تصاعدت أزمة الرسمم الكاريكاتيري صلاح جاهين الذي تعرض فيه لمحمد الغزالي، ففي اليوم التالي لجلسات «المؤتمر الوطني للقوى الشعبية»، برئاسة الزعيم جمال عبد الناصر، هاجم الشيخ محمد الغزالي، صلاح جاهين بقوة وعنف، فما كان من جاهين إلا أن رد بكاريكاتور أكثر سخونة يتندر فيه من آراء الشيخ في المرأة والزي الذي ترتديه، وبدوره علق الشيخ الغزالي على ذلك بالمؤتمر وشرح موقفه وقال إن اعتراضه منصبّ على تبعية الشرق العربي للقانون الفرنسي الذي لا يعبر عن هويته، وأنه لا يهاجم العلم ونظرياته الثابتة كالجاذبية.

وقال الغزالي إنه لا يقبل سخرية جاهين من عمته الأزهرية، وأنه لم يركز على الأزياء، وإنما جاءت هذه المسألة ضمن سياق عام تكلم فيه عن أمور عدة كان موضوع الزي من بينها، ثم ختم الشيخ الغزالي كلمته بقوله: «يعطي هذا المؤتمر الحق لكل فرد أن يقول الكلمة الأمينة الحرة التي يجب ألا يُرد عليها بمواويل الأطفال في صحف سيارة ينبغي أن تحترم نفسها».

Ad

اشتعلت المعركة بهذه الكلمات التي استثارت محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام، فنشر في اليوم التالي تحت عنوان «كلمة الأهرام» تعليقاً جاء فيه:

«إن الأهرام تقدس الدين وتحترمه، لكنها ترفض محاولات الشيخ الغزالي أن يجعل من الخلاف في الرأي بينه وبين صلاح جاهين رسام الصحيفة قضية دينية، وأن الصحيفة تؤمن بحرية الرأي لذلك تنشر نص كلمة الغزالي احتراماً لحقّه في إبداء رأيه مهما كان مختلفاً مع رأي الصحيفة مع إعطاء الحق لجاهين بأن يبدي رأيه هو الآخر في ما يقوله الشيخ».

جاء رد محمد حسنين هيكل في «كلمة الأهرام» قوياً وحاسماً، غير أن الأهرام لم تكتف بهذا الرد، بل فوجئ الشيخ الغزالي بصلاح جاهين يتابع هجومه، وينشر كاريكاتورا آخر في الصفحة السابعة من الجريدة، يصور أطفالاً بؤساء وقد حملوا لافتة كتب عليها: 

«أين الكساء يا مشرع الأزياء، لماذا لا تتكلم إلا عن ملابس النساء؟»

فيما يظهر الغزالي معترضاً طريقهم صارخاً فيهم:

«مابتكلمش عنكم يا جهلاء لأنكم ذكور وما ظهر من جسمكم ليس عورة»!

تراشق وتهديد

لم ينتظر صلاح جاهين رداً جديداً من الشيخ الغزالي، بل فوجئ قراء «الأهرام» في صباح اليوم التالي بعدد غير مسبوق من رسوماته الكاريكاتورية، فقد رسم ست صور تحت عنوان «تأملات كاريكاتورية في المسألة الغزالية»، وفي إحدى الصور رسم الغزالي راكباً جواداً على طريقة «أبي زيد الهلالي» ووجهه مصوب نحو ذيل الفرس بينما يحمل رمحاً كتب عليه «الإرهاب باسم الدين» وتحت الرسم تعليق زجلي ساخر على شاكلة أشعار السيرة الهلالية.

نقل الشيخ الغزالي  المعركة إلى المنبر، وألقى خطبة حماسية بليغة جعلت المصلين وغالبيتهم من طلبة الأزهر يحملونه بعدها على الأعناق ويتجهون به إلى مبنى الأهرام، حيث تعالى هتافهم معتبرين صلاح جاهين عدواً للإسلام، ومطالبين بدم المارق صلاح جاهين، ولم يكتفوا بذلك بل رموا البناية بالطوب وكسروا واجهتها الزجاجية.

