فارق الحياة الدنيا أحد أبرز ممثلي العصر الذهبي للحركة الفنية الكويتية، وأحد مؤسسي فرقة المسرح العربي، الفنان الكبير علي البريكي، وسيواري جثمانه الثرى اليوم بعد صلاة العصر في مقبرة الصليبيخات.

الراحل البريكي، بدأ العمل مصوراً في قسم السينما، ثم انتقل إلى مطبعة الحكومة، وبعد ذلك عمل في إدارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومن ثم تولى منصب مشرف على مسرحي الدسمة وكيفان إلى أن تقاعد عن العمل، وفي ستينيات القرن الماضي، التحق بمعهد الدراسات المسرحية، إلا أنه انقطع عن الدراسة فيه في نهاية السنة الثانية.

Ad

أثناء زيارة الرائد المسرحي المصري زكي طليمات إلى مدرسة الصديق المتوسطة لمشاهدة مسرحية "سر الحاكم بأمر الله"، الفائزة بالمركز الأول في مسابقة وزارة التربية، عام 1960، اختار البريكي وصديقه جعفر المؤمن للانضمام إلى فرقة المسرح العربي التي أسسها طليمات، وشاركا في باكورة أعمالها "صقر قريش" على مسرح ثانوية الشويخ ثم كيفان عام 1962.

وبقي عضواً بالفرقة حتى عندما تحولت إلى قطاع أهلي بند جمعيات النفع العام في

1 أكتوبر 1964، واستقال منها في 18 أكتوبر 1976، وشارك في العديد من المسرحيات، منها: ابن جلا، ومضحك الخليفة، وآدم وحواء، وعشت وشفت، واغنم زمانك، والكويت سنة 2000، ومن سبق لبق.

وفي السبعينيات عمل في القطاع الخاص وأسس "المسرح الجديد" مع خالد النفيسي وغانم الصالح وأسد محمود، وكان نتاجها مسرحية يتيمة بعنوان "بيت بو صالح" تأليف غانم الصالح، وإخراج حسين الصالح الدوسري، وهي تعالج ظواهر اجتماعية في إطار كوميدي وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

أما آخر مسرحية شارك فيها فكانت بعنوان "صوت الزمن" لفرقة مسرح الخليج العربي، من تأليف فاتن عبدالعزيز المهيني، وإخراج منصور المنصور، عرضت في 28 فبراير 1994.

نجوم القمة

ولعل أشهر أدواره كان في تمثيلية "محكمة الفريج" حيث جسد شخصية "الكوافير الترف"، ومعه في التمثيل عبدالحسين عبدالرضا ومحمد جابر وحسين الصالح الدوسري وغانم الصالح، ومن أعماله التلفزيونية: الصقرين، ودنيا الدنانير، وألوان من الحب، وفهد العسكر، والتنديل. ومن أعماله الإذاعية: نافذة على التاريخ، ونجوم القمة، والكويت كلمة السلام.

تم تكريمه في مهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي، ومهرجان أيام المسرح للشباب، ومهرجان الكويت المسرحي العاشر.

و"الجريدة" التي آلمها هذا المصاب، تسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد البريكي (بوراشد) بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وأحباءه الصبر والسلوان.