مثلما ضم علي الكسار إلى فرقته أحد كوميديانات فرقة الريحاني، حرص على أن يضم عناصر فنية جديدة لاستعادة عافيتها من بينها الفنانة الشابة عقيلة راتب، والمطرب الكبير حامد مرسي، فبدأ القصري أول أعماله مع فرقة علي الكسار من خلال مسرحية «البكاشة».

كانت «البكاشة» المسرحية الوحيدة التي ظهر فيها الفنان علي الكسار بشخصيته الطبيعية، بعيدا عن شخصيته التقليدية «عثمان عبد الباسط بربري مصر»، التي يصبغ وجهه فيها باللون الأسود، فنجحت المسرحية، وأنقذت الفرقة من الإفلاس، وساهم عبد الفتاح القصري في هذا النجاح، إذ سعد الجمهور برؤية أحد نجوم الريحاني في فرقة الكسار، ونجحت في أن تجمع بين قلبي بطلي الفرقة الفنانة الشابة عقيلة راتب، والمطرب الكبير حامد مرسي، فقررا الزواج، غير أنها كانت أحد أسباب الخلاف بين الزوجين السعيدين عبد الفتاح وحكمت.

Ad

بين الريحاني والكسار

حصل عبد الفتاح على أجر أقل في مسرح علي الكسار، لكنه أدرك أن وجوده فيها مؤقت إلى حين عودته إلى فرقة الريحاني، غير أن طلبات زوجته لم تنته، فقد حصل من مسرح علي الكسار على عشرين جنيهاً، دفع منها ستة عشر جنيها، أجر مخدوميها، فاضطر للمرة الأولى في حياته، إلى الاستدانة من بعض الأصدقاء، ليفي بمتطلبات الزوجة الارستقراطية، والتي لم تكن لديها مشكلة في أن تنفق على البيت، بل وعلى عبد الفتاح نفسه، لكنه رفض ذلك رفضاً قاطعاً، حتى لو لم يكن في جيبه أجرة العربة التي يذهب بها إلى المسرح، وكان على استعداد للذهاب سيراً على الأقدام، ولا يطلب منها «مليماً واحداً»، ويبدو أن زوجته فهمت ذلك، فراحت تضيق عليه الخناق، حتى يسمح لها بالذهاب والعيش معها في بيتها في منطقة الجيزة، والإنفاق من ثروتها على متطلباتها، وزاد إصرارها عندما علمت أن عبد الفتاح من عائلة ثرية، وأن والده يتاجر في الذهب، فعندما رفض أن تقوم هي بالإنفاق، بدأت تطالبه بالعيش في خيرات أسرته الثرية، ورغم رفض عبد الفتاح هذا الأمر لعلمه بموقف والده، بدأ يفكر في ذلك بالفعل، بعدما ضاقت به السبل، فأرسل إلى والده من يخبره بأن ابنه تزوج، كما كان يريد، ولديه استعداد للعودة والعيش في منزل العائلة، فجاء الرد سريعاً، من والده معلنا رفضه التام لعودته، بل وأكد لمن أرسله أنه سيحرمه من الميراث.

أظلمت الدنيا في وجه عبد الفتاح، بعدما ضاقت به السبل، رغم تقديمه لرواية ثانية مع فرقة الكسار بعنوان «ورد شاه»، وهي أوبريت غنائي استعراضي، أسند فيه الكسار دوراً تاريخيا لعبد الفتاح، فلم يبدع فيه كعادته في أدوار ابن البلد والتجار، فقرر ترك فرقة الكسار.