غضب هيكل من هذه التصرفات واتهم الغزالي في اليوم التالي بتحريض المتظاهرين، وفي العدد نفسه نشرت الأهرام كاريكاتوراً لجاهين يصور فيه نفسه مع الغزالي في المحكمة وقد رشقه الإمام بخنجر كتب عليه «الإرهاب»، وكان على المسؤولين بعد ذلك التدخل الفوري والحاسم لفض المعركة التي أصبحت تهدد الأمن العام، واتصل نائب الرئيس كمال الدين حسين برئيس تحرير الأهرام محمد حسنين هيكل، ليبلغه مطلب الرئيس تجاوز الخلاف والتأكيد على احترام الدين وإجلاله كأمر يحرص عليه الجميع، والانصراف إلى مناقشة الميثاق، كذلك طالبه بالتدخل لحل الخلاف بين الشيخ الغزالي وصلاح جاهين ودياً، وهو ما قام به هيكل بالفعل.

انتهت الأزمة، غير أن الدولة رأت أن من الواجب تعيين حارس شخصي لصلاح جاهين، خشية أن يقدم أحدهم على تنفيذ ما هددوا به، انتقاماً مما فعله في الشيخ الغزالي، ورأت مباحث القاهرة، أن يكون الحارس في بيت صلاح، وليس في الأهرام، وأن يكون متخفياً وليس بشكل مباشر.

في حديقة الفيللا التي يسكن صلاح وزوجته وطفلاه في دورها العلوي، فيما يسكن والداه في دورها الأرضي، وقف الصغير بهاء صلاح جاهين، متأملا ذلك الرجل الضخم الذي وقف يقلم أشجار الحديقة، وقد ارتدى «سروالا» أبيض اللون يتدلى إلى ما بعد الركبتين، وقميصاً فضفاضاً فوقه «صديري»، من تلك النوعية التي يرتديها المزارعون في الريف، غير أن ما لفت انتباه الصغير تلك «الطبنجة» المعلقة في خصره.

رفض صلاح جاهين تخصيص حارس شخصي له، ولو بشكل مؤقت إلى حين هدوء العاصفة، لعدم اقتناعه بذلك، غير أنه وافق مكرهاً على وجود الحارس في بيته، في شكل «جنايني» حتى تنتهي تلك «الزوبعة» التي لم تمنعه من الاستمرار في مشاغبات الورق، لمواجهة الإهمال والبيروقراطية وسلبيات المجتمع، ومن حث المصريين على العمل، وتذكيرهم بالثورة التي قامت من أجلهم ولهم.

وهو ما حاول التعبير عنه في الأغنية التي كتبها بعنوان «ثوار»، والتي ما إن قرأها على الهاتف لكوكب الشرق أم كلثوم، حتى طلبت منه الحضور على الفور، وما إن وصل صلاح إلى بيتها، حتى وجدها في انتظاره مع الموسيقار رياض السنباطي، الذي طلبته أم كلثوم بعد إعجابها بكلمات الأغنية، وبدأ السنباطي في تلحينها على الفور، وبعد أقل من عشرة أيام سجلتها أم كلثوم للإذاعة:

ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار

مطرح ما نمشي يفتح النوار

ننهض في كل صباح بحلم جديد

ثوار نعيدك يا انتصار ونزيد

وطول ما إيد شعب العرب بالأيد

الثورة قايمة والكفاح دوار

من أرضنا هل الإيمان والدين

عيسى ومحمد ثورتين خالدين

والعلم ثورة ومن هنا قامت

والفن والحرية والتمدين

ثوار باسمك يا تاريخ تنطلق

نحكم عليك يا مستحيل تنخلق

نأمر رحابك يا فضا تمتلئ

والخطوة منا تسبق المواعيد

وطول ما إيد شعب العرب بالإيد

الثورة قايمة والكفاح دوار

ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار

الشعب قام يسأل على حقوقه

والثورة زي النبض في عروقه

اللي النهارده يحققه ويرضاه

لابد بكرة بهمته يفوقه

ثوار مع البطل اللي جابه القدر

رفعنا راسنا لفوق لما ظهر

بوسنا السما وياه ودوسنا الخطر

والعزم ثابت والعزيمة حديد

وطول ما إيد شعب العرب في الإيد

الثورة قايمة والكفاح دوار

ثوار ثوار ولآخر مدى ثوار

تعالوا يا أجيال يا رمز الأمل

من بعد جيلنا واحملوا ما حمل

وافتكرونا واذكرونا بخير

مع كل غنوة من أغاني العمل

هيلا هيلا هيلا هيلا

ثورتنا عمل وجهاد

هيلا هيلا هيلا هيلا

هبوا واصنعوا الأمجاد

هيلا هيلا هيلا هيلا

وابنوا فوق بنى الأجداد

أول طريقنا بعيد وأخره بعيد

وطول ما إيد شعب العرب في الإيد

الثورة قايمة والكفاح دوار

ثوار نهزك يا تاريخ تنطلق

مولد شاعر

رغم انتقال جاهين إلى «الأهرام» والنجاحات التي بدأ يحققها على صفحاتها، إلا أنه لم يستطع أن يتخلى عن باب «شاعر جديد أعجبني» الذي ابتكره في مجلة «صباح الخير»، بل حرص على أن يتابعه باهتمام كبير، وينشر أهم القصائد التي تعجبه بشكل دائم، بعدما ينتقي الأفضل من بينها وينشرها من دون تدخل منه، ويترك الحكم عليه للقراء، حتى كان ذلك اليوم الذي فتح فيه أحد الخطابات، ليجد تلك القصيدة:

كورس نساء: ما تقولش حاجات مقسومة.. ما تقولش الأيام سود

قوم من أحلاها نومة.. وانجد قطنك م الدود

كورس رجال: ماهو أنت بجدك الدود مش أدك

قومله عيالك تطلع وتساعدك متروحش لوحدك

انجد قطنك م الدود

شوف اللي حصل عمنول الحطبة كان ليها عوزه

وما تستهونش الأول ده أنت حياتك في اللوزه

اتعب نفسك نهارين واتمشى ما بين الزرعة

في اليوم نوبة ونوبتين دقق على أصغر لطعة

كورس: ما هو أنت بجدك الدود مش أدك

فاطمة علي: إزاي تعرق وتفوته للدود بعدك يجنيه

زي اللي يعلي في بيته ويجي غيره يسكن فيه

روحله كل صباح إزاي القطن الغالي

ما يهنيش الفلاح

كورس: طول ما أنت بجدك الدود مش أدك

قومله عيالك تطلع وتساعدك متروحش لوحدك

وانجد قطنك م الدود

كانت القصيدة تتحدث عن حث الفلاح لحماية محصول القطن من «الدود»، وموقعة باسم «عبد الرحمن الأبنودي» أحد شعراء الصعيد الشباب، الذي حضر إلى القاهرة، بحثاً عن فرصة ينفذ منها إلى عالم الشعراء ودور النشر والصحافة، فأرسل أحدث قصائده إلى صلاح جاهين، يطلب رأيه فيها، وما إذا كانت تصلح للنشر أم لا؟ غير أن صلاح أمسك بالقصيدة وراح يقرأها مرة، واثنين، وفي الثالثة ابتسم ابتسامة عريضة ووضع يده على ذقنه وقال: والله برافو عليك يا واد يا عبد الرحمن.. قصيدة مُكن.

على غير العادة، لم يدع صلاح القصيدة تأخذ دورها في النشر، إذ يحتفظ بكمذ من القصائد لشعراء شباب من محافظات مصر، بل نشرها في اليوم التالي، ليفاجأ الشاعر الشاب عبد الرحمن الأبنودي بقصيدته منشورة في الصفحة الخامسة بصحيفة «الأهرام»، فلم يصدق نفسه، وشعر بأنه قد حصل على أكبر جائزة في حياته.

