تتطلع الصين إلى مصادر الطاقة في الولايات المتحدة، بعد أن اضطرها الاعتماد المتزايد على الاستيراد إلى النظر إلى أبعد من الموردين التقليديين، بحسب رئيس أكبر شركة للنفط والغاز في ذلك البلد.

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، الأحد الماضي، على هامش منتدى الحزام وطريق الحرير في بكين، قال وانغ يلين، وهو رئيس شركة النفط الوطنية الصينية (سي ان بي سي)، إن الشركة ستستورد مزيداً من النفط الخام والغاز الطبيعي من الولايات المتحدة، وستدرس إمكانية المشاركة في صناعة تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركية المتنامية.

Ad

وخططت الشركة العملاقة لتوقيع اتفاقات بقيمة 20 مليار دولار خلال المنتدى، الذي حضرته دول معنية بمبادرة الصين الهادفة إلى ربط أوروبا وآسيا وإفريقيا من خلال البنية التحتية والاستثمار.

ويأخذ استخدام الصين المتزايد للطاقة الأميركية شركة «سي ان بي سي» إلى ما هو أبعد من خطة الحزام والطريق التي تمثل حجر الزاوية في مبادرة الرئيس الصيني جي شينبنغ التجارية.

وتأتي تعليقات وانغ بعد اتفاق منفصل بين الصين والولايات المتحدة أعلن في الأسبوع الماضي من قبل ادارة الرئيس دونالد ترامب رحبت فيه بانخراط الصين في عقود طويلة الأجل مع موردي الغاز الطبيعي المسال الأميركيين.

وبحسب وانغ يوجد لدى شركة «سي ان بي سي» في الوقت الراهن أكثر من 50 مشروعاً مشتركاً قيد الإنجاز في 19 دولة مشاركة في منتدى الحزام والطريق، تتركز بشكل رئيسي على الغاز الطبيعي في آسيا الوسطى وروسيا فيما تتعلق أكثرية المشاريع في البلدان الإفريقية والشرق أوسطية بالنفط.

هبوط الإنتاج

وأصبحت الدولة الأكثر استخداماً للطاقة في العالم أكثر اعتماداً على إمدادات الخام من الخارج، بعد هبوط الإنتاج المحلي نتيجة خفض انفاق الشركات المملوكة للدولة –بما فيها وحدة سي ان بي سي المدرجة بتروتشاينا كو –بسبب تداعيات الانهيار في أسعار النفط. وتخطت الصين الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط، وكانت في شهر فبراير الماضي المشتري الأكبر للخام من الولايات المتحدة التي زادت من صادراتها بفضل ازدهار صناعة الزيت الصخري فيها.

ورغم أن الشركات النفطية الصينية العملاقة رفعت مجتمعة من انفاقها لأول مرة في أربع سنوات، فإن ذلك لم يكن كافياً لوقف الهبوط في انتاج الخام المحلي، خصوصا مع تحول التركيز نحو الغاز الطبيعي، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

وهبط الإنتاج خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذه السنة بنسبة 6.1 في المئة عن الفترة ذاتها قبل سنة خلت، ممداً الوتيرة القياسية للهبوط في عام 2016. وارتفعت المستوردات بأكثر من 12 في المئة خلال تلك الفترة.

وقال وانغ «يتعين علينا تسريع تعاوننا مع دول الموارد لتطوير أصول بغية تلبية حاجة الصين المتزايدة الى النفط والغاز. ومن خلال ذلك العمل نستطيع موازنة الاعتماد الأكبر على المستوردات مع استخدام أفضل للأصول الخارجية».

«أرامكو» و«غازبروم»

وبحسب شركة «سي ان بي سي» فإن الاتفاقات بقيمة 20 مليار دولار التي ستوقع خلال منتدى الحزام والطريق تشمل شركة النفط السعودية ارامكو مع حصة في مصفاتها يونان، واتفاقية بأربعة مليارات دولار في مصنع معالجة الغاز الطبيعي في أذربيجان مع شركة النفط المملوكة للدولة، ومشاريع تخزين غاز واخرى تعمل بطاقة الغاز مع شركة غازبروم الروسية، ومشروع حراري في كينيا.

وتمهد أحدث اتفاقية صينية مع الولايات المتحدة السبيل لموجة ثانية من الاستثمارات في محطات الغاز الطبيعي المسال الأميركية – بحسب شركة وود ماكينزي. وشكلت الإمدادات الأميركية حوالي 7 في المئة من مستوردات الصين في شهر مارس الماضي كما تظهر معلومات الجمارك.

وبيعت الشحنات التسع التي أرسلت خلال السنة الماضية إلى الصين من تشينير انرغي إنك، وهي أول مصدر في الولايات المتحدة من الولايات الأميركية الأدنى الـ48 على أساس فوري وليس وفق عقود طويلة الأجل، بحسب الشركة الاستشارية.