عاد الريحاني من رحلة الشام أكثر إفلاسا مما ذهب، فلم تحقق الرحلة ما كان يتمناه، وما إن علم عبد الفتاح بعودته، حتى توجه إليه على الفور، وقبل أن يبادر عبد الفتاح بالكلام، بادره الريحاني:

= عارف اللي عايز تقوله.. الدنيا لطشت معاك ومافيش في جيبك تمن علبة سجاير مكنة

* الله.. وعرفت إزاي.. أنت بتقرا الطالع ولا أيه يا أستاذ

= لا طالع ولا نازل.. أنا بأقول كده لأن الحال من بعضه.. صاحبك على أد اللف اللي لفيته في الشام راجع أيد ورا وإيد قدام.. رحت لقيت عمك أمين عطا الله محتكر «كشكش» في الشام.. والناس فاهمه أنه كشكش الأصلي.. والكام حفلة اللي عملناهم المتعهد لطش نص الإيراد.. واللي فضل يا دوب أكل وشرب وأجرة السفر.. ورجعنا نسأل ربنا في حق النشوق

* ده أيه النحس الدكر ده.. بس أنا بقى أزيد عليك كمان إني طلقت

= حتى دي مش لوحدك برضه.. أنا كمان طلقت.. الفرق الوحيد أنك طلقت عند مأذون.. وأنا في المحكمة

* مش بأقولك نحس دكر

= بس قوللي صحيح جالك قلب تطلق السنيورة.. معقول؟

* معقول ونص.. عايزة تعيشني طرطور وتبقى هي الراجل وأنا الست

= اخس.. أما سنيورة.. إنما سنيورة بجد.. بس سيبك أنت.. «أموت في كده»

* الله الله الله.. بس اللي أعرفه إنك عمرك ما كنت كده

= هووووه.. أنت دماغك راح فين يا أخينا.. «أموت في كده» ده اسم الرواية الجديدة.. من بكرة هانبدأ البروفات.

قرر الريحاني أن يلحق بالموسم الشتوي للعام 1930، من بدايته فقدم للفرقة مسرحية «أموت في كده» وهي من نوع «الفارس» التي تعتمد على الضحك بشكل أساسي، وسرعان ما انتظم عبد الفتاح في البروفات ليبدأ عرض المسرحية في السادس من نوفمبر في العام نفسه، ورغم نجاح المسرحية، إلا أنها لم تحقق إيرادات جيدة، لذا أجرى الريحاني على الفور بروفات صباحية على مسرحية أخرى من نوع «الفارس» أيضا، بعنوان «عباسية» وأسند فيها إلى عبد الفتاح القصري دور «مجنون» وعرضها بعد أسبوعين تقريباً من عرض «أموت في كده»، فنجحت واستمرت ما يقرب من ثلاثة أشهر متصلة.

في منتصف فبراير 1931، عرض مسرحية ثالثة بعنوان «حاجة حلوة» عاد فيها القصري إلى أدوار أولاد البلد، فحققت نجاحاً، وأصبح مفهوم «الفارس» في فرقة الريحاني أشد عمقاً والشخصيَات أكثر واقعية، والمواقف الكوميدية مصنوعة بدقة، ما جعلها تفجر الكوميديا، وهو ما وجد فيه عبد الفتاح القصري نفسه، وقرر ألا يبتعد عن الريحاني وفرقته، مهما حدث.

حملت نهاية 1931، تحولا مدهشاً في مسيرة الريحاني الفنية، بل ومسيرة عبد الفتاح أيضاً، عندما اقتبس الريحاني مسرحية «توباز» للكاتب «مارسيل بانيول» وكتبها بالمشاركة مع بديع خيري بعنوان «الجنيه المصري»، أظهر فيها التأثير السلبي للمال على سلوك البشر، ودوره الخطير والمؤثر في إفساد الضمائر وانتهاك الأخلاق، فتحول «ياقوت أفندي»، المدرّس الشريف المثالي، إلى رجل فاسد، بعدما كان في البداية لا يتراجع أمام تهديد «المعلم جاد السماك» الذي لا يؤمن بأن الأرض «كروية» تدور حول نفسها، ولم يلن أمام المرأة محدثة النعمة، ولا يعبأ بوعيد «ناظر المدرسة» إن لم يبادر برفع درجات الراسبين، رغم خفض مرتبه عدة مرات. لكنه تحول من المثالية الأخلاقية إلى الفساد الكامل بعدما انزلق في مصيدة رجل الأعمال الفاسد «بهريز» عن طريق سلسلة من التحولات في إطار كوميدي، فركز الريحاني على معالجة مضامين أخلاقية اجتماعية، بِعناية وجدية، ولم يهتم بالكوميديا، حيث رسم شخصيات المسرحية بِشكلٍ واقعيٍ يعكس واقع المجتمع المصري.

