لما كانت الليلة الرابعة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن جودر لما دخل عليه الملك لم يقم له، ولم يقل له اجلس، بل تركه واقفاً حتى داخل الخوف الملك، فصار لا يقدر أن يجلس ولا أن يخرج، وقال لنفسه: لو كان خائفاً مني ما كان تركني هكذا، وربما يؤذيني بسبب ما فعلته مع أخويه. ثم التفت جودر إليه وقال له: ليس من شأن الملوك أن يظلموا الناس ويأخذوا أموالهم. فقال له: يا سيدي لا تؤاخذني، فإن الطمع أحوجني إلى ذلك، وقد نفذ القضاء، ولولا الذنب ما كانت المغفرة. وصار يعتذر إليه على ما سلف منه، ويطلب منه العفو والسماح، حتى أنشد يقول:

يا أصيل الجدود سمح السجايا

Ad

لا تلمني فيما جرى أمس مني

إِنْ تكن ظالماً فعنك عفونـــــا

أو أكن ظالماً فعفوك عنـــــي

وما زال الملك يتواضع بين يديه حتى قال له جودر: عفا الله عنك. وأمره بالجلوس، وخلع عليه ثياب الأمان، وأمر أخويه بمدّ السماط، وبعدما أكلوا، كسا جماعة الملك وأكرمهم، ثم ودَّع الملك بالإجلال والإكرام.

وصار الملك يتوجّه إلى بيت جودر يومياً، وينصب الديوان فيه، وتوثقت بينهما العِشرة والمحبة مدة طويلة. بعد ذلك، خلا الملك إلى وزيره وقال له: أخشى أن يقتلني جودر ويأخذ الملك مني. فأجابه: يا ملك الزمان حالة جودر التي هو فيها أعظم من حالتك، ولكن لا بأس بالاحتياط، ويحسن أن تزوجه ابنتك فتصير أنت وإياه شيئاً واحداً. فقال له الملك: كن واسطة في ذلك بيني وبينه. فردّ: اعزمه عندك ليلة، واطلب من ابنتك أن تتزيّن بأفخر زينة وتمرّ عليه فإنه متى رأها عشقها، وأزيّن له أنا أن يخطبها منك.

دعا الملك جودر إلى ضيافته، فلبى الدعوة، وتوجّه إلى قصر السلطان ومكث معه طول النهار. وكان الملك أرسل إلى زوجته أن تزين ابنتهما بأفخر زينة وتمرّ بها على باب القاعة، فعملت كما قال، وما وقعت عينا جودر على الفتاة، وكانت ذات حسن وجمال، حتى عشقها وأخذه الوجد والهيام، فقال له الوزير: لا بأس عليك يا سيدي، مالي أراك متغيراً متوجعاً. فقال له: إن البنت التي مرت الآن سلبتني عقلي.

فقال له: هذه ابنة حبيبك الملك، فإن كانت أعجبتك فأنا أتكلم معه كي يزوجك إياها. فردّ: كلِّمه وأنا أعطيك ما تطلب، وأعطي الملك ما يطلبه مهراً لها، ونصير أحباباً وأصهاراً. فقال له الوزير: لا بد من تحقيق غرضك. وتوجه إلى الملك وقال له: يا ملك الزمان إن جودر يريد القرب منك، وتوسل بي إليك أن تزوجه ابنتك، ومهما تطلبه في مهرها سيدفعه. فأجاب الملك: المهر وصلني، والبنت جارية في خدمته، وأنا أزوِّجه إياها وله الفضل في القبول.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

 

مقتل جودر

 

لما كانت الليلة الخامسة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك «شمس الدولة» بعدما قال لوزيره ذلك، أمر بنصب ديوان أحضر فيه الخاص والعام، وفي مقدمهم شيخ الإسلام وجودر، ثم وقف وأعلن خطبة الأخير لابنته، وقال: إن المهر وصل. فعقد شيخ الإسلام القران، وأرسل جودر خادم الخاتم سراً فأحضر له الخرج الذي فيه الجواهر، فلما تسلمه من الخادم أعطى الملك إياه مهراً لابنته، وبعد انتهاء الاحتفال، أقام جودر مع عروسه في قصر الملك عدة أيام. ثم مات الملك، فطلب الوزير والجند إلى جودر أن يخلفه على العرش، ولم يزالوا يرغبونه وهو يمتنع حتى رضي، فجعلوه سلطاناً، وأمر ببناء جامع على قبر الملك شمس الدولة، ورتب له الأوقاف. وكان بيت جودر في حارة اليمانية، فعندما تسلطن بنى أبنية وجامعاً وسميت الحارة باسمه، وصار اسمها الجودرية، كما جعل أخويه وزيرين.

