تمر منطقة الخليج العربي راهناً بمرحلة دقيقة فرضتها الوقائع الاقتصادية الإقليمية والعالمية، كان أبرزها تقلبات أسعار النفط الذي استندت إليه اقتصاديات الدول الست منذ أوائل السبعينيات، والأوضاع غير المستقرة في عدة أنحاء من المنطقة العربية. وفرضت هذه التحديات خلال السنوات الأخيرة إعادة هيكلة اقتصادية واجتماعية شاملة في الخليج سيكون لها أثر كبير في هذه الدول.

في كتابه الصادر حديثاً «خليج المستقبل الفرص والتحديات الاقتصادية لمرحلة ما بعد النفط» (الدار العربية للعلوم ناشرون)، يجري نضال أبو زكي تحليلاً شاملاً للملف الاقتصادي الخليجي منذ بزوغ عصر النفط ومراحل التطور الاقتصادي وانعكاساته على المنطقة، فضلاً عن نماذج لدول سبقت الخليج في التحول من اقتصاد أحادي يعتمد بصورة شبه كلية على قطاع النفط إلى اقتصاد متنوع يتميز بالدينامية والتفاعل السريع مع المتغيرات العالمية.

Ad

أراد المؤلف استشراف المستقبل عبر محاولته تحليل مخاض المتغيرات الاقتصادية الحالية التي بدأت نتائجها تظهر سريعاً في التحول إلى اقتصاد متنوع ومتوازن يعطي القطاع الخاص دوراً أكبر في خلق فرص العمل والتحفيز الاقتصادي والتطور التكنولوجي وصولاً إلى اقتصاد المعرفة.

وأخيراً طرح الكتاب استراتيجية متكاملة تعتمد على التكامل الاقتصادي بين دول الخليج، وإقامة مشاريع تنموية بعيدة عن القطاع النفطي تركز على الاستثمار في التكنولوجيا وتشجيع الابتكار وتطوير قطاع ريادة الأعمال.