حتى هذا الذي اسمه أحمد بدر الدين حسون، والذي يعمل موظفاً في نظام بشار الأسد برتبة "مفْتي"، قد حشر أنفه أيضاً، بأمر من علي المملوك، في مشكلة الحدود السورية الجنوبية، وأطلق تصريحاً عرمرمياً قال فيه: "إن كل الجمهرات والحشود العسكرية على حدود سورية الجنوبية لم ولن تخيفنا، وسترتد على أعقابها مهزومة مدحورة... على أيدي أبطال الجيش العربي السوري... والشرفاء!". والسؤال هنا هو: من هُمْ هؤلاء الشرفاء يا ترى؟ هل هم حزب الله أم الروس أم الإيرانيون أم أكثر من ستة وثمانين تنظيماً مذهبياً استقدمهم قاسم سليماني من أفغانستان (الهزارا)، وحتى من الصين، ومن العراق بالطبع... وبعض الطائفيين المأجورين من بعض الدول العربية ومن بعض دول العالم التي من المفترض أن لا علاقة لها بهذا الصراع؟!

وبالطبع، فإن هذا الحسون الذي لا يستحق رداً عليه وعلى "علقميته" (نسبة إلى وزير المستعصم بالله ابن العلقمي الذي باع شرفه للمغول الغزاة، فكافؤوه بقطع رأسه وتعليقه على مشنقة في قلب بغداد)، إلا كلمة "إخْس"، أي خسئْت... لقد أسأت إلى هذا الموقع الشريف الذي له كل التقدير والاحترام لدى المسلمين... المسلمين فعلاً في أربع رياح الأرض!

Ad

بدل أن ينحاز بهذا الموقع الذي من المفترض أن له كل التقدير والاحترام، فقد بقي هذا الحسون يغرد لنظام بشار الأسد، ولكن بصوت غراب أسود، وبقي يتغنى بالمذابح التي ارتكبها والتي بقي يرتكبها، وأبشعها مذبحة الكيماوي المحرم دولياً في خان شيخون، والمذابح بمئات الألوف التي جرت وتجري يومياً في سجن صيدنايا، وفوقها المجازر التي يرتكبها الإيرانيون وميليشياتهم في دمشق الفيحاء، التي أصبحت مستوطنة فارسية، وفي كل مكان من سورية العربية... التي ستبقى عربية رغم أنف قاسم سليماني وأنوف الذين يحاولون تغيير هويتها القومية.

لم يكن هذا "الحسون" مجبراً على إهانة هذه العمامة التي على رأسه، والتي تختبئ تحتها شياطين كثيرة، فقد كان عليه، لو أنه يملك الحد الأدنى من الشجاعة، أن يصمت صمت أهل القبور، بدل أن يوظف موقعه وعمامته للدفاع عن الظلم ضد المظلومين، ولتبرير كل هذه البشاعات التي ارتكبها هذا النظام ويرتكبها ضد شعب عظيم لا يستحق إلا الخير والتقدير والاحترام، وهو الشعب السوري الذي أنجب أبطال ميسلون وقائد ميسلون يوسف العظمة، شهيد الأمة العربية وشهيد الإسلام والمسلمين، من عند جعفر بن أبي طالب إلى عزالدين القسام.

يجب أن يدرك هذا "الحسون" أن كلاً من جلاوزة هذا النظام باتت نهايته ونهاية رئيسه وكل من باعوا أنفسهم إليه قريبة، وأن يوم الحساب بات على الأبواب، وأنه سيقف، حتماً وبالتأكيد، إلى جانب بشار الأسد على منصة الخزي والعار، وأن أقل ما سيبقى يسمعه حتى بعد موته هو كلمة :"إخْس"... لعنك الله.