مزاج الجمهور

افتتحت مسرحة «الجنيه المصري» في الثالث من ديسمبر من عام 1931، على خشبة مسرح «الكورسال» الأرستقراطي، وأسند الريحاني دور «جاد السماك» إلى عبد الفتاح القصري، الذي برع فيه ومثل الجانب الكوميدي الوحيد في المسرحية، فما إن يظهر عبد الفتاح على المسرح، حتى يضج الجمهور بالضحك، قبل أن يبدأ القصري حواره، وفي المشاهد التي يختفي فيها القصري من خشبة المسرح، يعود الوجوم إلى الجمهور، وهو ما لاحظه الريحاني، فزاد مساحة حضور القصري فوق خشبة المسرح، كل يوم عن سابقه، غير أن ذلك لم يفلح في إعادة الجمهور إلى المسرحية، ورغم تميزها، إلا أن إيرادها بلغ في ليلة الافتتاح ثلاثين جنيهاً، ثم انخفض في الليلة التالية إلى ستة جنيهات، لتصل إلى ثلاثة جنيهات في الليلة الثالثة:

= أنا هاتجنن من اللي بيحصل ده.. مالوش أي تفسير

* صحيح.. دي عمرها ما حصلت إن الايراد يوصل تلاتة جنيه

= هاهاها

* هو أيه اللي بيضحك في كده

= بـأضحك لأن التلاتة جنيه دول من حقك أنت لوحدك يا عبده

* يعني أيه مش فاهم

= ماهو أنت الوحيد اللي الجمهور مبسوط منك وبيضحك ساعة ما تدخل المرسح

* البركة فيك يا أستاذ.. الشهادة لله أنت مش مقصر في كل الأدوار

= ماهو ده اللي هايجنني.. لما نقدم شيء جاد ومحترم وله معنى.. الجمهور يهرب.. ولما نقدم له الهلس يجي جري.

قرر الريحاني معاقبة الجمهور، فجاء عرضه التالي، استعراض «فرانكوآراب» بِعنوان «المحفظة يا مدام»، وهو سلسلة من المشاهد المُفكَّكة المليئة بالنِّكات والمُؤثرات الكوميديَّة والاستعراضات الرَّاقصة، وقدم عبد الفتاح القصري، لأول مرة عرضاً راقصاً بالعصا، فكان الجمهور ينتظره كل ليلة، ويطالبه بالإعادة، واحتشد المسرح كل ليلة بالجمهور.

بعد ذلك قدمت الفرقة مسرحيَّة «الرفق بالحموات» التي كتبها أمين صدقي، وشارك فيها عبد الفتاح في دور زوج تدبر له حماته مقالب، غير أن المسرحية لم تلقَ أي نجاح، فلم يستمر عرضها أكثر من أسبوع، ما جعل الريحاني يفكر في اعتزال العمل في المسرح بسبب الفشل المتكرر:

* أنت بتقول أيه يا أستاذ.. أنا اللي هأعرف نجيب الريحاني يعني أيه مرسح ويعني أيه جمهور

= مابقتش قادر أستحمل فشل تاني

* فشل أيه لاسمح الله.. ما أنت عارف الجمهور مالوش ماسكة.. كل يوم بحال

= وأنا مش بعد كل ده.. أطلع أقول نكت وأخش قافية مع الجمهور علشان أبسطه.. لا لا مش هاينفع

* أنا مش هأقولك فنك وحبك للفن والمرسح.. لكن هأقولك البيوت المفتوحة من ورا الفرقة.

