أخرجت رائدة الصناعات اليابانية الرياضية نيسان طرازها لعام 2017 من سيارتها السوبر رياضية في GT-R الجديدة بمنطقة الشرق الأوسط، والتي شهدت عملية تطوير تصميمية شملت هيكلها ومقصورة ركابها، بالإضافة إلى تطوير شمل عدداً من تجهيزاتها ومكوناتها الميكانيكية، الأمر الذي عزز أداءها المتفوق. وتشكل هذه التعديلات قفزة نوعية في مسيرة نيسان GT-R التي قدمت لأول مرة عام 2007.

وجاءت نيسان GT-R بمحرك جديد فاز بعدد من الجوائز التقديرية، والذي ينتمي إلى نادي محركات V6 بسعة 3.8 ليترات مع 24 صماماً رأسياً وتوربو مزدوج- يتم صنع كل محرك بواسطة واحد من تقنيي تاكومي، فقد بات قادراً على توليد قوة 565 حصاناً يمكن استخراجها عند مستوى 6800 دورة في الدقيقة مع 467 رطل قدم (633 نيوتن متر) من عزم الدوران. ويعود السبب في ازدياد القوة إلى التحكم الفردي بتوقيت الإشعال في كل أسطوانة وإلى زيادة الدفع الصادر عن أجهزة التوربو الثنائية، والتي تعمل مجتمعةً على تعزيز قوى التسارع عند مستويات الدوران المتوسطة والعالية للمحرك، وابتداءً من 3200 دورة في الدقيقة. ويعمل المحرك بتناغم كلي مع علبة التروس السداسية النسب العاملة بقابض فاصل مزدوج، والتي تم تطويرها لتوفر تبديل نسب أكثر سلاسة ونعومة من السابق. وتم العمل على تعديل هدير المحرك والعوادم لزيادة الإحساس بالطابع الرياضي المتفوق لـGT-R التي نالت نظام عدم بكاتمات مصنوعة من التايتانيوم مع نظام ASE لتعزيز الهدير النشط الذي يرفع متعة القيادة.

Ad

تصميم حديث

وانطلق التجديد في هيكل GT-R الخارجي من مقدمتها التي نالت فتحة تهوية أمامية ذات اللون المطفي على شكل الحرف V المتحرك الذي بات من المعالم التصميمية الحصرية بسيارات نيسان الجديدة. وفي هذا السياق، تمت زيادة حجم هذه الفتحة التي نالت شبكاً ذا تصميم جديد يساهم في زيادة تبريد مقصورة المحرك. أما غطاء المحرك، فقد أعيد تصميمه بحيث ازدادت صلابته وليعمل تصميمه المتعدد المستويات على زيادة تماسك السيارة بسبب قدرته على زيادة قوى الدفع السفلية على السرعات العالية، وذلك بمساعدة من الصادم الأمامي الجديد وعاكس الهواء المدمج به والخطوط الفريدة للقسم السفلي من المصابيح الأمامية، والتي تعمل مجتمعة على تعزيز الطابع الرياضي لهذه السيارة.

وفي وقت كان التصميم الجانبي لـGT-R يتحكم بطريقة تدفق الهواء حوله، نال هذا التصميم مع الطراز الجديد عدداً من التعديلات الانسيابية كان أبرزها دفع العتبات السفلية باتجاه الخارج لزيادة التحكم بتدفق الهواء. أما في الخلف، فقد حافظت GT-R الجديدة على مصابيحها الرباعية الدائرية الشهيرة، ولكنها نالت تعديلات تصميمية انسيابية عززت حضورها، خصوصاً بعد تزويد الواجهة الخلفية بفتحات إخراج هواء جانبية أخذت لنفسها مكاناً قرب مخارج العادم الرباعية. أما خط الوسط الذي يفصل بين القسم السفلي الأسود وبين الهيكل، فقد تم رفعه الى أعلى لإعطاء إحساس بالشراسة، وبأن القسم الخلفي من السيارة أعرض مما هو عليه في الحقيقة.

ومع هذه التعديلات التصميمة، لم تصبح نيسان GT-R أكثر رياضية فحسب، بل باتت أكثر انسيابية مع مقاومتها المتدنية للهواء بفضل نسبة جر أفضل تم تعزيزها بقوى دفع سفلية مماثلة لتلك التي يتميز بها الطراز الحالي، والذي يعود اليه فضل كبير بمستويات التماسك الاستثنائية التي طالما تحلت بها نيسان GT-R على السرعات العالية.

