لا تكاد حدة التلاسن بين القاهرة والخرطوم تخف حتى تتجدد سودانيا، ففي الوقت الذي تتبع فيه مصر سياسة الدبلوماسية الهادئة تجاه السودان، يخرج كل حين وآخر مسؤول سوداني يتهم القاهرة بدعم المتمردين في إقليم دارفور تارة ودعم جنوب السودان تارة أخرى، أو بالقول أن مثلث شلاتين وحلايب سوداني، الأمر الذي ترفضه وتنفيه القاهرة جملة وتفصيلا.

التلاسن هذه المرة جاء من أعلى رأس في الدولة السودانية، من قبل الرئيس عمر البشير، الذي ادعى خلال حضوره الاحتفال بقدامى المحاربين، في مقر وزارة الدفاع السودانية، أمس، أن جيش بلاده صادر مدرعات مصرية كانت بحوزة المسلحين في دارفور، الأمر الذي وصفه مصدر دبلوماسي رفيع المستوى – رفض ذكر اسمه – بالكذب والافتراء، وقال لـ "الجريدة": "لا مصر أرسلت أسلحة أو مدرعات لدارفور ولا لجنوب السودان، ولا الجيش السوداني صادر آليات مصرية"، وعزا المصدر المصري تصريحات البشير إلى الأزمات المتلاحقة التي يواجهها داخليا.

Ad

بدورها، وصفت مديرة "وحدة إفريقيا" بمركز الأهرام، أماني الطويل لـ "الجريدة" تصريحات وسياسات البشير بأنها "تفتعل أزمات مع القاهرة"، وقالت: "سد النهضة الإثيوبي ورغبة السودان في الاصطفاف إلى جانب إثيوبيا وتبني وجهة نظرها، وعدم الأخذ بتوصيات المكاتب الاستشارية التي ستنصف الحق المصري، هي ما يدفع البشير لإطلاق هذه التصريحات".

وكانت وكالة الأناضول التركية نقلت عن البشير قوله: "القوات المسلحة صادرت عربات ومدرعات، مع الأسف مصرية"، وتابع: "حاربنا مع المصريين خلال حرب 1967، وظللنا نحارب معهم 20 سنة ولم يدعمونا بطلقة، حتى الذخائر التي اشتريناها منهم كانت فاسدة".

دعوة ماكرون

سياسيا، وبينما شهدت العلاقات المصرية - الفرنسية زخما كبيرا خلال فترة حكم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، هاتف الرئيس السيسي نظيره الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون، أمس الأول الاثنين، وقدم خلالها التهنئة لماكرون بمناسبة توليه منصبه، مؤكدا تطلعه للعمل معه خلال الفترة المقبلة لمواصلة الارتقاء بالعلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، ووجه السيسى الدعوة إلى ماكرون لزيارة مصر، وهو ما رحب به الرئيس الفرنسي ووعد بتلبيتها في أقرب وقت.

ورجحت أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، نورهان الشيخ، خلال تصريحات لـ "الجريدة" عدم حدوث تغييرات جذرية في العلاقات بين مصر وفرنسا، وتابعت: "ماكرون كان وزيرا في حكومة الرئيس هولاند، ومن المؤكد أنه سيسير على نهجه".

مشاريع دمياط

بينما تستنفر الدولة المصرية لاستقبال شهر رمضان الكريم، شهد يوم أمس نشاطاً مكثفاً للرئيس السيسي الذي افتتح عددا من المشاريع التنموية في محافظة دمياط الساحلية، شمال شرق القاهرة (نحو 200 كيلومتر من القاهرة)، بعد لقاء جمعه مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وعدد من الوزراء بينهم وزير المالية عمرو الجارحي، ونائبه للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، أحمد كجوك.

وقد افتتح السيسي خلال جولة أمس عددا من المشروعات القومية والتنموية والخدمية، بينها المشفى العسكري في دمياط بتكلفة مادية تصل 500 مليون جنيه، ومشفى الطوارئ بكفر سعد، والمرحلة الأولى بمشروع إسكان دار مصر، فيما اختتم الرئيس زيارته بتدشين مدينة دمياط للأثاث، وتفقد المنجرين اللذين تم الانتهاء من إنشائهما.

واستغل الرئيس وجوده في دمياط، وعاد ليؤكد تمسك الدولة باستعادة جميع الأراضي التي تم الاستيلاء عليها، حيث قال "هناك أشخاص يستولون على أجزاء من أراضي الدولة، مفيش في الدولة حد فوق القانون وفوق الحق"، فيما كتب الحساب الرسمي للرئيس عبر موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" مجموعة تدوينات بينها قول السيسي: "خلال عام نتمنى أن يتم الوصول إلى المعدلات العالمية لعلاج فيروس C"، وفي تدوينة أخرى كتب: "نهاية هذا العام علينا التأكد من أن جميع المشروعات المتوقفة خلال الـ10 أعوام الماضية قد تم إنهاؤها".

تحقيقات

على صعيد آخر، وبعد 5 أشهر من تفجير الكنيسة البطرسية التي راح ضحيتها نحو 25 قبطيا أثناء تأديتهم قداس صلوات الأحد، ونحو شهر من تفجير كنيستي "مارجرجس في طنطا ومارمرقس في الإسكندرية"، كشفت الاعترافات التفصيلية التي أدلى بها عدد من المتهمين في تفجير تلك الكنائس أن عددا منهم كان من بين المشاركين في الاعتصام المسلح لجماعة "الإخوان" الإرهابية في منطقة رابعة العدوية، فضلا عن التحاق عدد آخر منهم بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين داخل الأراضي الليبية وتلقيهم تدريبات بدنية وعسكرية داخل معسكرات للتنظيمين.

وكان النائب العام المستشار نبيل صادق قد وافق على إحالة 48 متهما إلى القضاء العسكري، في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة في القضية، وتضمنت اعترافات المتهمين إقرارهم بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي واعتناقهم الأفكار التكفيرية التي يؤسس عليها التنظيم، والتي تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه ووجوب قتاله وأعضاء الهيئات القضائية والنيابية وأفراد القوات المسلحة والشرطة، بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.

وأضاف المتهمون أنهم تلقوا تدريبات متنوعة داخل معسكرات في مناطق صحراوية بمحافظة سوهاج، على كيفية استعمال الأسلحة النارية بأنواعها ورفع اللياقة البدنية، وكيفية تصنيع وتفجير العبوات المفرقعة والسترات الناسفة المعدة لتنفيذ العمليات الانتحارية، وآليات تأمين سبل الاتصال بينهم بالتواصل عبر برامج إلكترونية مؤمنة مثل تطبيق "تيليغرام" لتفادي الرصد الأمني.

ميدانيا، أحبطت القوات الجوية أمس، هجوما إرهابيا مسلحا على أحد أكمنة شمالي سيناء.

وقررت النيابة العامة أمس احتجاز الحقوقي خالد علي مدة 24 ساعة عقب بلاغ اتهمه بارتكاب فعل فاضح في الطريق العام.