● صف لنا حال المسلمين اليوم في رواندا؟

- المسلمون في رواندا مروا بمراحل عصيبة، تمثلت في التهميش، واعتبارهم أقلية غير فاعلة، إلى جانب أنهم يعانون غياب الثقافة الإسلامية والتواصل مع العالم الإسلامي، بسبب الاستعمار الذي خيَّم على رواندا سنوات طويلة، وكانت أخطر فترات المسلمين تلك التي عانيناها منذ الاحتلال البلجيكي لرواندا، حيث تم التعامل مع المسلمين بالتعذيب والتفريق، وصدر وقتها قرار بعدم وجود منزلين متجاورين للمسلمين وعدم تدريس اللغة العربية أو تحفيظ القرآن وتهجير أعداد كبيرة من المسلمين إلى مناطق نائية، إلى أن حدثت الحرب الأهلية بين أكبر قبيلتين هما "توتسي والهوتو"، وكان للمسلمين دور بارز في عمليات حقن الدماء وأصبح المسلمون الملاذ الآمن للفارين من ويلات الحرب فنالوا استحسان الجميع، وفيما بعد بدأ الدور الفاعل للمسلمين يتنامى، وكانت نتائج هذه الحرب قيام العديد من المراكز والجمعيات الإسلامية ودار للإفتاء باعتراف رسمي من الدولة وأصبح لنا من يمثلنا في البرلمان.

Ad

● ما دور الجمعية الإسلامية لمسلمي رواندا؟

- المسلمون استطاعوا بدون مقومات تأسيس جمعية مسلمي رواندا وهي من أكبر الجمعيات، وتبرعات المسلمين من خارج رواندا ساهمت بشكل كبير في تنشيط دور الجمعية، وهذه الجمعية توجه الدعاة وانبثقت عنها هيئة تضم خريجي جامعة الأزهر والجامعات الإسلامية لتوجيههم للدعوة، وأقمنا ما يشبه المحاكم الشرعية، والتي تتعاون مع القضاء الرواندي الذي رحب بهذه المحاكم الخاصة، وتم إنشاء مجلس علماء يقوم بالفصل في القضايا والمشاكل التي يتم التنازع فيها بين المسلمين أو بالتحديد قضايا الإرث والزواج والطلاق.

● ماذا عن أهمية الدور الذي تؤديه إذاعة القرآن الكريم في بلادكم؟

- هي إذاعة تبث أثيرها طوال 24 ساعة، وتشرف عليها جمعية الثقافة الإسلامية، ولها الفضل في ازدياد عدد المسلمين الروانديين، حيث رصدت الإحصاءات الرسمية أن نسبة المسلمين في رواندا قبل بث الإذاعة كانت 5 في المئة من إجمالي تعداد السكان الأصليين، أما بعد بث الإذاعة بثلاث سنوات قفزت النسبة إلى 15 في المئة، وأرجعت هذه الإحصائية زيادة أعداد المسلمين إلى هذه الإذاعة التي أصبح لها جمهور كبير من المستمعين، كما أن هذه الإذاعة تقدم العديد من البرامج الدينية والأحاديث والسيرة النبوية وتقدم شرحا عميقا لصحيح الدين الإسلامي، إلى جانب أنها تبث بعدة لهجات رواندية حتى يمكن أن تصل إلى الجميع.

● كيف يتم اختيار المفتي في رواندا؟

- المفتي في رواندا هو أعلى مرتبة دينية، ويأتي اختياره عن طريق الاستفتاء وهناك عدة شروط يجب أن تتوافر في المرشح لتولي الإفتاء، منها أن يكون حافظا لكتاب الله ودارسا للقواعد الشرعية والفقهية ومشهودا له بالعلم، والاستفتاء ليس فقط لاختيار المفتي بل يتم أيضاً لاختيار نائب المفتي الذي يعينه على مراجعة الفتاوى وتمثيل المفتي في المحافل الدولية والمؤتمرات نظرا للارتباطات الكثيرة للمفتي، وبعد اختيار المفتي ونائبه يتم التصديق عليه رسميا من الدولة، ويتولى مهامه في رئاسة المركز الإسلامي وفروعه الأخرى وإمامة المسلمين في صلاة الجمعة وإلقاء الدروس الأسبوعية واختيار الدعاة والأئمة، وكذلك الإشراف على الكتاتيب التي تهتم بتحفيظ القرآن الكريم.

● هل يصدر المفتي فتاوى قد تتعارض مع القوانين المعمول بها في البلاد؟

- لابد أن نعي أن المفتي ليس شخصا محرضا، أو يعيش بمعزل عن المجتمع الرواندي، فنحن جميعا نعيش تحت مظلة القوانين الرواندية، والمفتي اختصاصاته إبداء الرأي الشرعي في أمور تمس المسلم فقط، ومنذ سنوات صدرت فتوى نالت استحسان الجميع، حين كان يشارك عدد من المسلمين كلاعبين في منتخب كرة القدم وواكب ذلك شهر رمضان، وطلب من المفتي الحكم الشرعي في الإفطار من عدمه فأباح المفتي إفطار اللاعبين المسلمين انطلاقا من أن هذا الأمر سيدر نفعا كبيرا على الدولة علما بأن هذا التصريح أفتى به أغلب المفتين في العالم الإسلامي.

● كيف تستقبلون شهر رمضان؟

- شهر رمضان له خصوصية كبيرة لدينا، رغم أننا لا نستطلع هلال رمضان ومع ذلك نصوم ونفطر الشهر على رؤية المملكة العربية السعودية، كما أن المسجد يتحول إلى ملتقى لكل مسلمي رواندا لأن هذا الشهر له بركاته، وتلقى الدروس الدينية التي تبين فضائل الشهر الكريم، كما أن مسلمي رواندا جميعهم سنة ولا توجد بينهم مذاهب.

● هل يوجد لكم تمثيل رسمي في المجالس التشريعية؟

- نعم لنا نائبان مسلمان في البرلمان، ولكن نحن أقلية، ومع ذلك فالمسلمون موزعون على بعض الوظائف التقليدية، ونأمل أن نصل خلال السنوات المقبلة إلى أعداد كبيرة في أماكن صناعة القرار الرواندي.