حدّثيتا عن نشاطاتك الراهنة.

Ad

استعد لخوض تجربة من نوع آخر، فأنا في مرحلة التعاقد مع شركة كندية لتقديم برنامج جديد سيبث على الشبكة العنكبوتية كوننا في عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي حلّت محل وسائل الإعلام العادية، ومن بينها التلفزيون. لا شك في أن هذه النوعية من البرامج تختلف عن التلفزيون كونها تتطلّب مضموناً مختلفاً ووقتاً أقصر، وطبعاً تقنية مختلفة. إضافة إلى ذلك، نحن في صدد التحضير لبرنامج تلفزيوني جديد.

غياب رمضاني

ماذا عن طبيعة البرنامج وما الجديد الذي ستقدّمينه؟

لا شك في أن البرنامج سيكون استثنائياً في المضمون وطريقة التقديم، وقمنا بدراسة شاملة حول متطلبات جمهور «الأونلاين» الذي يختلف عن جمهور التلفزيون، بهدف تقديم فكرة جديدة، خصوصاً أنني شخص سابق لعصره والدليل أن برامج الـ Talk Show أو بالأحرى برامج الدردشة العفوية والـ Stand Up Comedy التي نشاهدها اليوم بمرافقة فرقة موسيقية تشبه إلى حدّ كبير برنامج «القمر عالباب» الذي قدّمته على شاشة تلفزيون «المستقبل» عام 2002، وتعرّضت آنذاك لانتقادات إذ لم يتقبَّل كثيرون طبيعة البرنامج. أؤمن كثيراً بالدعم الذي تلقيته من الأستاذ علي جابر في تلك الفترة حين قال لي يوماً إنني سأتميز في تقديم هذه النوعية من البرامج، مشيراً إلى أنني شخص سابق لعصره، ومؤكداً لي أن هذا النوع من البرامج سيطغى على المحطات التلفزيونية بعد سنوات، وهذا ما حصل فعلاً!

تميّزت في تقديم البرامج الرمضانية فترة طويلة. ما سبب غيابك هذا العام أيضاً؟

كنت أتمنى أن يبدأ برنامجي الجديد مع حلول الشهر الفضيل، إلا أن الإجازة الطويلة التي أمضيتها بين كندا وأميركا حالت دون ذلك، ولكن كما يقال: «لا تكرهوا شيئاً لعله خير». أنا شخص لا يتسابق مع الزمن، بل مع المضمون.

غياب ولكن

كصاحبة خبرة طويلة في مجال الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، إلى أي حدّ بت حريصة أكثر على اختيار البرامج التي ستقدّمينها، وهل يُحزنك المستوى الذي وصل إليه إعلامنا اليوم، لا سيما المرئي منه؟

ثمة عنصران أساسيان يجب أن يتوافرا لضمان نجاح أي برنامج، العنصر البشري أي أن الشخص الذي سيقدّم البرنامج يجب أن يملك خفّة دم وكاريزما تقربانه من قلب المشاهد، والعنصر الإنتاجي الذي هو الأهم. للأسف، يعاني التلفزيون اليوم نقصاً في العنصر الإنتاجي الأمر الذي يرخي بظلاله سلباً على البرنامج ككل رغم وجود المقدّمة أو المقدّم الناجح، أي العنصر البشري. من ثم، أكبر مشكلة اليوم تكمن في عدم توافر القدرة الإنتاجية. انطلاقاً من هذا الواقع الذي نعيشه للأسف، بات من الضروري أن أكون دقيقة أكثر باختياراتي لأن من حقّي أن أخاف على الخبرة الطويلة التي اكتسبتها في هذا المجال.

