بينما يشكو سوق النفط العالمي من تخمة مستمرة في المعروض، يعرقل تباطؤ نمو الطلب في أسواق آسيوية رئيسية مستوردة للنفط الجهود التي تهدف إلى استعادة السوق لتوازنه.

وتكبح تخمة الوقود في الصين، والتأثيرات الباقية من إلغاء أوراق النقد ذات الفئات الكبيرة في الهند، وتقدم أعمار السكان وانخفاض أعدادهم في اليابان نمو الطلب على الخام في ثلاثة من أكبر أربعة مشترين للنفط في العالم.

Ad

وتسهم الدول الثلاث بما يصل إلى خمس استهلاك النفط العالمي البالغ 97 مليون برميل يومياً، وأي مشكلات في هذه الدول ستعني نمواً يقل عن التوقعات للطلب على النفط في آسيا، مما سيسهم في تقويض المسعى الذي تقوده أوبك لدعم الأسعار.

وقال مايكل كوريلي العضو المنتدب لدى ميركاتوس إنرجي ادفيسورز: «نلحظ بالفعل انخفاضاً في الطلب من عدد ليس بالقليل من العملاء في قطاعات الطيران والنقل البحري والطرق والصناعة... إنهم في الواقع يستهلكون وقوداً أقل من المتوقع».

تنافس صيني أميركي

وفي الصين، التي تتنافس مع الولايات المتحدة على صدارة مستوردي النفط في العالم، تظل الواردات في مايو قرب مستوى قياسي عند 9 ملايين برميل يومياً، لكن من المنتظر أن يؤثر انخفاض متوقع في عمليات شركات التكرير سلباً على الطلب على النفط الخام في الربع الثالث من السنة.

وفي الهند، التي تجاوزت اليابان لتصبح ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم في العام الماضي، هبطت واردات الخام أكثر من أربعة في المئة في الفترة بين أبريل ومايو إلى نحو 4.2 ملايين برميل يومياً، في حين تضرر الاستهلاك بفعل التأثيرات المتبقية من برنامج لإلغاء أوراق النقد من الفئات الكبيرة، الذي طبقته البلاد حديثاً.

وفي الأشهر الخمسة الأولى من العام، لم تشهد واردات الهند تقريباً تغيراً يذكر مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بعد زيادة سنوية بلغت 4.7 في المئة العام الماضي.

وفي اليابان، أكثر اقتصادات آسيا تقدماً، يمر الطلب على النفط بانخفاض هيكلي منذ سنوات بسبب تقدم أعمار السكان وانخفاض أعدادهم وظهور سيارات أكثر توفيراً للوقود أو تستخدم الوقود البديل.

واستوردت اليابان في أبريل نحو 3.5 ملايين برميل يومياً انخفاضاً من مستوى الذروة البالغ 5.9 ملايين برميل يومياً في 2005.

ومع وفرة الإمدادات، فإن تقلب الطلب في آسيا ساهم في انخفاض سعر خام القياس العالمي برنت 20 في المئة إلى نحو 45 دولاراً للبرميل في أكبر انخفاض في النصف الأول من أي عام منذ 1997.

المخزونات العائمة

وفي أحدث مؤشر على فائض المعروض، يقول تجار، إنه جرى تأجير خمس ناقلات نفط عملاقة في الأيام الأخيرة لتخزين النفط غير المبيع.

وبإمكان كل ناقلة عملاقة حمل مليوني برميل من النفط، وتضاف الناقلات الخمس المستأجرة إلى نحو 25 ناقلة عملاقة ترسو بالفعل في مياه جنوبي ماليزيا.

وفي وضع للسوق تتسم فيه أسعار النفط للتسليم الفوري بالانخفاض عن أسعار التسليم الآجل، فإن تخزين النفط من أجل بيعه في وقت لاحق أمر مربح. وفي الوقت الحالي، يقل السعر الفوري لخام برنت 1.50 دولار عن سعر تسليم أوائل 2018.

وقال أشوك شارما العضو المنتدب لشركة بي.آر.اس باكسي لسمسرة الشحن في سنغافورة: «إذا اتجهت أسعار النفط للانخفاض، فإن المخزونات العائمة ستصبح أكثر جاذبية».

يأتي انخفاض السعر الفوري رغم الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً منذ يناير. وأدت الشكوك بشأن التزام «أوبك» بمستهدفاتها وارتفاع الإنتاج الأميركي إلى شكوك في أن تستعيد الأسواق توازنها قريباً.

وقال بنك أيه.إن.زد، إن «الانخفاض في أسعار النفط مستمر... في حين تظل الأسواق متشككة في قدرة أوبك على موازنة الإمدادات».

الإنتاج الإيراني

من جهة ثانية، نقلت وكالة «فارس» للأنباء عن وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه قوله، إن إنتاج إيران من النفط تجاوز 3.88 ملايين برميل يومياً، وإن طهران تتوقع أن يصل الإنتاج إلى أربعة ملايين برميل بحلول مارس 2018.

وأضاف زنغنه أن «تجاوز إنتاج النفط 3.8 ملايين برميل، وسيصل إنتاج البلاد إلى 4 ملايين برميل بحلول نهاية العام» في إشارة إلى العام الإيراني الذي ينتهي في 20 مارس.