وظلّ الجميع بعد ذلك مدة عام في سلام. قال سالم لأخيه سليم: يا أخي إلى متى هذه الحال؟ حتى نقضي عمرنا كله ونحن خادمان لجودر ولا نفرح بسيادة ولا سعادة؟ فأجاب سليم: ماذا نصنع حتى نقتله ونأخذ منه الخاتم والخرج؟ فقال: أنت أعرف مني، فدبر لنا حيلة لعلنا نقتله بها. فسأله: إذا دبرت حيلة لقتله، فهل ترضى أن أكون سلطاناً وأنت وزير ميمنة، ويكون الخاتم والخرج لك؟ فأجاب: نعم.

اتفقا على قتل جودر بدافع حب الدنيا، ثم قالا له: يا أخانا مرادنا أن نفتخر بك فتدخل بيوتنا وتكون في ضيافتنا. فأجاب: لا بأس. وذهب سليم إلى بيته، فوضع له السم في الطعام، فلما أكل تفتت لحمه مع عظمه. وقام سالم ليأخذ الخاتم من إصبعه فلم يقدر فقطعها بالسكين، ثم دعك الخاتم فحضر المارد وقال: لبيك فاطلب ما تريد. فطلب منه: اقتل أخي سليماً أيضاً واحمله هو والآخر المسموم (جودر) وارمهما أمام العسكر. ففعل الخادم ما أمر به.

وكان أكابر العسكر يأكلون على السفرة، فلما نظروا جثتي جودر وسليم رفعوا أيديهم عن الطعام وأزعجهم الخوف، وقالوا للمارد: من فعل بالملك والوزير هذه الفعال؟ فقال لهم: أخوهما سالم. ثم أقبل عليهم سالم وقال لهم: أخذت الخاتم من أخي جودر، وأمرت هذا المارد خادم الخاتم بقتل أخي سليم حتى لا ينازعني في الملك، فهل ترضونني سلطاناً عليكم؟ أم آمر خادم الخاتم فيقتلكم صغاراً وكباراً؟

لما كانت الليلة السادسة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الحاضرين لما سمعوا تهديد سالم لهم بالقتل، قالوا له: رضينا بك ملكاً وسلطاناً. ثم أمر بدفن أخويه، ونصب الديوان وجلس على كرسي المملكة، وبعد ذلك قال: أريد أن أعقد قراني على زوجة أخي جودر ابنة الملك «شمس الدولة». فتظاهرت بالفرح ورحبت بسالم، ثم حطت له السم في الماء، فأهلكته، وأخذت الخاتم وكسرته حتى لا يملكه أحد. كذلك مزقت «الخرج المسحور»، ثم دعت شيخ الإسلام وأكابر الدولة وقالت لهم: اختاروا ملكاً تولونه عليكم... ففعلوا.

عجب شهريار من هذه الحكاية الطريفة العجيبة، فقالت شهرزاد: ليست هذه الحكاية بأطرف وأعجب من حكاية إبراهيم بن المهدي والمأمون، فقال الملك شهريار: ما هي هذه الحكاية؟

 

هروب إبراهيم بن المهدي

 

قالت شهرزاد للملك شهريار: من لطيف الحكايات، أنه لما آل أمر الخلافة إلى المأمون بن هارون الرشيد، لم يبايعه عمه إبراهيم المهدي، بل ذهب إلى الري فادعى الخلافة لنفسه، وأقام على ذلك سنة و11 شهراً و12 يوماً. فلما يئس المأمون من عودته إلى الطاعة، وانتظامه في سلك الجماعة، توجّه بخيله وركبه إلى الري للقبض عليه. عندما بلغ إبراهيم الخبر لم يسعه إلا أن يهرب إلى بغداد ويختفي فيها، فجعل المأمون لمن يدل عليه مئة ألف دينار.

لما كانت الليلة السابعة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن إبراهيم بن المهدي قال: لما سمعت بهذه «الجعالة» (المبلغ الرصود لمن يدل عليه) خفت على نفسي وتحيرت في أمري، فخرجت من داري وقت الظهيرة، وأنا لا أدري أين أمضي، فدخلت درباً غير نافذ، حيث وجدتُ رجلاً حلاقاً على باب داره، فتقدمت إليه، وقلت له: هل عندك موضع أختفي فيه ساعة؟ قال: نعم.

فتح الباب فدخلت إلى بيت نظيف، ثم أغلق عليَّ الباب ومضى، فتوهمت أنه سمع بـ «الجعالة»، وخرج ليدل عليَّ، فبقيت أغلي كالقدر على النار، وأفكر في أمري. بينما أنا كذلك، أقبل الرجل ومعه آخر يحمل كل ما أحتاج إليه من طعام وشراب، فوضع ذلك كله عندي وصرف الرجل الذي كان يحمله، ثم التفت إليَّ قائلاً: جعلت فداك، أنا رجل حجَّام، ولعلك تنفر من تناول ما تقع عليه يدي، فكل واشرب من هذا فإني لم أمسه.

