلك لا يعني أن الفيلم معقد أو غير مفهوم، بل على العكس، فضلاً عن أن التنوّع في الأفلام أمر مطلوب.

عموماً، أنا سعيد بحالة الشدّ والجذب والجدال حول الفيلم لأنه لو كان فاشلاً لمرّ مرور الكرام من دون أن يلتفت إليه أحد. حتى الآراء التي طالعتها عنه لا أراها ضده بل كانت موضوعية، لأنه لا يمكن أن ننتقد فيلماً لمجرد أنه يحمل فكرة ومضموناً مختلفين.

هل يعني ذلك أن الفيلم حقّق النجاح المطلوب؟

موسم العيد تحديداً موسم تجاري قوي، خصوصاً لأفلام الكوميديا والحركة التي تستهدف الشباب، الفئة الأكثر إقبالاً على دور العرض. ولكن نجاح الفيلم في تحقيق الإيرادات أمر يُسأل عنه منتجه. شخصياً، أعتبر إطلاق «الأصليين» في هذا الموسم خطوة جريئة من المنتج، نظراً إلى أن الفيلم مختلف ويثير التساؤلات والتأمل، وله خط درامي مغاير للسائد، وهي وجهة نظر تحترم.

حال السينما والإعلانات

كيف ترى صناعة السينما في مصر راهناً؟

تطوّرت صناعة السينما في مصر بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة، سواء في الأفكار أو التنفيذ، إلا أنها ما زالت تعاني قرصنة الأفلام، ما يكبد العاملين بها خسائر كبيرة، إضافة إلى أن الدولة لا تدعمها إنتاجياً كبقية الدول، رغم أننا بحاجة ماسة إلى زيادة حجم الإنتاج لأنه يعزِّز الصناعة، خصوصاً في ظلّ التعقيدات التي تحيط بها على المستويين المحلي والدولي، مع ارتفاع الجمارك وسعر الدولار الذي أثر سلباً في تكلفة معدات التصوير التي ترتفع كل ستة أشهر. من ثم، نجد أن العاملين في السينما تبدأ أفكارهم بالتواضع كي يتمكنوا من تنفيذها بأقل الإمكانات.

لديك رصيد كبير في تصوير الإعلانات، هل يعزّز ذلك خبرتك السينمائية؟

الإعلانات مجال مهم لاكتساب الخبرات، لأن مساحة التجربة فيها كبيرة، ما يعزِّز خبرة العاملين فيها. هذه الصناعة قوية عموماً، وثمة مخرجون بارزون كانت بدايتهم من خلالها قبل انتقالهم إلى السينما، فمن يستطيع أن يوصل فكرته في ثوان معدودة حتماً يملك أدواته وبإمكانه أن يتولّى فيلماً طويلاً. كذلك الاطلاع إحدى أبرز الأدوات التي تعزّز وتثقل رؤية صاحبها وتجعل عمله مختلفاً شكلاً وموضوعاً.

معايير

حول المعايير التي يوافق على أساسها على العمل المعروض عليه، قال أحمد مرسي: «أدقّق في السيناريو وفريق العمل، لأني أعجز عن العمل أو النجاح كفرد في عمل جماعي، ولديَّ حرص دائم على رؤية المنتج المسؤول لأن النجاح مرتبط به بشكل وثيق، وهو لا بد من أن يعي ماهية السينما».

يتابع: «كذلك أستطيع العمل بميزانية محدودة ومع فريق عمل مغمور، ما دامت فكرة الفيلم مميزة كذلك فريق العمل. كذلك أعلّق أهمية كبرى على جلسات النقاش الطويلة، فهي بمنزلة عصف ذهني مع فريق العمل، كما حدث مثلاً في «الأصليين»، إذ كنا نجتمع ساعات طويلة للنقاش قبل البدء بالتصوير».