أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أمس، أن القمة الإسلامية الأميركية في الرياض تمثل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة لرسم خارطة طريق لمستقبل جهودها المشتركة في التصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة، وكل مظاهر العنف والتطرف.

كما أعرب سموه، في كلمة خلال القمة، عن الأمل بالتوصل إلى مدخل لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها، وفي مقدمتها مسيرة السلام في الشرق الأوسط، والوضع في سورية والعراق، وكذلك اليمن وليبيا، وفيما يلي نص الكلمة:

Ad

«يسرني بداية أن أعرب عن بالغ سرورنا لعقد أول قمة إسلامية أميركية على أرض الحرمين الشريفين، ونتوجه ببالغ التقدير لفخامة الصديق دونالد ترامب على حرصه لعقد هذه القمة وفي هذه الظروف الدقيقة لتعبر عن رسالة واضحة تؤكد أهمية التعاون الإسلامي الأميركي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المنطقة والعالم، وتعبر للعالم أجمع عن أهمية ودور الدول الإسلامية.

إن هذه القمة تؤكد للعالم أن الدول الإسلامية حريصة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية، كما أنها تمثل ردا وتصديا للاتهامات التي تتعرض لها الدول الإسلامية بالادعاء برعايتها للإرهاب والتستر عليه، لتعطي بذلك الصورة المشرفة للإسلام الرافض للتطرف والتشدد والداعي إلى التسامح مع كل الأديان.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو...

إن هذه القمة وباعتبارها الأولى من نوعها فإننا نعتقد أنها تمثل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة، لرسم خارطة طريق لمستقبل جهودها المشتركة في التصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة وكل مظاهر العنف والتطرف، لنحقق معا ما نتطلع إليه من نتائج إيجابية وبناءة على مستوى تحركنا المشترك لهزيمة الإرهاب والتصدي له، الأمر الذي يدعو إلى التفكير ورعاية نهجنا الجديد لتكون هذه القمة آلية منتظمة بيننا، نؤسس من خلالها عملا مشتركا بناء ومؤثرا في جهودنا لمواجهة التحديات.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو...

لقد قمنا في دول المجلس بإجراءات عديدة ومبادرات متعددة على المستوى الاقليمي والدولي للإسهام في الجهود الهادفة إلى نبذ التطرف وإشاعة روح التسامح في العالم، ويأتي افتتاح المملكة العربية السعودية الشقيقة للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف ليمثّل تأكيدا وتجسيدا على التزامنا بهذا النهج المتسامي، ومما يدعو إلى الارتياح أن يتزامن ذلك الافتتاح مع انعقاد القمة الاسلامية الأميركية الأولى في الرياض، لتوجه بذلك رسالة قاطعة إلى كل المشككين والمتطرفين في كل أنحاء العالم بأننا لن نتردد عن مواصلة مكافحة فكرهم المتطرف ونهجهم الشاذ.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو...

نتطلع بأمل وتفاؤل إلى قمتنا هذه بأن نحقق من خلال تعاوننا وتفهمنا لأبعاد قضايانا مدخلا لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها وفي مقدمتها مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوضع في سورية والعراق وكذلك اليمن وليبيا، لنتمكن من خلال تلك المعالجة من تحقيق الأمن والاستقرار الذي نتطلع إليه، والذي يشكل أساسا لكل الجهود الهادفة إلى القضاء على الفكر المتطرف والعمل الإرهابي البغيض.

وفي الختام أكرر الشكر والتقدير لكم جميعا متمنيا لأعمال قمتنا التاريخية كل التوفيق والسداد».

عبدالله بن الحسين

من ناحيته، طلب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمته التي ألقاها بالقمة العربية الإسلامية الأميركية، من جميع المشاركين الوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب.

‏وقال إن «معركتنا لن يتحقق فيها النصر إن لم نحدد العدو من الصديق»، مضيفا أن «الإرهابيين لا يعيشون على هوامش الإسلام بل إنهم خوارج خارج الإسلام»، وشدد على أن صوت الإسلام المعتدل هو الأقوى في العالم الإسلامي، حيث يعيش مليارا مسلم يثرون العالم بقيمهم ويقفون مؤمنين بالتعايش السلمي.

‏ورأى الملك أن غياب حل عادل للقضية الفلسطينية سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار بالمنطقة، لافتا إلى أن المجتمع الدولي له مصلحة في تحقيق الأمن والسلام بالمنطقة.

وشدد على ضرورة حماية القدس من أجل تحقيق السلام في المدينة المقدسة، وهي ساحة التقاء السلام للأديان السماوية الثلاثة.

وعقب كلمة العاهل الأردني، التي وجه جانبا منها باللغة الإنكليزية للرئيس الأميركي، تحدث الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، مؤكدا أن الضرورة تقتضي التركيز على «مكافحة الفكر المتطرف الإرهابي»، لأن «الحل العسكري لا يكفي لصد الإرهاب».

