عيد الموسيقى هو احتفال شعبي هدفه تقريب هذا الفن من الناس وإدخاله إلى عمق حياتهم اليومية، لذا تتحوّل الشوارع إلى مسارح، وتنتفي الحدود بين الفنانين والناس حتى ليكادا يمتزجان مع بعضهما البعض...

أكثر من 60 فرقة محلية وعربية وعالمية تشارك في إحياء هذا الحدث في أنحاء لبنان، بعدما بات تقليداً ينتظره اللبنانيون.

Ad

في بيروت توزَّعت الحفلات التي أقيمت في 21 يونيو على مناطق مختلفة، من بينها: الحمامات الرومانية، تنوعت فيها الموسيقى بين البوب والموسيقى الفولكلورية قدمتها فرقة إليفتيريا اللبنانية، وموسيقى الجاز اللبنانية قدمتها فرقة ليبام، وموسيقى جاز إيطالية قدمها الثلاثي فابيو جياشينو، وموسيقى عالمية قدمتها فرق من فرنسا، وأخرى إيقاعية أفرو- برازيلية.

أما في الزيتونة باي، فتنوعت الحفلات التي أحيتها فرق لبنانية وعربية وأجنبية بين الشرقي والغربي، من بينها: «فرقة الكمنجاتي» (فلسطين)، وفرق لبنانية قدمت موسيقى روك وبلوز وأغاني فرنسية وهي: SigSaj، فرقة عوده، شامبلين، فرقة ​​غسان يمين، ذي مونداي بلوز باند، جيلبرت سيمون وفرقته، وهوم سيك.

بدورها، شهدت منطقة الجميزة حفلات بين الفلكلور اللبناني، وموسيقى من العالم، وموسيقى إيقاعية من غرب أفريقيا، أحيتها فرق لبنانية وغربية... وتوزعت الحفلات أيضاً على مناطق أخرى في بيروت أحيتها فرق سورية ولبنانية، وقدمت فيها موسيقى شرقية وبرازيلية.

بدوره شارك المعهد الوطني العالي للموسيقى في الاحتفال بعيد الموسيقى، فقدم حفلة غنائية شاركت فيها جوقة المعهد، في حرم جامعة القديس يوسف في بيروت.

صيدا وطرابلس

تحتفل مدينة صيدا اليوم بعيد الموسيقى في خان الفرنج بحفلة موسيقية تحييها فرق لبنانية وسويسرية، أيضاً تشارك طرابلس في عيد الموسيقى وتحيي على مدى ثلاثة أيام حفلات بدأتها أمس الأربعاء بعزف موسيقي على البيانو لعمر حرفوش، ويحيي الثلاثي جياشينو حفلة مساء اليوم الخميس يقدم فيها مقطوعات من موسيقى الجاز، فضلاً عن إحياء حفلات موسيقية منوّعة لفرق لبنانية وأجنبية.

كذلك تشارك مدينة زحلة في عيد الموسيقى وتمتدّ حفلاتها من 20 يونيو لغاية السبت 24 يونيو، وتقدم فرق موسيقية لبنانية وأجنبية حفلات متنوعة.

عيد عالمي

بما أن عيد الموسيقى انطلق إلى العالم من فرنسا، في أوائل ثمانينيات القرن الماضي بمبادرة من وزير الثقافة آنذاك جاك لانغ، وجهت وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين هذا العام رسالة في المناسبة جاء فيها:

عيد الموسيقى حدث مجاني، لذا يسهل اللقاءات بين الموسيقيين والمحترفين والهواة والجمهور. لا شك في أن روح الشراكة هذه تغذي البعد التجريبي للقاءات الموسيقية. فهي تستثمر الفضاء العام وهي، بالنسبة إلى كثيرين، فرصة لاكتشاف نواحٍ جديدة في التعبير الموسيقي، وإغناء التجارب الثقافية والتفاعل عن كثب بين الناس على اختلاف طبقاتهم وبين الموسيقى.

تتخذ الموسيقى بعداً حسياً وتبتكر عوالم جديدة وتغذي فضول الأفراد التواقين إلى الاستزادة في الثقافة الموسيقية. يجعل هذا الفن الروح تتجاوز العقل وتنطلق إلى عوالم جميلة فيها كثير من الحلم والفرح والسلام للنفس، لهذه الغاية، قررت وزارة الثقافة في فرنسا هذا العام عدم تحديد موضوع للمهرجان الموسيقي، وترك الجميع أحرار في تفسيره بطريقتهم الخاصة.

لا شك في أن هذا الاندماج القوي بين الشعوب وبين الموسيقى يفسِّر النجاح الذي يحصده عيد الموسيقى، إذ يشارك فيه أكثر من مئة بلد وثمانمئة مدينة حول العالم، تحتفل جميعها بالتنوع الموسيقي، وبرسالة الموسيقى القائمة على التحرّر الاجتماعي، على غرار الجاز والبلوز والفانك وغيرها...

في كل عيد للموسيقى تجتاح الطاقة الموسيقية المشاركين وتعزِّز التفاهم والتبادل، وتخصّص لحظات للفرح واستعادة التفاؤل بالحياة.