جاء في الحديث الشريف عن رسول الرحمة، صلى الله عليه وعلى آله وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى".

مع نهاية كل عام دراسي تطل علينا مشكلة إنسانية تخص فئة البدون، وبالتحديد الفرحة المنقوصة لخريجي الثانوية العامة، الذين تتقطع بهم سبل استكمال دراستهم الجامعية لأسباب يمكن حلها لو نظر المجتمع إليها نظرة الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية والدينية.

Ad

الكويت بلد الإنسانية وبلد الخير تمد يدها لكل محتاج في كل بقاع الأرض، وهي قادرة على حل هذه القضية باعتبارها من دعائم العمل الخيري وركيزة اجتماعية تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، حيث يمكن تفعيل هذا الدور من خلال إنشاء صندوق خيري يباشر بتسديد الرسوم الدراسية الجامعية لهذه الفئة التي تعيش معنا.

المناشدة التي وصلتني وأرجو من الأخ الفاضل الدكتور محمد الفارس تبنيها وتفعيلها على أرض الواقع إن رآها تساهم في توسيع قاعدة القبول لتشمل الجامعات الخاصة إلى جانب جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي من خلال تبني كل جامعة خاصة منح عشر إلى عشرين كرسياً مدفوعة الثمن للطلبة البدون.

هذا الاقتراح يكون رديفاً وداعما للصندوق، بحيث يتحمل قطاع البنوك وبيت الزكاة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي رسوما دراسية شاملة لـ300 طالب، وما يتبقى من أعداد إن وجدت يشارك في تسديدها الخيرون والميسورون من أهل الكويت.

الحصيلة النهائية لهذا المقترح قد توفر أكثر من 700 منحة دراسية تضع البسمة والفرحة على شفاه الكثير من الطلبة البدون، وتخفف معاناة الكثير من أسرهم، وتسمح في النهاية بإيجاد فرص وظيفية تغنيهم عن السؤال في المستقبل.

لقد نجح شباب الكويت خلال ساعات بحملة "أبشر بالخير" في جمع أكثر من أربعة ملايين دينار كان لها الأثر في تخفيف معاناة الكثير من المعسورين، ولا أظن أن أهل الكويت سيتخلفون عن دعم هذا الصندوق، فلكل منا له أقرباء أو أصدقاء من هذه الفئة أعزة علينا يرغب في مساعدتهم وتخفيف معاناتهم ورسم الابتسامة على محياهم.

التعليم يعني حياة كريمة، وهو أحد البرامج الداعمة للتنمية المستدامة التي حرصت دولة الكويت على دعم مشاريعها لما لها من أثر في رفع معاناة الإنسان بخلق فرص وظيفية تجعل من الفرد قادراً على الإنتاج.

الكويت مقبلة على تنمية شاملة تحتاج فيها للعمالة المدربة، وأبناء هذه الفئة يمكن أن يكون لهم دور فاعل في دعم مشاريع البناء، وهم أولى من غيرهم، ولأجل ذلك فإن ما يقدم لهم من فرص في مواصلة تعليمهم الجامعي وبالتخصصات التي تحتاجها خطط وبرامج التنمية، ويعمل فيها الأجانب، يعد نوعاً من الاستثمار في العنصر البشري وضبط التركيبة السكانية.

في الختام نسأل الله العزيز القدير في هذا الشهر الفضيل أن يلقى هذا الاقتراح القبول.

ودمتم سالمين.