تفاصيل مختلفة

وبمجرد الدخول إلى مقصورة GT-R، لن يتمكن المرء من تجاهل الجودة المنتاهية التي يتوقعها المستهلك في هذا النوع من السيارات الرياضية المتفوقة. فتصميم تجويف العدادات جديد كلياً شأنه للوحة القيادة التي تم تلبيسها بجلود فاخرة جرى وصل بعضها ببعض بواسطة قطب نافرة تتميز بدقة تاكومي. ويعتمد تصميم لوحة القيادة على خطوط أفقية تتدفق بسلاسة وتوفر لمستعملي المقعدين الأماميين إحساساً بالثبات المرتفع للمقدمة، في حين يؤكد الخط الذي يربط تجويف العدادات بالكونسول الوسطي أن كل ما في المقصورة موجه للسائق ومبني حوله.

وعلى صعيد آخر، تمت إعادة تصميم الكونسول الوسطي الذي بات يعتمد على البساطة التصميمية اليابانية. فجهاز الملاحة المدمج مع النظام الموسيقي ساهم في خفض عدد مفاتيح التشغيل من 27 الى 11 مفتاحاً. أما الشاشة الوسطية التي ارتفع حجمها الى 8 إنش والعاملة باللمس، فقد باتت تتميز برموز أكبر حجماً لتسهيل استعمالها، في وقت جرى العمل لزيادة عملانية استعمال مركز العرض والتحكم الموجود في الكونسول الوسطي المصنوع من الألياف الفحمية.

ومع الجيل الجديد من GT-R، باتت عتلات تبديل النسب مثبتة على عمود المقود لتمكين السائق من تبديل النسب عند الالتفاف من دون الحاجة الى رفع أي من يديه عن المقود. وتم تطوير ملمس هذه العتلات ومفاتيح التحكم بجهاز التهوية والعمل على تطوير نوع الأصوات الصادرة عن استعمالها.

خيارات وطبقات

يتوفر طراز عام 2017 من GT-R بخيارات غنية من الألوان الخارجية والداخلية التي تساهم في تعزيز روعتها وحضورها، ومنها لون ناري معدني (Metallic Blaze) للهيكل يتكون من عدة طبقات من الطلاء، مقابل تلبيس جلدي (Semi Aniline) لمقصورة نسخ بريميوم التي ستتوفر بأربعة ألوان مختلفة هي الأسود راكودا (Black/Rakuda) والأسود ساموراي (Samurai Black) والأسود مع الأحمر العنبري (Black/Amber Red) والأسود العاجي (Black/Ivory).

تجربة الجريدة.: أسرع من غمضة العين

لم تكن الحلبة كفيلة بتحمل نغم GT-R الجديدة بعد تجربة قيادتها الرهيبة في حلبة دبي اوتودروم، والتي أثبتت، بكل جدارة، أنها أسرع من غمضة العين وثابتة جداً تزامناً مع قوة هذا المحرك النفاث.

وجربت "الجريدة" قيادتها بدعوة خاصة من شركة عبدالمحسن عبدالعزيز البابطين الوكيل الحصري لعلامة نيسان في الكويت، والتي شهدت لحظات لا تنسى مصحوبة بنغم لن تنساه الأذنان، على منحنيات صعبة في اختبار صريح، إلا أن GT-R الجديدة اخترقت جميع ألغاز الحلبة بكل سهولة بلا أي عوائق تذكر.

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في دبي، فإنها كانت مجهزة بنظام تبريد رائع تعزلك تماماً عن حرارة الطقس الخارجية، التي عادة ما يعانيها أهالي دول الخليج العربي، فضلاً عن تزويدها بمقاعد رياضية مريحة جداً على عكس ما تأتي به دائما المركبات الرياضية.

ثبات ومنعطفات

تعتبر نيسان GT-R من أفضل السيارات الرياضية عندما يتعلق الأمر بالثبات والتماسك ولعام 2017، باتت قدراتها على المناورة في المنعطفات أفضل بكثير. وهنا، تلعب البنية التحتية الصلبة ونظام التعليق الجديد دوراً فعالاً في تحقيق تماسك متقدم جداً، وخصوصا عند خضوع السيارة لانتقالات أفقية في الوزن خلال الانعطافات السريعة. ويزداد التماسك أيضاً بفضل إطارات رياضية بقياس 20 إنشاً ملبسة على عجلات معدنية رياضية بتصميم يقوم على مقابض بشكل الحرف Y تم صنعها من الألومنيوم المصبوب والمعالج.

وعلى الرغم من كل التعديلات التي رفعت أداء السيارة، لا تزال نيسان GT-R من أكثر السيارات توفيراً للراحة إلى حينه، خصوصاً أنها تتحلى بطابع من الأناقة والمدنية التي يندر وجودها في السيارات الرياضية المتفوقة. فـGT-R الجديدة تنفرد بقيادة تركز على النعومة مع مقصورة تتميز بعزل صوتي ممتاز على كل السرعات تم تعزيزه بمواد مخصصة لامتصاص الضجيج ومنع وصوله الى المقصورة.