أكثر من شهرين منذ نشر قصيدة «انجد قطنك م الدود» في «الأهرام»، عاش فيهما عبد الرحمن الأبنودي، أسعد أيام حياته، يمشي في شوارع القاهرة منتشياً، يتمنى لو أن كل من يسيرون في الشارع يعرفون أنه الشاعر الذي كتب قصيدة «انجد قطنك م الدود»، حتى حدث ما لم يتوقعه يوم 21 مايو عام 1962، فبينما كان يسير في أحد شوارع وسط القاهرة، استوقفته كلمات أغنية تنبعث من مذياع قريب، فاقترب منه ووقف يستمع إليها، ليكتشف أنها كلمات قصيدته «أنجد قطنك م الدود» وقد تحولت إلى أغنية تذيعها الإذاعة المصرية.

على الفور، اتصل الأبنودي بالإذاعة مستوضحاً الأمر، فاكتشف أن الموسيقار محمد حسن الشجاعي، قرأ القصيدة في مجلة «صباح الخير» وأعجب بها، فسأل صلاح جاهين عن صاحب القصيدة، غير أنه فاجأه بأنه لا يعرف عنه شيئاً سوى اسمه، ولم يكن يعرف له عنوانا، فقرر تقديمها في الإذاعة، وعهد بتلحينها إلى الملحن الشاب حلمي أمين، وغنتها المطربة الشعبية فاطمة علي.

على الفور توجه عبد الرحمن إلى الإذاعة فتقاضى خمسة جنيهات أجره عن الأغنية، بل وطلب منه محمد حسن الشجاعي كتابة ثلاث أغنيات جديدة، عندها توجه الأبنودي إلى الأهرام، وقدم شكره وامتنانه لصلاح جاهين.

غضب الست

في وقت كان أي شاعر في مصر، بل وربما أكبر الشعراء العرب يتمنى أن يكتب أغنية ولو لمرة واحدة لكوكب الشرق أم كلثوم، كان لصلاح جاهين حظ أن يكتب لها أغنيتين وطنيتين، لقيتا نجاحاً، وكان من المنتظر أن يعقبهما، تعاون بينهما، ربما أثمر أغنيات وطنية ورومنسية، إلا أن صلاح خسر هذا التعاون بينهما، بسبب سخريته من لحن أغنية «أنساك» التي كانت أم كلثوم عهدت بتلحينها إلى صديقه سيد مكاوي، غير أنهما اختلفا.

ترك سيد مكاوي الأغنية بعد تلحين المقدمة والمقطع الأول منها، فعهدت بها إلى الموسيقار الشاب بليغ حمدي، الذي عاش فترة الصبا والشباب في الشقة المقابلة لصلاح جاهين في حي روض الفرج، غير أن صداقته لبليغ، وقامة وقيمة أم كلثوم، لم يمنعاه من أن ينتقدها حين استعانت ببليغ بلحن المقدمة والمقطع الأول من أغنية «أنساك» عند تلحينها كاملة، ولم يفعل ذلك من تلقاء نفسه، بل لإعجاب أم كلثوم الشديد بهما، ما جعل صلاح ينشر أحد رسوماته في الأهرام ينتقد فيها ذلك، ورسم «راديو» ينبعث منه صوت أم كلثوم بالأغنية.

أهو دا اللي مش ممكن أبدا ولا أفكر فيه

ورسم إلى جوار الراديو شخصاً ينظر إليه ويقول:

أهو دا اللي مش لحنك أبدا.. يا بليغ

أثار الكاريكاتور غضب أم كلثوم بشدة، ربما أكثر مما أغضب بليغ، وشعرت بأن صلاح جاهين وسيد مكاوي، وجها لها إهانة بالغة، فقررت مقاطعة أعمالهما، فشعر الشيخ سيد بأنه ورط صديقه في أمر قد يعود عليه بخسارة كبيرة، وهو مالم يفكر فيه جاهين.

