في كل بقاع العالم وتاريخ الشعوب لا تجد تمجيداً وتقديساً للشخوص كما تجده عند العرب الذين ترتبط هويتهم الوطنية بشخوص قادتهم أو برموز آخرين يعتبرونهم منقذيهم من مآسيهم دون أن يدركوا أن التقديس بذاته هو السبب الرئيس في كل ما يعانونه.

فالهالة التي تحظى بها بعض الشخصيات العربية من زعماء أو غيرهم من الجماهير دليل على التخلف والجهل، وتعطيل للعقول ولمسيرة الحياة لدرجة أنهم يوصلون ذلك الشخص إلى مكانة المعصوم من الخطأ، ويعتبرون أقواله وأفعاله كأنها وحي يوحى، علماً أنه بدونهم لا يمكن له أن يفعل ما فعل.

Ad

لذا فإن ثقافة تقديس الأشخاص لدى الشعوب العربية من أخطر وأسوأ الثقافات التي تنتشر في مجتمعاتنا، وهي تختزل أمة أو وطنا أو دينا أو فكرة أو إنجازا في شخص واحد دون النظر إلى العوامل التي ساعدته في تحقيق شهرته، وأورثتنا المهالك والجمود، وأدت إلى تخلفنا في جميع الميادين.

يعني بالعربي المشرمح:

لا يمكن للعرب أن يتقدموا وهم يعيشون وهم التقديس لشخوص هم بأنفسهم من صنعوهم، ولا يمكن أن يتجاوزوا تخلفهم وهم لا يزالون يخافون انتقاد زعيم ما أو رجل دين أو شخصية نضالية، وكأنهم أنبياء معصومون لا تُناقَش أقوالهم ولا تنتقد أفعالهم حتى إن كانت على خطأ.