بحسب كثيرين، ثمة هبوط واضح اليوم في مستوى البرامج على المحطات التلفزيونية. هل توافقينهم الرأي؟

أفضّل عدم استخدام كلمة «هبوط» باعتبارها تحمل كثيراً من القسوة والظلم في حق محطاتنا التلفزيونية، التي لا تزال تقوم بمجهود كبير ومتواصل من أجل إنتاج برامج مميزة وجميلة، رغم ضعف القدرة الإنتاجية، وأنا بدوري أهنئها على ذلك. ثمة برامج عدة توقفت بعد انتهاء دورتها الأولى لأنها لم تحصد نسبة مشاهدة عالية أو لأنها واجهت صعوبات إنتاجية وتنفيذية كثيرة. من المستحيل أن أصل إلى هذه المرحلة كوني حريصة مع فريق عملي على القيام بدراسة معمّقة قبل تقديم أي برنامج لضمان نجاح الأخير، لذا امنح نفسي وقتاً أطول من غيري قبل البدء بأي برنامج.

لهذا السبب تغيبين عن الشاشة أكثر من غيركِ.

أنا أتنفس إعلاماً وحريصة على اختيار إطلالاتي بذكاء في المكان والزمان المناسبين، والدليل على ذلك أنني خضت مجال التمثيل وخضعت لدورات تدريبية فيه تزامناً مع غيابي عن تقديم البرامج التلفزيونية. من هنا، أنا لم ولن أغيب عن الأضواء لأنك إن لم ترني في برنامج تلفزيوني أسبوعي، سأكون حاضرة في المهرجانات أو في الكويت لتقديم حفلة أو مهرجان، أو كضيفة في أحد البرامج، ولكن ذلك كله أنتقيه بدقة كبيرة أو كما يقال «على الطبلية»!

شغف مستمر

هل ما زال شغفك تجاه الإعلام بالدرجة نفسها رغم المعاناة التي يواجهها هذا القطاع على الأصعد كافة؟ وهل أنتِ متفائلة إزاء هذا الموضوع؟

من المستحيل أن يزول الشغف تجاه الإعلام، لا بل على العكس أصبح أكبر من قبل وبات يطاول شرائح المجتمع كافة، خصوصاً أن حياتنا اليومية باتت مرتبطة بالإعلام على اختلاف أنواعه. كذلك بات محطّ اهتمام كثيرين ممن لا تربطهم أية صلة بهذا المجال أو بالفنّ والتمثيل، بل هم أشخاص عاديون تمكّنوا من استقطاب آلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل مواقفهم والصور والآراء التي يتشاركونها مع متابعيهم.

تقصدين بهؤلاء الأشخاص مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي؟

بالتأكيد، علماً بأن الشهرة التي حققوها لم تكن يوماً هدفاً يطمحون إليه!

هل يتأثر الآخرون بالآراء والمواقف التي تشاركينها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

لو لم أكن أملك المقومات الكافية التي تجعلني أؤثر في الآخرين لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، ولما حققت النجاح كإعلامية. النجاح يرتبط بمجموعة من العناصر يجب أن يملكها كل صحافي وإعلامي، وبالتالي من المستحيل أن تؤثر في الآخرين إن لم تكن ناجحاً.

الجمال الخارجي

أصبح المظهر الخارجي معياراً أساسياً للظهور على الشاشة. ما هو تعليقك على هذا الموضوع؟

الجمال نعمة وهبنا إياها ربّ العالمين، وهو موجود على شاشاتنا منذ سنوات عدّة. من منّا لا يتذكر الإعلامية غابي لطيف التي أسرت قلوب المشاهدين بجمالها، كذلك الإعلاميات مهى سلمى، وسعاد قاروط العشّي، وريما نجم، وغيرهن. الأمر الوحيد الذي تغيّر اليوم هو ازدياد نسبة المحطات والبرامج التلفزيونية بشكل كبير، من ثم باتت الساحة تتسع لكثير من الوجوه. لا شك في أن المظهر الخارجي مهم جداً، ولكن ما نشهده اليوم من جراحات تجميل مبالغ فيها وغير ضرورية على شاشاتنا أمر يجب الوقوف عنده، خصوصاً أن الهدف منها لفت النظر بطريقة غريزية!

ولكن ثمة حالات كثيرة شهدناها على شاشاتنا أثبتت أن الجمال يطغى على طريقة التقديم أحياناً.

