منذ أن وطئت قدماي أرض بلاد العم سام - في الأسابيع الماضية - وأنا أتجول بين ولاياتها والوقوف على أهم معالمها.

• في العاصمة واشنطن، وفي الموقع الذي تتم فيه مراسم تسليم الرئاسة الجديدة بعد كل انتخابات وقفت أمام التمثال المهيب لإبراهام لينكولن، وهو من المعالم السياحية في العاصمة الأميركية، وبينما كنت أتمعن فيما نحته الفنان لإبراز ملامح هذا الرئيس الذي خلده تاريخ أميركا، ليكون الرجل الثاني بعد الرئيس الأول، جورج واشنطن، برغم أنه الرئيس السادس عشر، فتدفقت في ذاكرتي تلك المعلومات التي كُتبت عنه في ورقة امتحان الـGRE( graduate records examination) التي لا يمكن الحصول على درجة الدكتوراه في كل الجامعات الأميركية ما لم يتم اجتياز هذا الامتحان، حيث وردت فيه حكاية اغتيال إبراهام لينكلون، وطُرحت بعدها أسئلة وعلى الطالب أن يجيب عنها!

Ad

***

• كانت العربة تُقل أربعة أشخاص الرئيس الأميركي إبراهام لينكلون وزوجته والميجر هنري راثبون وخطيبته، إنهم ذاهبون لمشاهدة مسرحية "ابنة العمة".

• الرئيس ساهم:

- أهو يفكر؟!

- أهو يحلم؟!

- أهو يرى بعين روحه ما سوف يحدث له الليلة؟!

• العربة تقطع الرحلة التاريخية عبر الشوارع الهادئة من البيت الأبيض إلى مسرح فورد في الشارع العاشر، الجو في غاية البرودة - على غير المألوف في هذا الوقت من السنة - القمر يبدو بدراً، لكنه لا يوصل إلى الأرض نوره بالصفاء المعهود منه كما كان دائماً، وهناك سحابة حمراء قانية تلف وجهه وترسل الضوء عبرها أحمر مغبراً في لون الدم!

***

• هذا بعض ما ورد في ورقة امتحان الـ GRE عن حادث اغتيال لينكولن التي عدت إليها بعد ثلاثين سنة من خلال الكمبيوتر لإعطائكم هذه الومضات عن ذلك الحادث.

• قتلوه... قتلوه!

هذه الكلمة التي طيرها البرق فخلعت في تلك الليلة قلوب الأميركيين، أما الرئيس القتيل فقد كان يدرك أن ساعته قد حانت، كان يدرك أن شيئاً خفياً يترصده ويعد عليه أنفاسه ويتحين الفرصة ليضرب ضربته التي ستنهي حياته، كان يعرف ذلك منذ أول يوم اختير فيه لرئاسة أمته حين قالت له زوجة أبيه، وهي بمنزلة أمه:

- هل ستقبل بالرئاسة حقاً يا إبراهام؟

- أجل يا أماه لا مفر من ذلك.

- كم دعوت الله ألا ينتخبوك يا إبراهام.

- هذه إرادة الله يا أماه.

- أخشى أن يقتلوك يا ولدي.

- ضعي ثقتك بالله يا أماه.

- ولدي دعني أودعك قد لا أراك بعد أن تترك شيكاغو إلى واشنطن.

***

• وأثناء عرض المسرحية، قفز رجل إلى داخل مقصورة الرئيس، وهو يصيح بهستيرية:

- هذه نهاية الطغاة... ثم أطلق الرصاص على رأس لينكولن من الخلف، وكان القاتل "جون ولكي بوث"، متعصباً للجنوب الذي هزمه لينكولن في الحرب الأهلية بسبب العنصرية، وانتصر فيها لتحرير العبيد!