● نود بداية إلقاء الضوء على أحوال المسلمين في الشيشان؟

- المسلمون في الشيشان اليوم، يعيشون في حالة استقرار غير معهودة منذ سنوات طويلة، هذا الاستقرار منحته حكومة الشيشان الجديدة، بعد زوال الشيوعية، والسياسة العامة تقدر المسلمين في هذا البلد، كما أننا نمارس شعائرنا في اطمئنان، بعد أن استعدنا هويتنا المسلوبة، وهذا المناخ فتح الباب لقيام صحوة إسلامية.

Ad

● لكن يتردد دائماً أن المراكز والجمعيات الإسلامية في الشيشان تواجه صعوبات في توصيل خدماتها للمسلمين؟

- لا توجد مشكلات تعوق سير عمل هذه المراكز بقدر الصعوبات المادية، التي تحول دون قيام هذه المؤسسات بعملها على الوجه الأكمل لنشر الدعوة الإسلامية، حيث إن هناك أعداداً كبيرة من المساجد والمراكز بالفعل تحتاج إلى ترميم يعيد شكلها وطرازها المعماري الذي كانت عليه في السابق.

● تحدثت عما يمكن أن نسميه حالة صحوة إسلامية متنامية في الشيشان فما شكل هذه الصحوة؟

- الصحوة تتمثل في إحياء الثقافة التي تلاشت، كما قمنا بعمل ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الشيشانية، وكذلك كتب الفقه والسيرة، وترجمات للأدب الإسلامي، كما نعقد دورات تدريب دينية لرفع الوعي لدى الدعاة، وافتتحنا المدارس الإسلامية والكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم لأبنائنا، وتم وضع مناهج تربوية قائمة على النهج الإسلامي، ولنا مشاركات في الإعلام الشيشاني، للحديث عن الإسلام.

● ما مصادر الفتوى بالنسبة لمسلمي الشيشان؟

- هناك تعاون مثمر بين دائرة الإفتاء الشيشانية، والمجامع الفقهية في العالم العربي، حيث نرسل إليها أعداداً من الدعاة المتميزين لتعليم استنباط الفتوى، بما يتوافق مع حياتنا وظروف القوميات، التي تتقاسم معنا هذا الوطن، كما أننا عانينا بعض المشكلات من الفتاوى الوافدة، التي تحمل الفكر المتشدد ولا تتناسب مع واقعنا.

● ما أهمية تأسيس أمانة عامة لدور الإفتاء حول العالم التي تحظى بعضويتها؟

- تأسيس الأمانة العامة للإفتاء ومقرها مصر، هدفه مواجهة حقيقية للفتاوى الضارة، أو التي تحمل فكراً متطرفاً، وقد تكون هذه الأمانة غير مهمة لبعض الدول الإسلامية في العالم العربي، لكنها بالغة الأهمية لنا نحن كمسلمين في بلاد الغرب، حيث نستفيد كثيراً من الفتاوى التي تصدر منها.

● هل تعتبرون أنفسكم أقلية؟

- لسنا أقلية، لأننا مواطنون أصليون في هذا البلد، ونمثل أغلبية بنسبة 70 في المئة من إجمالي تعداد السكان هناك، فآباؤنا وأجدادنا ولدوا في الشيشان.

● ما أوجه الدعم التي يحتاجها مسلمو الشيشان؟

- لدينا في الشيشان

9 آلاف مسجد موزعة في أرجاء البلاد، منها 376 مسجداً تقام فيها الشعائر، والباقي في حاجة إلى ترميم، كما أن الأئمة والدعاة في حاجة إلى تدريب مستمر، ومناهجنا الدراسية في السنوات الأعلى بحاجة إلى تجديد، ونتطلع إلى مناهج تدعو إلى التسامح والعيش في سلام، وأخيراً الإدارة الدينية في الشيشان عقدت مؤتمراً دولياً حذرت فيه من الفكر السلفي المتشدد والمتسرب عبر المناهج الدراسية، الذي أخرج لنا متطرفين نعاني من ويلات أفكارهم اليوم.

● هل لديكم عادات معينة في شهر رمضان؟

- المسلمون في الشيشان كانوا ممنوعين من الاحتفال بشهر رمضان إبان الحكم السوفياتي، واليوم ينعمون باستقلاليتهم وهويتهم الدينية وتراثهم القوقازي، وفي الأيام الأخيرة من شهر شعبان يذهب عدد من رجال الدين الإسلامي من دائرة الإفتاء للصعود إلى أعلى قمم الجبال لاستطلاع هلال رمضان، ولا نعتمد على رؤية البلدان العربية، لأن جغرافيتها تختلف عن جغرافيتنا تماماً، وبعد ثبوت رؤية الهلال يتم إعلان ذلك للشعب الشيشاني، ومن طقوس أول يوم رمضان أن يخرج المسلمون لزيارة المقابر، وتقام حلقات الذكر في المساجد طوال الشهر الكريم، كما يتم تنظيم إفطار جماعي يُدعى إليه الجميع من مسلمين وغير مسلمين، تعبيراً عن روح الود التي يتمتع بها المسلمون، وتقام صلاة التراويح ويتلى القرآن في كل مكان، ومن أجمل الطقوس أن الطفل الذي يولد في هذا الشهر يسمى "رمضان" ولو كانت أنثى تسمى "مرحى".