تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "رسالة شفوية" من الرئيس الإيراني حسن روحاني، نقلها مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أنصاري، الذي التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن.

وجاءت الرسالة التي لم يعرف فحوها أو مناسبتها، وتم الإعلان عنها أمس، بالتزامن مع التوتر المتصاعد بين قطر ودول عربية وإسلامية، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والتي وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية معها، علماً أن الموقف من إيران كان بين أسباب تحرك الدول الخليجية تجاه قطر.

Ad

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، إن أنصاري، قام بزيارة قصيرة إلى قطر، التقى خلالها المسؤولين القطريين و"تبادل معهم وجهات النظر حول العلاقات الثنائية وأهم القضايا الدولية" مضيفاً أن "الزيارة تأتي في هذا الإطار واستمراراً لمشاورات سابقة".

وأضاف قاسمي أن "انصاري أبلغ رسائل المودة من المسؤولين الإيرانيين إلى المسؤولين القطريين وأكد أن إيران تسعى وعلى الدوام إلى الوحدة والتضامن بين العالم الإسلامي وتساعد في إرساء أسس السلام والأمن في المنطقة".

ظريف

في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، زيارة إلى الجزائر في مستهل جولة في شمال إفريقيا تشمكل أيضاً موريتانيا وتونس.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية، إن الوزير الإيراني "سيلتقي نظراءه وعدداً من المسؤولين رفيعي المستوى، في إطار إجراء محادثات لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الثلاث وطهران إلى جانب بحث القضايا الإقليمية لاسيما الأزمتين السورية والقطرية الأخيرة".

وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على الزيارة بالقول، إن "تطورات المنطقة تستلزم المزيد من التضامن بين الدول الإسلامية، وترى إيران أن على هذه الدول إبداء المزيد من الوحدة والتضامن أمام أصحاب النوايا السيئة ومثيري التفرقة".

وتباينت مواقف دول شمال إفريقيا حيال الخلاف الخليجي مع قطر، فقد قررت موريتانيا قطع العلاقات أسوة بالإمارات والسعودية، في حين اختار المغرب موقفاً حيادياً، وأرسل وزير خارجيته إلى عواصم المنطقة.

مقاطعة ثقافية

إلى ذلك، امتدت العقوبات التي تفرضها الدول الخليجية الثلاث على الدوحة لتشمل النشاط الثقافي، وحظر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات التعامل مع أي جهة قطرية ومنع أي مشاركة في فعالية قطرية أو ممولة من قطر داخل الإمارات أو خارجيها.

وترجمة لهذا القرار أعلن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات استبعاد قطر من فعاليات الدورة الثامنة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي التي يجري الإعداد لها حالياً.

وبذلك تشارك في ملتقى الإبداع الخليجي الإمارات والبحرين والسعودية والكويت وسلطنة عمان إضافة إلى اليمن والعراق.

تشبث وحيرة

في المقابل، أبدت الدوحة تشبثها بالجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الكويت لإنهاء التوتر، وأعرب وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن عن استغرابه من قيام السعودية والإمارات والبحرين بفرض "إجراءات جائرة" على بلاده، دون أن تكون لها مطالب واضحة.

وقال عبدالرحمن، في حوار مع تلفزيون قطر الرسمي بث مساء أمس الأول، إن "التناقضات في التصريحات والاتهامات من مسؤولي الدول المحاصرة هي أكبر دليل على هشاشة أساس هذا الخلاف الذي لا نعرف خلفياته حقاً".

وأضاف أن "دولة الكويت تقوم بجهد حثيث لحل الأزمة الخليجية". وأردف "إلى الآن لم يتم تسليم الكويت أي مطالب ولم تسلم حتى لائحة اتهامات، وقد حيرتنا تصريحات المسؤولين من هذه الدول".