صحيح، ولكن أعتقد أن هذه الظاهرة لم تعد تطغى على محطاتنا كالسابق. لا شك في أن كل شخص يستحق فرصة لإثبات نفسه في مجال التقديم بصرف النظر عن الطرائق التي يحصل فيها على هذه الفرصة، سواء كانت سليمة أو ملتوية، فإما ينجح في هذا المجال أو يفشل فيه. من هنا، تبقى الاستمرارية هي الأهم والطريق الأصعب الذي يجب أن يخوضه إن كان فعلاً يستحق هذه الفرصة، والحفاظ على هذه الاستمرارية على مرّ السنوات أمر في غاية الصعوبة!

زوجة وأم

أين ترين نفسك بعد عشر سنوات؟

أرى نفسي أستاذة جامعية وكاتبة أنجزت أول كتاب لي، ومقدّمة برنامج يتوجّه إلى المرأة العربية التي تشبهني. كذلك أرى نفسي زوجة وأماً، فضلاً عن الإعلامية نفسها التي حافظت على مرّ السنوات على استمراريتها واسمها المحترم والمحبوب، خصوصاً أن الاحترام بالنسبة إليّ إحدى أسمى الصفات التي يملكها الإنسان، والاسم الذي كوّنته لنفسي أهم ثروة أملكها.

هل ما زلت «سفيرة الإعلام اللبناني» وهو اللقب الذي أطلقه عليكِ جورج ابراهيم الخوري؟

أنا حريصة على الحفاظ على اللقب كوني لم أتنازل عنه لأحد، ولم يتمكن أي شخص آخر من أن يسرقه منّي (ضاحكة). لا شك في أن استمرارية هذا اللقب تعود بالطبع إلى المحبة الكبيرة التي ألمسها كّلما زرت دولة عربية، وتمثيل بلدي لبنان في العالم العربي ورفع اسمه عالياً أمر يشرّفني كثيراً. أنا شخص عمل ولا يزال يعمل بجهد كبير وجدّية تامة لتقديم الأفضل، والحمد لله لم أتخط حدودي يوماً ومقتنعة بالخط الذي أعتمده في مسيرتي كإعلامية.

إلى من تسلّمين اللقب في حال قررتِ التخلّي عنه؟

أنا نرجسية بطبعي، من ثم لن أتخلى عن لقب استحقيته بجدارة، فأنا لم أحصل عليه من لا شيء بل نتيجة لإنجازات استثنائية وكثيرة، خصوصاً أنني حققت ما لم يتمكّن غيري من تحقيقه، وابتكرت نمطاً جديداً في ما يخصّ طريقة تقديم المهرجانات وجلت جميع البلدان العربية وما زلت أفعل ذلك سنوياً، بالإضافة طبعاً إلى شغفي الكبير تجاه المهنة التي أزاولها. لا شك في أنني واجهت ضغوطات كثيرة وتعرّضت للمحاربة إلا أن الدبلوماسية التي أتسم بها واجتهادي ونجاحي وأخلاقي العالية كلّها أمور شكّلت سنداً لي.

تمثيل وغناء

لم تنجر الإعلامية يمنى شرّي وراء التمثيل والغناء على عكس بعض الإعلاميات. تقول في هذا الشأن إنها لم تطمح يوماً إلى احتراف الغناء أو التمثيل، مشيرة إلى أنها تملك الموهبتين ولكن مملكتها الأولى والأخيرة تبقى الإعلام الذي حققت فيه نجاحاً كبيراً. وتلفت في الوقت نفسه إلى أنها لن تحترف الغناء أو التمثيل على حساب مسيرة إعلامية ناجحة، علماً بأنها راضية عن التجربتين وسعيدة بردود الفعل الإيجابية التي حصدتها جرّاء ذلك.

تضيف شرّي في السياق نفسه أن تجربتها الغنائية كانت من باب خدمة رسالة إنسانية، علماً بأنها تلقت عروضاً لإصدار ألبوم غنائي كامل، إلا أنها رفضت الأمر كونه لا يندرج ضمن طموحاتها.