وكنت جائعاً، فطبخت لنفسي طعاماً لا أذكر أني أكلت مثله، فلما قضيت أربي من الطعام، قال لي: يا سيدي ليس من قدري أني أحادثك، فإن أردت أن تشرف عبدك بالحديث فالرأي لك. أجبته: ما أظنّ أنك تعرفني، فمن أين لك أني أحسن المسامرة؟ فقال: سبحان الله، مولانا أشهر من ذلك، وأنت سيدي إبراهيم بن المهدي، الذي جعل الخليفة المأمون لمن دل عليك مئة ألف دينار. قال إبراهيم: لما سمعت منه ذلك عظم في عيني، وثبتت مروءته عندي، فوافقته على بغيته، وخطر في بالي ذكر ولدي وعيالي، فجعلت أقول:

وعسى الذي أهدى ليوسف أهله

وأعزه في السجن وهو أسير

أن يستجيب لنا ويجمــــع شملنا 

والله رب العـــــــــالمين قدير

لما سمع ذلك مني قال: يا سيدي أتأذن لي أن أقول ما سنح في خاطري، فقلت له: هات، فأنشد هذه الأبيات:

تعيرنا أنا قليل عديدنـــــــــا 

فقلت لها: إن الكرام قليـــــل

وما ضرَّنا أنا قليل وجارنـا

عزيز وجار الأكثرين ذليــــــل

وإنا لقوم لا نرى القتلَ سبة

 إذا ما رأته عامر وســــــــلول

يقرب حب الموت آجـــــالنا لنا

وتكرهه آجالهم فتطــــــــــــول

وننكر إن شئنا على الناس قولهم

ولا ينكرون القولَ حين نقول

 

قال إبراهيم: لما سمعت منه هذا الشعر، تعجَّبت منه غاية العجب، وأخذت دنانير كثيرة كانت معي، فرميت بها إليه وقلت له: استودعك الله فإني ذاهب من عندك، وأسألك أن تنفق هذه الدنانير في بعض مهماتك ولك عندي الجزاء الأوفر إذا أمنت من خوف. فرد إليَّ الدنانير قائلاً: يا سيدي إن الصعاليك منا لا قدر لهم عندكم، ولكن مروءتي تأبى أن آخذ ثمناً على ما وهبه لي الزمان من قربك وحلولك عندي، فإن لم تأخذ دنانيرك هذه قتلت نفسي.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

عفو المأمون

لما كانت الليلة الثامنة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن إبراهيم بن المهدي قال: أخذت الدنانير في كمي وانصرفت، فلما انتهيت إلى باب داره، قال لي: يا سيدي هذا المكان أخفى لك من غيره، وليس عليّ في مؤونتك ثقل؟ فأقم عندي إلى أن يفرج الله عنك. فقلت له: اقبل هذا على أن تنفق من هذه الدنانير فأوهمني القبول بذلك الشرط.

وأقمت عنده أياماً وهو لا يصرف من مالي شيئاً، ثم تزينت بزي النساء وخرجت من داره، فلما صرت في الطريق داخلني الخوف، وأردت أن أعبر الجسر فنظرني جندي ممن كانوا في خدمتي، فعرفني وصاح: هذا طلبة المأمون، ثم تعلق بي، فأوقعته على الأرض وهي موحلة فصار عبرة لمن يعتبر، وتبادر الناس إليه، فتركته وأسرعت في مشيتي حتى قطعت الجسر، ثم دخلت شارعاً فوجدت امرأة واقفة في دهليز دارها، فسألتها: هل لك أن تحقني دمي فإني مطلوب للقتل؟ فأجابت: لا بأس عليك، واطلعتني إلى غرفة فرشتها لي، ثم قدمت لي طعاماً قائلةً: ليهدأ روعك. وبينما هي كذلك إذا بالباب يدق دقاً عنيفاً. خرجت وفتحته، وإذا بالداخل صاحبي الذي دفعته على الجسر، وهو مشدوخ الرأس ودمه يجري على ثيابه، فسألته: ماذا دهاك؟ أجاب: كنت ظفرت بإبراهيم بن المهدي لكنه أفلت مني، وأخبرها بما جرى فأخرجت له خرقة عصبت بها رأسه، وفرشت له فنام.

ثم جاءتني وقالت لي: أظنك صاحب القضية؟ فأجبتها: نعم. فتابعت: لا بأس عليك. ولم تزل تكرمني ثلاثة أيام، ثم قالت: إني خائفة عليك من هذا الرجل لئلا يطلع عليك فتقع في ما تخافه، فانج بنفسك. فسألتها المهلة إلى الليل فقالت: لا بأس بذلك.