وأوضح ويدودو، رئيس أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان، أن مكافحة الإرهاب تحتاج تنسيقا ومشاركة في المعلومات الاستخباراتية، معربا عن أمله في ان تسهم القمة في شراكة لمحاربة الإرهاب ونشر الخطاب الداعم لثقافة السلام والتعايش.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق أهمية انعقاد القمة العربية الإسلامية الأميركية في هذا التوقيت، واصفا القمة التي عقدت في الرياض بـ«التاريخية»، التي يعول عليها للخروج بخريطة جديدة للتعاون وتحقيق السلام.

وشدد على ضرورة تكاتف جهود الدول الإسلامية من أجل بث خطاب مواز لخطاب التشدد والتطرف، يوضح سماحة الدين الإسلامي، وأنه دين تنوير وحضارة وتعايش.

واستدل بواقع تعايش المسلمين لأكثر من ألف سنة مع المسيحيين واليهود في الشرق الأوسط، والحال كذلك في ماليزيا، حيث يتعايش المسلمون والهندوس والبوذيون والمسيحيون وغيرهم، ويعملون ويعيشون مع بعضهم في وئام، لافتا إلى أنه لا توجد صراعات بين مختلف الحضارات والعالم الإسلامي.

السيسي

من ناحيته، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن خطر الإرهاب يمثل تهديدا جسيما لشعوب العالم أجمع، واستعرض في كلمته الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب.

وأوضح أن هذه الرؤية «تضمن مواجهة كل المنظمات الإرهابية دون انتقائية أو اقتصارها على مسرح عمليات واحد دون آخر»، داعيا إلى أن تتم المواجهة بشكل شامل ومتزامن.

وأشار إلى أن مواجهة خطر الإرهاب واستئصاله من جذوره تتطلب إلى جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية.

وأكد أن «المواجهة الشاملة تتطلب أيضا مواجهة مصادر التمويل ووقف الدعم السياسي والمادي والأيديولوجي». واتهم دولا، لم يسمها، بالتورط في دعم الإرهاب.

في هذا السياق، قال السيسي إن «مصر تخوض يومياً حرباً ضروساً ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء... نحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدماً مطرداً... نحرص على ضبط وتيرته ونطاقه بحيث يتم استئصال الإرهاب بأقل خسائر ممكنة... مع الحفاظ على أرواح المدنيين من أبناء شعبنا العظيم».

وذكر أنه طرح منذ عامين مبادرة لتصويب الخطاب الديني «بحيث يُفضي ذلك لثورة فكرية شاملة... تُظهر الجوهر الأصيل للدين الإسلامي السمح... وتواجه محاولات اختطاف الدين ومصادرته لصالح تفسيرات خاطئة... وذرائع لتبرير جرائم لا مكان لها في عقيدتنا وتعاليم ديننا».

وأوضح أنه يتابع «تنفيذ هذه المبادرة مع المؤسسات الدينية العريقة في مصر، وعلى رأسها الأزهر الشريف، بما يمثله من مرجعية للإسلام الوسطي المعتدل، وبالتعاون مع قادة الفكر والرأي في العالمين العربي والإسلامي».

وأكد أن «مصر قدمت خلال السنوات القليلة الماضية نموذجا تاريخيا لاستعادة مؤسسات دولتها الوطنية بشكل سلمي وحضاري عن طريق تفعيل الإرادة الشعبية الجارفة، التي رفضت جميع محاولات اختطاف الدولة المصرية العريقة، وتجريف هويتها الوطنية التي تشكلت على مدار زمان طويل بطول تاريخ مصر الراسخ».

وشدد على أن «مصر تدعم بكل قواها كل الجهود الرامية لتسوية أزمات المنطقة، بما يحافظ على وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية، وحمايتها من قوى التشرذم والتطرف الطائفي، وترفض كل محاولات التدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية».

عرضة وأكلات شعبية في مركز الملك عبدالعزيز

في أحد أهم المواقع التاريخية للسعودية، كانت هناك ضيافة بطريقة مختلفة من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز لضيفه رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، فمع دخول خادم الحرمين الشريفين وترامب إلى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي كانت أصوات العرضة السعودية تتعالى وسط قرع الطبول إيذانا ببدء «العرضة».

وظهرت مشاهد جديدة للرئيس الأميركي وهو يؤدي رقصة العرضة بالقرب من حامل العلم السعودي. وأظهرت اللقطات بوضوح الرئيس الأميركي وهو يستمتع بالرقص بالسيف، بينما ظهرت السيدة الأولى ميلانيا ترامب وهي تراقبه وتضحك.

وما إن انتهى من أداء العرضة حتى انضم لميلانيا قائلا: «هذا جميل... هذا جميل جداً»، بينما شرح له العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أنها تسمى «رقصة الحرب». وخلال الدخول في جنبات القصر التاريخي الذي يضم تاريخا متعددا للمملكة إبان توحيدها على يد الملك عبدالعزيز، قدمت بعض الأكلات الشعبية مع القهوة.

وشرح الملك سلمان بعض أسماء الأكلات، وكانت السلة تحمل تمرا، وكليجة، ومعمولا، و«إقط الحليب».