بعد فترةٍ طويلةٍ من التفكير، وافق الريحاني على العودة إلى مسرح «الفانتازيو» الصيفي بالجيزة، ليقدم مسرحية مختلفة في كُل ليلة، بين قديمة ومعادة، وأخرى حديثة استعراضية بين رقص ومونولوجات، فاستعاد عبد الفتاح القصري مونولوجات صديقه محمد عبد القدوس، وقدمها بين الفصول، فحققت الفرقة موسماً صيفياً ناجحاً إلى حد كبير، قرر الريحاني بعدها القيام برحلة إلى دول المغرب العربي «تونس والجزائر والمغرب» بعد الاتفاق مع متعهد حفلات لتقديم عروض في كل دولة، غير أن عبد الفتاح رفض رفضا قاطعا السفر، لا لشيء إلا لخوفه من ركوب البحر، وفشلت محاولات الريحاني في إقناعه بالسفر مع الفرقة.

حب بلا أمل

ما إن سافر الريحاني حتى انضم عبد الفتاح مجددا إلى فرقة فوزي الجزايرلي، ليشاركه وابنته إحسان الجزايرلي، وابنه فؤاد الجزايرلي بطولة مسرحية «اللي ما يشتري يتفرج»، فنجح عبد الفتاح لأول مرة بعيدا عن الريحاني، بعدما أحسن فوزي الجزايرلي توظيف وجوده في الفرقة، وأسند إليه دور «حانوتي» زوج «أم أحمد» التي تجسد دورها ابنته إحسان الجزايرلي.

نجح القصري في دوره بشكل كبير، ونجحت المسرحية، فقدم مع الفرقة بعدها مسرحية «مظلوم يا وعدي»، وتألق عبد الفتاح القصري ولفت الأنظار من خلال دور «مقاول هدد»، ما جعل فوزي الجزايرلي يتمسك بوجوده معه في الفرقة، غير أن القصري لم يستطيع أن يتأخر عن نجيب الريحاني، الذي عاد من رحلة المغرب العربي، أكثر إحباطا بعد فشل الفرقة في تحقيق أرباح بسبب قيام المتعهد بالنصب عليه، وبدأ فور عودته مع بديع خيري في كتابة مسرحية جديدة بعنوان «الدنيا لما تضحك»، وطلب القصري للمشاركة فيها.

دارت المسرحية حول العامل «أفلاطون» الذي يقابل ثرياً يعاني من الملل، ويلجأ إلى وسيلة لتسليته، فيعقد الرجل صفقة مع «أفلاطون» بأنه إذا استطاع أن ينفق مبلغاً محدداً من المال يومياً، سوف يضاعفه له، فيقبل أفلاطون بالتحدي، وكله ثقة بأنه سينفق أضعاف المبلغ يومياً، ويقوم برفقة شقيق زوجته «عرفة» بمحاولة إنفاق المبلغ بكل الطرق، غير أنهما يفشلان.

أدى الريحاني دور «أفلاطون» فيما أسند دور عرفة إلى القصري، ودور الوجيه الثري إلى ستيفان روستي، وافتتحت المسرحية في 11 مارس 1934، وحققت نجاحًا، وكان لِعودة الريحاني وقعٌ عظيمٌ في نُفوس المُتفرجين، الذين امتلأ بهم المسرح ليلة الافتتاح.

في هذا الموسم ضمَّ الريحاني إلى فرقته أسماء جديدة، من بينها بشارة واكيم، الذي يتمتَّع بِموهبة الحُضور الكوميدي، وماري منيب، وفؤاد شفيق، وتوفيق صادق، وسافرت الفرقة إلى الإسكندرية وقدمت العروض نفسها، وحققت النجاح نفسه. من ثم ضم الريحاني الشقيقتين زينب شكيب، وأمينة شكيب، ما جدد دماء الفرقة، فكتب بالمشاركة مع بديع خيري «الشايب لما يدلع»، وشارك فيها عبد الفتاح القصري بدور تاجر ثري يحاول الإيقاع بفتاة جميلة، جسدت دورها الفنانة الشابة «أمينة شكيب» ما استدعى أن يكون الحوار بينهما رومنسياً ناعما، فشعر عبد الفتاح بانجذاب شديد تجاه زينب، وقرر مفاتحتها بأمر الارتباط بها، غير أنها لاحظت ذلك، فقررت أن تبادر وتقطع عليه الطريق:

