نصادف في مسيرة حياتنا مختلف أنواع القياديين في كثير من الميادين. فثمة بين الحكام من يقود الملايين، وفي المؤسسات الكبيرة من يقود الآلاف، وفي بعض المهن من يقود أفراداً لا يتعدّون أصابع اليد الواحدة.

وللأسف، ليس كلّ مسؤول قياديّاً ناجحاً، ونلمس هذا الأمر من خلال النتائج التي تسفر عن قراراته. فما هي المواصفات العمليّة التي ينبغي على المرء التحلّي بها ليتمكّن من أن يصبح قياديّاً ناجحاً؟

Ad

تشمل هذه المواصفات كل شخص مسؤول مهما كان عدد مرؤوسيه، فالعدد في هذا الإطار لا يعتبر عائقاً، والمهمّ هو نمط التفكير وأسلوب التعاطي مع الآخرين.

الأشخاص أهمّ:

في أي عمل أو مشروع تريد البدء به عليك الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأشخاص الذين تتعامل معهم أهمّ من الأفكار والتطلعات والأدوات. فالقيادة ليست مصلحة شخصيّة، ومن تعمل معهم أناس قد يوازونك بالأفكار والمشاعر فلا تضحي بهم لأجل أنانيتك.

الاحترام واجب:

كما على مرؤوسيك واجب الاحترام لشخصك ولأوامرك، فإنّ عليك أنت أيضاً احترامهم وعدم التعالي عليهم في طريقة حديثك وتصرفك غير اللائق، واعلم أن التواضع يكسب صاحبه محبّة الآخرين.

التخطيط الواقعيّ:

قبل المباشرة بأيّ عمل وتوزيع المسؤوليات على الغير عليك الانصراف إلى التفكير والتنظيم وتوقّع النتائج وأخذ آراء الاختصاصيين إذا تطلّب الأمر ذلك، ولا بأس إن سألت أحد مرؤوسيك عن موضوع يجيده وهو غريب عنك.

المسؤوليّة:

القيادة في أعمق معانيها هي المسؤولية الكاملة، وهي في البداية أن تكون أمام فريقك لا خلفه. وفي حال أخطأت في أمر ما، فعليك تقبّل الملاحظات برحابة صدر والإقرار بخطئك من دون تردّد.

الفعل لا الكلام:

لا تكن كثير الكلام ولا تدع الآخرين يطيلون الحديث إن لم يكن ذا منفعة، فإن في ذلك مضيعة للوقت واستخفافاً بوقت الآخرين. ركّز على الفعل ونتائجه باختصار، واعط الحق والتكريم لمن يستحقه.

الاستعداد للخدمة:

ليكن لديك الاستعداد الدائم لمنح مرؤوسيك الدعم عند الحاجة. يكون هذا الدعم معنوياً أو مادياً، فعندما يشعرون بأنّ رئيسهم حاضر في مختلف المناسبات لدعمهم وخدمتهم فإنهم ينصاعون لأوامره بكل محبّة وترحاب.

أهميّة المرونة:

بينما لا يؤدّي التصلّب في التعاطي إلى نتائج إيجابيّة، يشكّل التحلّي بالمرونة أسرع وسيلة للإقناع. وتقتضي المرونة التفهّم بعمق للحالة التي نمرّ بها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة والمنطقيّة لها.

الإصغاء:

يكسبك الإصغاء الى الآخرين جاذبيّة واحتراماً لأنك متى أتقنت هذه الصفة وتركت للآخر حريّة الكلام والتعبير عن رأيه بارتياح فإنك تصبح محبوباً ومحطّ ثقة لديه.

نجاح القائد:

لا يكون نجاح القائد أو المسؤول في تنفيذ مهمّته بدقة فقط، فالنجاح الحقيقي هو عندما يكون الفريق بكامله مسروراً بمعاملته وراضياً بنتائج عمله، وهذا لا يتوافر إن لم تتحلّ القيادة أو الرئاسة بالخصال التي وردت سابقاً.