لما دخل الليل لبست زي النساء وخرجت من عندها، فأتيت إلى بيت مولاة كانت لنا، فلما رأتني بكت وتوجعت، وحمدت الله تعالى على سلامتي، وخرجت كأنها تريد السوق لشراء ما يلزم لي. وبعد قليل، فوجئت بإبراهيم الموصلي جاء بغلمانه وجنده والمرأة أمامهم، ثم أشارت لهم عليَّ فأمسكوني، وحملوني وأنا ما زلت في زي النساء الذي كنت به إلى المأمون، فعقد مجلساً عاماً، وأدخلني إليه.

لما دخلت وسلمت عليه بالخلافة، قال لي: لا سلمك الله ولا حياك. فقلت له: على رسلك يا أمير المؤمنين. إنك ولي الأمر فتحكم بالقصاص أو العفو. ولكن العفو أقرب إلى التقوى، وقد جعل الله عفوك فوق كل عفو، كما جعل ذنبي فوق كل ذنب، فإن تأخذ فبحقك، وأن تعفّ فبفضلك ثم أنشدت هذه الأبيات:

ذنبي إليك عظيم

وأنت أعظم منــــــه

فخذ حـــقك، أو لا

فأصفح بحلمك عنه

إن لم أكن في فعالي

من الكرام، فكنــــــــه

أتيت ذنباً عظيــــماً

وأنت للــــــعفو أهل

فإن عفوت فمــــــن

وأن جزيت فــــــــــــعدل

فأطرق المأمون، وأنشد هذين البيتين:

وكنت إذا الصديق أراد غيظي

وأشرقني على حنقي بريقي

غفرت ذنبه وعفوت عنــــــه

مخافة أن أعيش بلا صديق

لما سمعت منه هذا الكلام، استروحت منه رائحة الرحمة، ثم أقبل على ابن عمه وأخيه أبي إسحق وجميع من حضر من خاصته، وقال لهم: ما ترون في أمره؟ فأشار كل منهم عليه بقتلي، إلا أنهم اختلفوا في كيفية القتل، فقال المأمون لأحمد بن خالد: ما تقول يا أحمد؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن قتلته فإننا وجدنا مثلك قتل مثله، وإن عفوت عنه فما وجدنا مثلك عفا عن مثله.

لما سمعت دنيا زاد من أختها شهرزاد هذه الحكاية التي قصتها على الملك شهريار، قالت لها: ما أحسن حديثك وأطيبه وأحلاه وأعذبه، فقالت شهرزاد، أين هذا مما أحدثكما به الليلة المقبلة، إنْ عشت وأبقاني الله؟ فقال الملك لنفسه: والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

أحكام المأمون

لما كانت الليلة التاسعة عشرة بعد الثلاثمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن إبراهيم بن المهدي قال: قال لي المأمون: إن أبا إسحق والعباس أشارا عليَّ بقتلك، فقلت: إن أبا إسحق والعباس نصحاك يا أمير المؤمنين، ولكنك أتيت بما أنت أهله، ودفعت ما خفت بما رجوت. فقال المأمون: إني قتلت حقدي بحياتك، وعفوت عنك ولم أحملك منة الشافعين. ثم سجد المأمون طويلاً ورفع رأسه قائلاً لي: أتدري لأي شيء سجدت؟ فقلت: لعلك سجدت شكراً لله الذي أظفرك بعدوك؟ فقال: ما أردت ذلك، ولكن شكراً لله الذي ألهمني العفو عنك.

قال إبراهيم: فشرحت له أمري وما جرى لي مع الحجام والجندي وزوجته والمولاة، التي دلت عليَّ، فأمر المأمون بإحضار المولاة، وكانت في دارها تنتظر الجائزة، فلما حضرت بين يدي المأمون قال لها، ما حملك على ما فعلت مع سيدك؟ قالت: الرغبة في المال، فقال: هل لك ولد أو زوج؟ فقالت: لا. فأمر بضربها مئة سوط، وأن تخلد في السجن. ثم أحضر الجندي وامرأته والحجام، وسأل الجندي عن السبب الذي حمله على ما فعل، فقال الرغبة في المال، فقال له المأمون: يجب أن تكون حجاماً ووكل به من يضعه في دكان حجام ليعلمه الحجامة ثم أكرم زوجة الجندي، وأدخلها القصر، وقال: هذه امرأة تصلح للمهمات.

كذلك قال للحجام: قد ظهر من مروءتك ما يوجب المبالغة في إكرامك، وأمر أن يسلم إليه منصب الجندي، وأعطاه زيادة على ذلك 15 ألف دينار... وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى حلقة الغد