دائما أومن بمقولة ابتدعتها بنفسي ذات مرة، مفادها أنه "لا يعرف الرجال إلا النساء، ولا يعرف النساء إلا الرجال"، بمعنى أننا (النساء) وحدنا من يعرف مدى احترام الشخص للجنس الآخر، من نظرته وطريقة تعامله أو حتى استعراضه، وقياساً على ذلك، فكم من لحية مستعارة اكتشفنا زيفها نحن النساء!

يؤسفني أن أكون حادة في حكمي! لكنها الحقيقة كما أراها، فأغلبكم لا يعرفون الدين حق معرفة، أو ربما يعرفون شكله فقط، فيجيد حقا اتباع سنة نبيه في كل ما هو ظاهر منه، أما غير ذلك "فالله يستر عليكم"، الدين عند كثير منكم بات واجهة تستخدم للتمويه بإيمانكم وتقواكم المغشوش، أو ربما كسوط تستخدمونه على نسائكم ومحارمكم فقط.

Ad

مرت عليّ نماذج كثيرة من هذا الصنف المخيف بالنسبة لي، وأزعم أنك إذا كنت مقصرا في حق ربك أمام الجميع قد يكون ذلك أهون بكثير من أن تحمل وجهين تستعمل كليهما وفق أهوائك وطبيعة مجلسك، فتكون بذلك مرائيا ومنافقاً في آن واحد، من قال لك إنك لابد أن تبدو تقياً ليحترمك العالم؟ ثم من قال إنك بهذا التمثيل والقناع المستعار ستدخل الجنة؟

كلنا شهدنا الضجة التي أحدثتها إيفانكا بنت ترامب، وفي معقل أكثر الدول إسلاماً، أهذه هي أخلاقكم؟ أرأيتم كيف تناقضون أنفسكم؟ أرأيتم كيف أن تَزمُّتكم المزعوم ما هو إلا غطاء توارون به حقيقتكم، وسرعان ما تفضحه عيونكم "الزائغة "، وبالمناسبة، أنتم كنتم كذلك على مر العصور والأزمنة، فجينات "التناقض" و"الخرفنة" متأصلة في أغلب رجالكم للأسف، (قلنا أغلب وليس جميعكم)، أقصد كلكم عدا نحو العُشر منكم فقط، تمثلون الرجولة أمام زوجاتكم، ومعهن تصيرون "ما شاء الله" بدقة وحرفية تطبيقكم للسنة والشريعة، حتى إنكم لا تتوانون أيضا عن تطبيق أهمها، والتي بالطبع تخص تعدد الزوجات مثنى وثلاث ورباع.

أعرف رجلاً - أو بالأحرى ذكراً - يبالغ في حيائه أمام زوجته التي سئمت اعتذاره عن عدم مرافقتها في المناسبات الاجتماعية بحجة عدم ارتياحه للأجواء المختلطة، لتكتشف لاحقا أنه أستاذ في الاختلاط قبح الله سره! وآخر، يجيد الظهور بمظهر الداعية المؤمن التقي، غير أنه في الحقيقة لا يرافق في خلوته إلا شيطاناً أكبر منه ومثله! وأخرى "صيدة" تظن أن زوجها "فلان" تائب ويخاف الله، لكنه حقيقة ليس كما يمثل، ليتني أستطيع أن أريها وجهه الحقيقي، لكنني أومن أن "حبل الكذب قصير"!

لكم أنتم يا مدّعي التدين والشرف، نحن نعرفكم، نعرفكم جيدا جدا، ونكرهكم ككرهكم لأنفسكم، فأغلب أولئك المقنعين يعرفون تماماً الصواب، لكنهم لسواد وجوههم يفعلون عكسه، ومع ذلك يكرهون حقيقتهم، فيحاولون تلميعها بصور تقربهم إلى الناس.

كن مسلماً حقيقياً قبل أن تربي لحيتك وتقصر ثوبك، كوني مسلمة حقة قبل حجابك وعباءتك! وتذكروا أن الدين خلق، لا مظهر تلبسونه، فعندما تكون بلا مبدأ وقيمة، سيعرفك الناس وسيكشفون زيفك فوراً مهماً ادعيت المثالية.