مع بدء الخليجيين عموماً، والكويتيين خصوصاً، عطلاتهم الصيفية واتجاههم إلى المدن الأوروبية والآسيوية هرباً من حرارة الجو داخل بلادهم، وبحثاً عن الترفيه والمتعة بعد موسم شاق من العمل أو الدراسة، لن يكون الأمر بالصورة الوردية التي يتخيلها البعض، فالوضع الأمني المعقد حول العالم، وتفشي الإرهاب بين أرجائه، قد يضعان أهل الخليج، ولاسيما النساء منهم، بين خيارين، إما السفر أو التمسك بالعادات والتقاليد وتعاليم الدين، إذ تبنت أكثر من دولة أوروبية قوانين تمنع لبس النقاب أو أي رداء يغطي الوجه كله في الأماكن العامة... فهل تقف تلك القوانين حائلاً بين الخليجيين والتمتع بإجازاتهم في أوروبا؟

وبما أن عدداً ليس بقليل من مواطنات دول الخليج، والكويت تحديداً، وخصوصاً كبيرات السن، يلتزمن بالنقاب، حتى لدى السفر، سواء كان للسياحة أو العلاج، فقد دعت بعض البعثات الدبلوماسية الكويتية إلى تنبيه المواطنين قبل موسم الصيف إلى قوانين تلك الدول التي باتت تحظر النقاب، تجنباً لتعرضهم للمساءلة القانونية إذا ما سافروا إليها.

Ad

الحكاية بدأت عام 2010 حينما حظرت فرنسا ارتداء النقاب، وأصبحت أول دولة أوروبية تتخذ هذا القرار، إذ وافق مجلس شيوخها بالإجماع على اعتبار ارتداء النقاب والبرقع وكذلك الأقنعة والخوذ التي تخفي هوية الشخص، عملاً غير قانوني، استناداً إلى قانون صدر عام 1984 يحظر ارتداء أي رمز أو لباس يشير إلى انتماء ديني مهما كان. كما فرض القانون الفرنسي على من يجبر امرأة على ارتداء هذا الزي، عقوبات تصل إلى السجن عاماً وغرامة قد تبلغ 32 ألف دولار.

وفي أواخر 2010، اتخذت مقاطعة "كتالونيا" في إسبانيا خطوة مماثلة، حين أصدرت قانوناً يحظر ارتداء أي لباس يغطي الوجه، ثم سارت بلجيكا في نفس السياق عام 2012، إذ حظرت أي لباس يمنع التعرف على هوية الشخص "لدواعٍ أمنية"، في حين قررت هولندا، التي كانت منعت النقاب في مدارسها عام 2007، تمديد العمل بهذا الحظر ليشمل الأماكن العامة، مثل وسائل النقل والجامعات وبعض المهن المحددة.

ثم امتد الأمر إلى النمسا، التي أقر برلمانها قوانين مماثلة تدعو إلى عدم لبس النقاب أو تغطية الوجه، فارضاً على من يخالف تلك القوانين غرامة 150 يورو، وأعقبتها سويسرا التي أقرت قانوناً يحظر النقاب فى مقاطعة "تيتشينو" عام 2016، مع معاقبة المخالف بغرامة 9200 يورو، في حين منعت منطقة سنجان الصينية الذاتية الحكم هذا اللباس في مدارسها، كما حظرت السلطات الروسية في مدينة ستافروبول على المسلمات ارتداء أغطية الرأس في المدارس الحكومية، بقرار من المحكمة العليا.

وفي أبريل 2016 منعت بلدة بازارجيك البلغارية ارتداء النقاب في الأماكن العامة، فضلاً عن عدد من المدن الأوروبية في ألمانيا وإيطاليا والدنمارك.

يأتي ذلك في وقت لا يزال العلماء المسلمون مختلفين في أمر النقاب، فبعضهم يرى وجوب ارتدائه لأنه كان معروفاً في عهد النبوة، وكان من عادة المرأة لبسه في مجتمعها، في حين يذهب آخرون إلى أن الحجاب هو الفرض، بمعنى ستر المرأة جسمها كله باستثناء الوجه والكفين، وأن تغطية الوجه مجرد أمر مستحب وجائز.