رغم قسوة قرار مقاطعة أم كلثوم لهما وخصامهما، إلا أن جاهين ومكاوي قررا الاستمرار في أعمالهما المشتركة، وكان أولها أوبريت «حمار شهاب الدين»، وما إن انتهى صلاح من قراءة أشعار الأوبريت، وقبل أن يترك الشيخ سيد مع الأوبريت، فوجئ باتصال هاتفي يطلبه، وقد جرت العادة إذا بحث شخص ما عن أي منهما ولم يجده، يتصل به في بيت الآخر، فكان على الطرف الآخر المخرج كمال الشيخ، الذي طلب لقاءه صباح اليوم التالي.

في مكتبه فوجئ صلاح جاهين بالمخرج كمال الشيخ يعرض عليه المشاركة في فيلم «اللص والكلاب» المأخوذ عن رواية الأديب الكبير نجيب محفوظ، ومن المقرر بدء تصويره بعد ثلاثة أيام، لذا لم يعرض كمال الشيخ الأمر على صلاح، بل ناوله نسخة السيناريو على الفور:

*أيه ده؟

=ده الإسكريبت

*بتاع أيه؟

=أيه يا صلاح في أيه؟ إحنا بقالنا ساعة بنتكلم وجاي تقوللي بتاع أيه؟ بتاع «اللص والكلاب» وهاتعمل دور «المعلم سلطان».

*يا مولانا الشيخ أنا أصلا لسه ماوفقتش وبعدين أنا صحيح كنت هأموت وأمثل لكن بعد تجربة «شهيدة العشق الإلهي» لازم أفكر

=شوف يا صلاح أنا مش هأقولك إنك موهوب والكلام ده.. لكن عايزك تعرف إن أنت عندك قبول في الحياة.. والقبول ده بيتنقل للشاشة.. وأنا مش بعرض عليك.. أنا بأطلب منك تعمل الدور ده.

رغم تردد صلاح وخوفه من الفشل، إلا أن الممثل بداخله انتصر عليه مجدداً، ووافق على المشاركة في فيلم «اللص والكلاب» سيناريو وإخراج كمال الشيخ، حوار صبري عزت، أمام شادية، وكمال الشناوي وشكري سرحان، وأدى جاهين دور المعلم طرزان صاحب حانة يتردد عليها بطل الفيلم.

رغم صغر الدور الذي قدمه صلاح في الفيلم، إلا أنه نجح من خلاله في لفت الأنظار إليه، ما جعل المخرج أحمد ضياء يعرض عليه المشاركة بدور أساسي وبمساحة أكبر في فيلم «من غير معاد» قصة وسيناريو وحوار يوسف عيسى، وأمام ثلاث فتيات هن نادية لطفي وسعاد حسني وخيرية أحمد، ليكون هو الضلع الرجالي الثالث إلى جوار المطرب محرم فؤاد والموسيقار محمد سلطان، حيث يعيش كل منهم قصة حب مختلفة في شكلها ومضمونها مع الفتيات الثلاث، فأدى صلاح دوره ببراعة ، ما أعاد إليه بعض الثقة في نفسه كممثل، وإن كان يطمح في المزيد.

السم لو كان في الدوا.. منين يضر؟

والموت.. ولو لعدوّنا.. منين يُسرّ؟

حُط القلم في الحبر واكتب كمان

والعبد للشهوات.. منين هو حُرّ؟

عجبي!!

...

وقفت بين شطين على قنطرة

الكدب فين والصدق فين يا ترى

محتار ح أموت.. الحوت خرج لي وقال

هو الكلام يتقاس بالمسطرة؟

عجبي!!

...

سرداب في مستشفى الولادة طويل

صرخات عذاب ورا كل باب وعويل

.. وفي الطريق متزوقين البنات

متزوقين للحب والمواويل

عجبي!!

...

الدنيا أُوده كبيرة للانتظار

فيها ابن آدم زيه زي الحمار

الهم واحد.. والملل مشترك

ومفيش حمار بيحاول الانتحار

عجبي!!

...

أيوب رماه البين بكل العلل

سبع سنين مرضان وعنده شلل

الصبر طيب..صبر أيوب شفاه

بس الأكاده مات بفعل الملل

عجبي!!

البقية في الحلقة المقبلة