تفاءلت الجمعيات المعنية بقضايا وحقوق المرأة في مصر مع انطلاق مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» الأحد الماضي، والذي نظمته وزارة الهجرة والمجلس القومي للمرأة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وعلقت هذه الجمعيات آمالا عريضة على المؤتمر، الذي كان متوقعا أن يلقي الضوء على هموم حواء المصرية، ويسهم بإزالة عقبات تواجهها على المستويين الاجتماعي والسياسي في المقام الأول، لكن توصيات المؤتمر، الذي استمر يومين، خيبت آمال الكثيرين.

Ad

المؤتمر الذي استمرت فعالياته يومين شاركت فيه بالحضور مجموعة من الوجوه النسائية القيادية داخل مصر، إضافة إلى 31 سيدة مصرية مهاجرة، تمكنّ من تحقيق نجاحات في مجالات مختلفة بالخارج، واستعرض قصص كفاحهن، وما حققنه من نجاحات مهمة.

أبرز توصيات المؤتمر كانت وضع آلية ميسرة للسماح لمصريي الخارج بدعم المبادرات الوطنية، من خلال «صندوق تحيا مصر»، وكل ما يتعلق بمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وإعداد نظام معلوماتي جغرافي مركزي للدولة باستخدام تكنولوجيا الاستشعار، يتضمن التخطيط للكشف عن الثروات الطبيعية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية، والكشف عن جرائم التنقيب، وحماية الرقعة الزراعية.

من ناحيتها، وصفت مديرة مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، الحقوقية انتصار السعيد، التوصيات بأنها «لا تُعبر عن قضايا المرأة المصرية وهمومها».

وأضافت لـ«الجريدة»: «فعاليات المؤتمر غاب عنها أي حديث عن الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تعد أبرز الملفات المعنية بالمرأة في الفترة الحالية»، وتابعت: «كنا نتمنى أن تُدعى المنظمات المعنية بالعمل النسوي لحضور المؤتمر».

في السياق، اعتبرت المنسقة العامة لمبادرة «شفت تحرش»، هالة مصطفى، أن توصيات المؤتمر جيدة، لكنها تصلح لمجتمع تخطى مراحل كبيرة في جميع المجالات، وخاصة على المستوى الاقتصادي وتمكين المرأة، ووصفت المؤتمر بأنه «مناسبة ترويجية تشبه الاحتفالية، وليس لها علاقة بقضايا المرأة، في ظل تراجع شديد لدورها ومكانتها في المجتمع».

على النقيض، رأى البعض أن المؤتمر لامس قضايا المرأة، وإن بدا ذلك على استحياء، حيث ترى مديرة مركز المرأة الجديدة منى عزت، أن هناك هجوما غير مفهوم على المؤتمر، لافتة إلى أن وزارة الهجرة هي المنظمة الأولى، وليس المجلس القومي للمرأة، لكي ننتقد غياب طرح القضايا المهمة للمرأة خلال المؤتمر، مشيرة إلى أن هدف المؤتمر بالأساس هو إبراز النساء اللواتي ساهمن في التطوير المجتمعي، سواء داخل بلادهن أو خارجها.