اتسمت بعض الأعمال الدرامية التلفزيونية، التي تعرض في شهر رمضان الجاري، بالتركيز على محور الإرهاب، وذلك من خلال الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل "كان في كل زمان" بعنوان "التهمة الله أكبر" التي تتكون من جزأين أخرجهما سيف شيخ نجيب، ومن تأليف هبة حمادة. وأيضاً مسلسل "غرابيب سود".

تطرقت الحلقتان الأولى والثانية من "كان في كل زمان"، لموضوع الإرهاب، من خلال أسرة تسافر إلى لندن من أجل السياحة، تتكون من الزوجين سليمان (علي كاكولي) وتغريد (فاطمة الصفي) ووالدتها "سبيكة" (سعاد عبدالله) مع حفيديها، وفي إحدى الحدائق يلهو الحفيدان، مع لعبتين هما سلاح رشاش ومسدس، تأخذ الجدة اللعبتين، كي تصلي من دون إزعاج، فبدأت تقول الله أكبر وسقط منها السلاحان، فيتم القبض عليها من الأجهزة الأمنية.

Ad

فقالت لهم بعد ما استفسرت من حفيدها عن معنى سائح بالإنكليزية، فقال Tourist، فسمعتها خطأ، وقالت terrorist (إرهابي)، فتلاقطت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هذا الخبر بالقبض على إرهابية، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، تأكيداً لهذا الخبر العاجل، وأن بعضهم محتجزون كرهائن في تلك الحديقة. ثم يعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هذا العمل الإرهابي والإرهابية سبيكة الملقبة بذات الصواعق متوعدا بعمليات أخرى في بلاد الفسق والفجور.

تنتقل سبيكة إلى السجن، طالبة رؤية ابنتها، وأنها لم تفعل شيئاً سيئاً، لتكرر المفردة الخاطئة مرة أخرى، فتسمعها سجينة عربية في الزنزانة المقابلة، وهنا تكتشف منها أن لفظها خاطئ، وأن اعترافها بأنها إرهابية لن يخرجها من السجن حتى وإن علموا بأن السلاحين هما من ألعاب الأطفال. كما أن قولها "الله أكبر" هو التهمة، لأن "داعش" عندما يقدم على ذبح الرهائن أو تفجير كنيسة يقول منفذوها تلك العبارة.

في الجهة الأخرى يكتشف فريق الجهاز الأمني المكون من ثلاثة رجال هاجروا من أوطانهم بحثاً عن الحرية والعدالة والمساواة، أحدهم مسلم اسمه خان، والآخران مسيحي ويهودي، أن الأسلحة من لعب الأطفال، فيقترح الأخيران استبدالها بمسدسات حقيقية، والمعطف مزود بحزام ناسف، لأنهما يفضلان إدانة امرأة بريئة على إدانة الجهاز الأمني، أما خان فيعارضهما بشدة، لكنه يرضخ أخيراً، ويذهب معهم لإخبار أسرتها أنه ليس أمامهم غير أمرين، إما أن يعترفوا أنهم جميعاً من خلية "داعش" أو أنهم لا يعلمون بأن المتهمة تنتمي إلى التنظيم.

تتم محاكمة الجدة سبيكة بتهمة الشروع في تفجير انتحاري إضافة إلى تورطها مع "داعش" الممنوع دولياً، بوجود أدلة تدينها. فتدافع عن نفسها أمام القاضي، وتقول له من سيعوضني عن تشويه سمعتي، فتقضي عقوبتها في السجن وهناك تتوفى.

يحتوي المسلسل على الكثير من السلبيات، حيث أظهر أمراً غير جائز، فالمرأة لا تصلي في أماكن مفتوحة كالحديقة، بل في مصليات في أماكن مغلقة، كما غفل المخرج عن إخفاء جهاز الميكروفون الذي عكسته المرآة، كما جاء صوت جرس إنذار الحريق في الفندق في وقت واحد مع ردة فعل سبيكة، وكان بالإمكان تلافي ذلك في المونتاج، أما السلبية الأخرى فهي هل يعقل ان طفلا في سن الثامنة يقول "أنا لو أردت أن أسرق لن أسرق حقيبة، بل سأسرق وطنا، أنا محتاج لوطن ولأب وأم وجيران".

سؤال... هل حلقتا "التهمة الله أكبر" هما اقتباس أو توارد خواطر مع فيلم نجم بوليوود الكبير شاروخ خان، واسمه "اسمي خان" (فبراير 2010)، الذي يقول فيه أنا لست إرهابياً!.

«غرابيب سود» يناقش القضية ذاتها

يسلط المسلسل الدرامي الضخم "غرابيب سود" الضوء على العناصر النسائية في تنظيم الدولة الإسلامية: نساء يجنّدن، ويتدرّبن ويقاتلن، ويفرضن أحكاما مشدّدة، ويفجّرن أنفسهنّ. كما يتطرق إلى مسألة تجنيد الأطفال.

وللمرة الأولى في العالم العربي، يصور عمل تلفزيوني تفاصيل الحياة اليومية في ظل "دولة الخلافة"، مستمداً أحداثه من قصص واقعية، فيتطرّق إلى الوسائل التي يستخدمها التنظيم الإرهابي "داعش" للتواصل مع الشباب والفتيات في المجتمعات العربية والغربية، والأساليب التي يتبعها للتأثير على عقولهم.

المسلسل من إخراج خراج حسام قاسم، وعادل أديب، وحسين شوكت وبطولة راشد الشمراني، وسيد رجب، ومحمد الأحمد، وعزيز، ودينا، ومنى شداد، ومروة محمد، وأسيل عمران، ومرام البلوشي، وسارة محمد، وفاطمة ناصر، وسمر علام وغيرهم الكثير من النجوم.