أكد سياسيون لبنانيون وفلسطينيون مشاركون في مؤتمر «حل الدولتين» في لبنان دور الكويت المحوري في احتضان القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني، وتعزيز المصالحات العربية.وقال رئيس الجمهورية اللبنانية الاسبق امين الجميل، في تصريح لـ«كونا»، على هامش المؤتمر الذي نظمه «بيت المستقبل» في بكفيا بجبل لبنان، إن «دولة الكويت في كل الظروف التي مر بها العالم العربي ادت دورا ايجابيا كبيرا، ولبنان خير شاهد على ذلك».
دور مهم
واضاف الجميل ان «صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد عندما كان عميدا للدبلوماسيين العرب ادى دورا مهما في كل المحطات وابرزها القضية الفلسطينية»، متابعا: «الكويت حاضنة لمجموعة كبيرة من الفلسطينيين، الذين تحتل قضيتهم حيزا واسعا من اهتمامات سمو الأمير والقيادات الكويتية».واعرب عن امله ان تبذل الكويت جهدا مضاعفا في الموضوع الفلسطيني، خصوصا مع الاهتمام الاميركي بهذه القضية، «لان عدم وجود اهتمام عربي حازم وقوي بالموضوع الفلسطيني قد يجعل من المبادرة الاميركية لحل القضية الفلسطينية عقيمة او قد يأتي الحل على حساب الشعب الفلسطيني».واردف: «على الكويت التعاون مع الاشقاء العرب لإعطاء القضية الفلسطينية الزخم المطلوب، لاسيما ان للامير تجربة كبيرة في الشأن العربي، ونأمل مبادرة مميزة وطليعية وشجاعة لملاقاة الاهتمام الاميركي، والحيلولة دون انحرافها عن أهدافها الأساسية في الحل».جهود كبيرة
من جهته، ذكر رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة، في تصريح مماثل لـ»كونا»، «نذكر الكويت دائما بالخير لما تقوم به على الصعيد الفلسطيني ودعم القضية، لكن الامر يحتاج الى جهود عربية كبيرة لحل القضية الفلسطينية».واضاف السنيورة: «نأمل ان تبادر الكويت لاتخاذ موقف اكثر حيوية وحركة للنهوض بالوضع القائم ودفعه لتحقيق التقدم»، لافتا الى ان «الوضع المشرذم على الصعيد الفلسطيني يقابله عدم وضوح الوضع عربيا، وهذا يؤدي الى تراجع الوضع الفلسطيني والامكانات المتاحة لايجاد الحلول، الامر الذي لا يوفر لأصحاب الجهود الرامية لمساعدة الفلسطينيين فرصة على الصعيد الدولي ليقوموا بأي دور، طالما ان اهل البيت في انشغال عن الاهداف الحقيقية».ورأى ان هناك حاجة الى صحوة حقيقية في ظل توسع الاستيطان الذي يوصد أبواب الحل للقضية الفلسطينية، فضلا عن الانقسام والصراع الفلسطيني على السلطة الذي يصعب أيضا الموقف على الدول العربية في دفاعها عن مبادرتها لحل القضية الفلسطينية.حاضنة رئيسية
بدوره، قال الوزير في السلطة الفلسطينية محمد اشتيه ان «الثورة الفلسطينية انطلقت من الكويت، ولعبت دورا كبيرا في تجميع القيادة الفلسطينية من مختلف انحاء الوطن العربي».واكد اشتيه، لـ«كونا»، أن الكويت كانت ومازالت الحاضنة الرئيسية للقضية الفلسطينية، حيث تجمع فيها أكثر من 400 الف فلسطيني في مرحلة من المراحل، وشغلوا مختلف المهن الحساسة في الكويت، مشيرا الى ان وفدا من وزارة التربية الكويتية تعاقد اخيرا مع 67 معلما فلسطينيا في رام الله.وأضاف: «في جميع المجالس العربية والدولية كانت الكويت في طليعة المساعدين للشعب الفلسطيني، كما أنها لم تتخل ماليا عن دعم إعمار غزة وتمويل المشاريع الاستثنائية في الضفة الغربية»، موجها الشكر إلى قيادة الكويت وشعبها.دور تاريخي
من جهته، أكد الوزير الفلسطيني السابق نبيل عمرو، في تصريح لـ«كونا»، ان «للكويت دورا تاريخيا ثابتا في الحياة الفلسطينية بمجملها وليس في قضية او جانب محدد منها، فهي الظهير المؤمن للثورة الفلسطينية، وبالتالي دائما يعتمد عليها في فتح ابواب جديدة للفلسطينيين وحل المشاكل».واعتبر عمرو انه «اذا مرت بعض الامور السلبية في مرحلة عابرة فإن الاساس يبقى في ان الكويت تشكل السند الاساسي ليس للفلسطينيين فحسب وإنما لكل طرف عربي يقع في مشكلة».وكان عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية اللبنانية والفلسطينية شارك في مؤتمر «حل الدولتين» الذي نظمه «بيت المستقبل»، وتناول امكانات التسوية للقضية الفلسطينية، في ظل التحولات التي طرأت على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في السنوات الاخيرة.