= اسمع يا عبده

* يا عيون عبده.. يا ودان عبده.. يا قلب عبده

= الله الله.. ده اسمه أيه بقى.. غزل؟ أنت بتغازلني يا عبده ولا أيه؟

* ودي تبقى رجولة.. أنا بس بعبرلك عن الطاعة العمياء.. أنت تؤمري

= ماتحرمش منك يا عبده.. أنا كنت عايزة أخد رأيك في حاجة

* حاجة واحدة بس.. ألف حاجة.. خدي راحتك اتبحبحي قولي كل اللي جواكي

= هو أنا لو حبيت أجيب هدية رجالي.. ممكن أجيب أيه؟

* أحدف.. هدية رجالي مرة واحدة.. وعلى كلٍ ده على حسب الهدية رايحة لمين.. أب.. أخ.. صديق

= لو رايحة لحد عزيز عليك أوي.. تقدر تقول أكتر من الصديق شوية

* شوفي يا ستي.. عندك ممكن تجيبيله حتة صوف إنجليزي معتبر.. ولاعة أنتيكة من اللي طالعين اليومين دول.. ده لو كان بيدخن.. ساعة سويسري معتبرة

= بس لقيتها.. هي ساعة.. أنا متشكرة أوي مش عارفة أقولك أيه يا عبده

* ماتقوليش حاجة.. بس هو مين المحظوظ ده اللي هاتهاديه الهدية المعتبرة دي؟

= يووه بقى يا عبده.. لازم تكسفني يعني.. على كل حال أنا مش ممكن أخبي عليك.. لأنك زي أخويا.. ده يبقى يا سيدي شاب.. بس زي القمر.. طول بعرض بجمال.. وفوق ده كله بيحبني موت

* بيحبك موت.. وأنت.. بتحبيه؟

= الله بقى.. لزومه أيه الكسوف ده.. طبعا بأحبه.

صدم عبد الفتاح بسبب اكتشافه أن أمينة شكيب مرتبطة، ولم يستطع البقاء معها كل ليلة في المسرح، فقرر أن يترك فرقة الريحاني.

طلاق حكمت

تنقل عبد الفتاح بين فرق مسرحية وتحت ضغط متطلبات زوجته لجأ إلى الاستدانة حتى تراكمت عليه الديون، لا سيما عندما علم أن الريحاني قام برحلة مع فرقته إلى «فلسطين ولبنان وسورية» لتقديم حفلات هناك، فراح يبحث عن فرق جديدة يعمل معها، إلى حين عودة الريحاني من رحلة الشام، في الوقت الذي ضاقت فيه زوجته بإصراره على موقفه، حتى في ظل هذه الظروف، فما كان منها إلا أن طلبت الطلاق، ولم يتردد فيه عبد الفتاح، رغم حبه الكبير لها، لأنه لم يعد قادراً على التفاهم معها.

وما إن ترك فرقة «علي الكسار» حتى التحق بفرقة «فوزي الجزايرلي» التي كانت أول فرقة يعمل فيها قبل مرحلة الاحتراف، ورغم أنه تم الترحيب به في الفرقة، إلا أنه لم يجد نفسه في الروايات التي تقدّمها، وانتقل بعدها إلى «فرقة فاطمة رشدي»، لكنه لم يستمر معها سوى في رواية واحدة، وقبل أن يكملها، علم بعودة نجيب الريحاني من رحلة الشام.

وتعد الفرق التي عمل فيها عبد الفتاح القصري الأشهر والأقوى على الساحة الفنية، إلى جانب نجيب الريحاني، غير أنه لاحظ أن المسرح بشكله الحقيقي، موجود في فرقة الريحاني، وإن كان لا يقلل من هذه الفرق، فلها نجاحاتها ولها أسلوبها في الإدارة، بل ويعمل فيها كبار الفنانين، إلا أن الأمر يختلف في فرقة الريحاني، سواء على مستوى كتابة النصوص المسرحية، أو توزيع الأدوار، أو حتى الإخراج، فضلا عن إتاحة فرصة كاملة للممثل للإبداع، حتى لو كان بالتنسيق مع بقية أعضاء الفرقة.

البقية في الحلقة المقبلة