وتابع "مرة يذكرون أنهم سيسلمون المطالب إلى الكويت، وأن الخلاف خليجي خليجي ويجب احتواؤه خليجياً، ومرة أخرى يقولون، إن المطالب ستسلم إلى الولايات المتحدة، ومرة أخرى يريدون أن تقوم قطر بإجراءات تتجاوب مع المطالب، التي هي غير واضحة ولا نعرفها للأسف".

وتساءل وزير الخارجية القطري: "هل هذه الإجراءات اتخذت لتغيير سياسة دولة قطر تجاه شيء خاطئ مثلما يدعون أم لفرض وصاية على دولة قطر؟"، واستدرك: "هذا الأمر مرفوض وأوضحناه أكثر من مرة".

وأكد عبدالرحمن أن الخيار الاستراتيجي لقطر هو "الحوار لحل الأزمة".

قرقاش وبن أحمد

في المقابل، قال وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على "تويتر"، إنه "مع الإقرار بأن لكل أزمة لا بد من نهاية، أسأل عن عودة الثقة في شقيق تآمر ورشا وَحَرِّض، وفِي مكابرته الحالية وخطاياه في حق أشقائه ترى قصر نظره".

وأشار إلى أن "أزمة ممارسات الشقيق عبر سنوات من الكيد والتآمر موثقة وواضحة، سعى إلى تحالفات عابرة وراء نزوات البحث عن الدور، وفقد ثقة محيطه وأهله وحاضنته".

وكان قرقاش قد أكد، أمس الأول، أن أي اتفاق يقضي بإنهاء تمويل قطر للإرهاب سيتطلب نظاماً رقابياً غربياً لإلزام الدوحة به، لأن الإمارات وحلفاءها السعودية ومصر والبحرين لا يثقون بقطر.

في موازاة ذلك، وصف وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد الأزمة بين قطر والدول الخليجبة الـ3 بالقول، إن ‏"المشكلة ليست في الكلام الطيب للأخ نحو أخيه، لكن المشكلة الحقيقية في السياسة القطرية التي تعمل في الخفاء وتتلون يوماً بعد يوم". وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع انتهاء مهلة مغادرة القطريين، التي حددت من قبل الرياض وأبوظبي والمنامة لمغادرة القطريين الموجودين على أراضيهم وعودة مواطنيهم من الدوحة.

تجدر الإشارة إلى أن دولاً أبرزها السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن قطعت في وقت سابق من يونيو الجاري العلاقات الدبلوماسية مع قطر ودعتها إلى التوقف عن دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. كما قطعت السعودية والإمارات والبحرين العلاقات التجارية وأغلقت الحدود مع قطر.

وفي إسطنبول، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، "إنه واثق أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قادر على إنهاء هذه الأزمة في أقصر وقت".

وأضاف إردوغان، في كلمة ألقاها في اجتماع جمعية المصدرين الأتراك: "عازمون على مواصلة تطوير وتعزيز العلاقات في كل المجالات مع جميع دول الخليج وعلى رأسها السعودية". وتابع "نتواصل مع كل طرف نراه على صلة بالأزمة لرأب الصدع بالخليج ونأمل تسوية الخلاف قبل عيد الفطر".

واستطرد "أوضحنا أن الاتهامات الموجهة إلى قطر غير صحيحة، ولم نبرر العقوبات، التي تم فرضها على الدوحة بسبب هذه الاتهامات".

يذكر أن وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو قام بجولة خليجية شملت قطر والكويت والسعودية على خلفية الأزمة.

تجارة وإمدادات

من جهة أخرى، أكد وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي أن بلاده أرسلت 5 آلاف طن من المنتجات إلى قطر بواسطة 71 رحلة جوية، وقال، إن النقل البحري بين تركيا وقطر سينطلق خلال أيام.

في السياق، توقع نائب رئيس غرفة التجارة الإيرانية حسين سلاح ورزي ارتفاع قيمة صادرات طهران إلى قطر من 105 ملايين دولار إلى مليار دولار.