لعل أبرز أعمال ويل راي إنتاجه برنامج السحر الواقعيCriss Angel Mindfreak، في حين كتبت برينا غرازيانو نص الفيلم الوثائقي التلفزيوني Alien Gods عام 2004.

لم يرتقِ أي من أعمالهما إلى مستوى يوحي بأنهما قادران على إعداد صورة مماثلة عن عالم الشهرة الفعلي والمدى الذي يبدو الناس مستعدين لبلوغه بغية البقاء في الأضواء. ولكن يشكّل مشروعهما Austin Found أحد أفضل الأفلام عن الجريمة، والتلاعب، والشهرة منذ فيلم غاس فان سانت To Die For عام 1995.

Ad

الحق يُقال، حصل المخرج والكاتبة على دعم كبير من لندا كارديليني، التي تبنّت الأساليب الشريرة للين ميلر، متشاركة سابقة في مباريات الجمال وأم مصممة على تحويل ابنتها باتي (أورسولا باركر) إلى نجمة في هذه المباريات سواء بوسائل مشروعة أو غير مشروعة، مع أنها غالباً غير مشروعة.

تقلق لين من أن تصطدم جهودها لتحويل ابنتها البالغة من العمر 11 سنة إلى ملكة جمال بحائط مسدود بسبب نقص المال. تنبع هذه الرغبة في الفوز بالكامل من شغف لين بأن تكون نجمة، وتخالف آراء ابنتها السلبية الصريحة بشأن المشاركة في مباريات مماثلة. إلا أن هذا الأمر لا يردع تلك الأم، فتبتكر خطة للفوز بالشهرة التي تستحقها في رأيها.

لاحظت لين أن عدداً من الأهل وقّعوا صفقات أفلام وكتب كبرى بعد تعرّض أولادهم للخطف. وهكذا تضع خطة للاستفادة من تلك الثروة المحتملة. لا تحتاج إلى أكثر من رفرفة صغيرة من رموشها الاصطناعية، واستدارة من شعرها بقصته القديمة، وبضع ضحكات وهي ترتدي ملابس اشترتها على ما يبدو من متجر لثياب فتيات الهوى كي تقنع حبيبها القديم في المدرسة الثانوية بيلي (سكيت أوليرخ) بتنفيذ خطة اختطاف زائفة. ترتب لين كي يحضر بيلي وشريكه في الجريمة المدبرة جيبيدياه (كريغ روبنسون) إلى منزلها بعدما تكون خدرت العائلة بأكملها. عليهما اختطاف باتي طوال شهر، فيما تتولّى هي التعاطي مع وسائل الإعلام وتستقطب الأنظار، مصوّرة الجريمة بصورة بشعة كي تتمكن من جني الثروات بفضلها.

أدوار مميزة

تستغل كارديليني تعقيد هذا الدور، منتقلة ببراعة وسهولة من الأم المفجوعة إلى المجرمة القاسية القلب. وعلى غرار نيكول كيدمان في To Die For، تحمل في عينيها نظرة طموحة تمنح شخصيتها جانباً حنوناً على نحو غريب، مؤكدة في الوقت عينه أنها لن تسمح بالتأكيد لأي إنسان بأن يقف في طريقها. وهكذا تقدّم في Austin Found أفضل أداء في مسيرتها حتى اليوم.

أما أولريخ، فيقدّم جزءاً ضرورياً آخر لنجاح هذه القصة المعقدة. يجسد كل شاب كان بارعاً في المدرسة الثانوية إلا أنه انتقل بعد تخرجه إلى حياة مليئة بالإخفاق وخيبات الأمل. ويؤدي دور بيلي بما يكفي من عدم الاستقرار لإضفاء شعور مستمر بالخطر على الفيلم.

لكن الأداء المفاجئ حقاً تقدّمه الصغيرة باركر، التي تؤدي دور أكثر المشاركات في مباريات الجمال غرابة منذ أبيغايل بريسلين في Little Miss Sunshine. وهي تفضل أن تقوم بأي أمر ما عدا التبختر على المسرح، حتى التعرض للخطف. وتمتاز مشاهدها مع روبنسون بحلاوة حقيقية تفتقر إليها حياة باتي في منزلها.

عمل ممتاز

أعد راي وغرازيانو فيلماً يتخطّى ما تشير إليه أعمالهما السابقة. فهذا العمل ممتاز، مع أنه يعاني بعض المشاكل. ولعل أبرزها غياب الوتيرة الثابتة. في بعض اللحظات، نظن أن الفيلم سائر في اتجاه Drop Dead Gorgeous الجريء. كذلك يقدّم باتريك واربورتون في دور رجل الأمن المحلي، الذي أراد أن يكون ممثلاً إلا أنه أخفق، بعض اللحظات المضحكة المميزة. على نحو مماثل، تتأرجح كريستن شال في دور المراسلة الطموحة بين الكفاءة والفكاهة. حتى اسم الفيلم اللطيف مبالغ فيه.

لكن الفيلم لا يلبث أن يتّخذ منحى قاتماً جداً. وتبلغ القصة من السوداوية حداً كبيراً، حتى إن المشاهد يظنّ أن من المستحيل أن يعود إلى الجانب المشرق مع نهاية الأحداث. لكن راي وغرازيانو ينجحان في التوصّل إلى طريقة لاستمالة المشاهد مجدداً قبل فوات الأوان. ويشكّل المشهد الأخير نقطة تعجّب كبيرة تختم عملاً متقناً قدّمه ممثلون مذهلون، وتميزاً غير متوقع من المخرج والكتّاب.