أقر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء أمس الأول، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي تنتقل بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في مدخل خليج العقبة بالبحر الأحمر، من القاهرة إلى الرياض.

مجلس الوزراء قال إن الرئيس أصدر قراره الجمهوري بالتصديق على الاتفاقية ونشره بالجريدة الرسمية، عقب رفع مجلس النواب قراره بالموافقة في 14 يونيو الجاري، على الاتفاقية إلى الرئيس، الذي أقرها بدوره، بعدما أصدر رئيس المحكمة الدستورية أمرا مؤقتا الأربعاء الماضي، بوقف تنفيذ جميع الأحكام القضائية الصادرة عن القضاء الإداري والمحكمة الإدارية العليا ببطلان اتفاقية الجزيرتين، وحكم القضاء المستعجل بوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري، مما ضمن سريان الاتفاقية.

Ad

وقال أستاذ القانون الدولي، أيمن سلامة،

لـ "الجريدة"، إن تصديق الرئيس السيسي على الاتفاقية لا يكفي على المستوى الدولي، فبحسب المادة الثالثة من نص الاتفاقية، يجب تبادل وثائق التصديق بين البلدين، التي قد تتم من خلال محضر لتبادل الوثائق يعقد في الرياض، أو تكتفي الدولتان بتبادل الوثائق عن طريق إرسالها من خلال قنوات دبلوماسية، وفي هذه الحالة تسمى "رسائل تصديق"، يعقب ذلك اعتماد الاتفاقية دوليا، لكنه اضاف: "في جميع الأحوال الاتفاقية أصبحت مفعلة في مصر بعد تصديق الرئيس عليها".

ومنذ توقيع الاتفاقية بالأحرف الأولى بين البلدين أثناء زيارة العاهل السعودي الملك سلمان إلى القاهرة أبريل 2016، برزت أصوات مؤيدة واخرى معارضة لها.

إلى ذلك، خرج ملايين المصريين إلى الحدائق والمتنزهات العامة للاحتفال بأول أيام عيد الفطر المبارك، وسط مشاعر الفرحة والبهجة من الأطفال والمراهقين الذين حرصوا على ارتداء ملابس العيد الجديدة، والاستمتاع بالإجازة التي تمتد عدة أيام، وسط انتشار أمني مكثف لتأمين الاحتفالات تحسبا لأي عملية إرهابية تسعى لتعكير صفو احتفال المصريين.

وأدى المصريون صلاة العيد في الساحات المفتوحة عملا بالسنة النبوية، في حين أدى الرئيس السيسي الصلاة بمشاركة كبار رجال الدولة، في مسجد محمد كريم بمقر قيادة القوات البحرية في مدينة الإسكندرية الساحلية.

ووجه الرئيس التهنئة للشعب المصري بالمناسبة، ووجه تحية خاصة لأسر الشهداء، وقال في رسالة وجهها عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نستقبل عيد الفطر المبارك، ونحن أمة واحدة قوية تسعى لبناء المستقبل"، كما تبادل التهنئة بالعيد مع ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية.

في الأثناء، أعلنت قوات الأمن المصري الاستنفار لتأمين احتفالات المصريين بعيد الفطر، وتم إلغاء إجازات الضباط وضباط الصف، وكثفت قوات الشرطة حضورها حول الميادين والشوارع الرئيسية والمنشآت الحيوية والدينية والكنائس والأديرة بالمحافظات، والمقاصد السياحية والمتنزهات وأماكن تجمع المواطنين، وردع أية اعتداءات قد تتعرض لها، فضلا عن تأمين المسطح المائي لنهر النيل.

وبينما أفرجت وزارة الداخلية أمس عن 1011 سجينا، بمناسبة عيد الفطر، أعلنت الوزارة مساء أمس الأول، أنها تمكنت من ضبط خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ هجوم انتحاري في الإسكندرية، وقالت الوزارة إنها ضبطت ستة عناصر ينتمون إلى خلية إرهابية، بينهم انتحاريان، داخل شقة بالمدينة الساحلية، وتابعت: "كشفت المعلومات شروع تلك العناصر في تنفيذ مخططهم العدائي باستخدام التفجير الانتحاري المزدوج بواسطة عنصرين يقوم أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف بالكنيسة، يعقبه قيام الثاني بتفجير نفسه عقب تجمع عناصر أجهزة الأمن وأعداد كبيرة من المواطنين بهدف إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية".

وأشارت "الداخلية" إلى أن المعلومات التي توافرت لديها أثبتت تورط عناصر الخلية في محاولة تفجير محل مملوك لأحد المسيحيين بمحافظة دمياط أبريل الماضي. يأتي ذلك في ظل تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية لعناصر من تنظيم داعش التي تستهدف الأقباط، بعد تفجير داخل الكنيسة البطرسية بالقاهرة في ديسمبر الماضي، وتفجيرين لكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية في أبريل الماضي، ثم استهداف حافلة تقل أقباطا في المنيا في 26 مايو الماضي، مما أدى في المجمل إلى مقتل 120 شخصا معظمهم من المسيحيين.