قدم د. زاهي حواس محاضرة في مركز اليرموك الثقافي عن "الأهرامات والمومياءات وكليوباترا: الاكتشافات الأخيرة"، بحضور المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة صباح السالم، والسفير المصري ياسر عاطف، وجمع من الشخصيات والمثقفين.

في البداية، أوضح د. حواس أن مناطق الآثار في مصر مؤمَّنة على أعلى مستوى، ودعا الجمهور إلى زيارة مصر، لافتا إلى أنه "من خلال السياحة يمكن أن نحمي الآثار ونقوم بترميمها".

Ad

وبيَّن أن الاكتشافات الأثرية مهمة جدا، وآخر اكتشاف كان بمنطقة المطرية، مشيرا إلى أنه تم العثور على مقبرتين، وبقايا ثلاثة معابد لرمسيس الثاني، ولكن هذه الآثار موجودة تحت مستوى ماء يصل إلى مترين، وتم استخراج تمثال للملك رمسيس الثاني يبلغ طوله نحو ثمانية أمتار.

الدولة القديمة

من جانب آخر، أوضح د. حواس أن هناك اكتشافا لهرم ملكة وملكات الدولة القديمة والوسطى، ووُجد تابوت وزنه 10 أطنان، وبعد فتحه وجدوا بقايا الملكة التي كان عمرها 4300 سنة، لكن لا يوجد اسم لها، مبينا أنه "في هذه الحالة سيكون هذا الكشف إضافة لتاريخ هذه الحقبة. وأعتقد أنها أم الملك تيتي، أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة".

وتابع: "الفراعنة وضعوا الغرانيت في المدخل الأصلي للهرم، حتى لا يدخل أحد، لكن اللصوص كانوا أذكى، فقد دخلوا الفتحة العلوية من الهرم، وقاموا بسرقته".

وأوضح أن وادي الملوك يحتوي على 64 مقبرة، وعلى سر من الأسرار.

وادي القرود

وتطرق د. حواس إلى وادي "القرود"، الذي يقع بالجزء الغربي من وادي الملوك، وذكر أن سبب تسميته بهذا الاسم نسبة إلى مقبرة "أي".

وقال إنه من المعروف أن مكتشف مقبرة توت عنخ آمون عالم الآثار والمتخصص في تاريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر، لكن هناك شخصا آخر كان سبب اكتشافها، وهو شاب مصري في مقتبل العمر، يسمى حسين، حيث اكتشف مدخلا، ولما اكتشف كارتر غرفة الدفن استخرج عقدا لتوت عنخ آمون، وقام بوضعه على رقبة حسين، وأخذ له صورة تذكارية، وقام حسين بعرضها للسياح.

مشروع المومياءات

وتناولت المحاضرة أهم الاكتشافات في هضبة الجيزة (مقابر بناة الأهرامات، والأبواب السرية داخل الهرم الأكبر). كما تضمنت معلومات تم استقاؤها من مشروع المومياءات المصرية، الذي يعتمد على تقنيات التشريح الحديثة، كالأشعة المقطعية وتحليل الحمض النووي، للإجابة عن كثير من الأسئلة التي تخص رفات الإنسان، وأظهرت دراسات تحليل الحمض النووي على أسرة توت عنخ آمون والملكة حتشبسوت أسرار موت المومياءات. وتضمنت المحاضرة الاكتشافات الأثرية خلال البحث عن قبر كليوباترا ومارك أنطونينو في موقع تابوزريس ماجنا.

عشق الفراعنة

وعلى هامش المحاضرة، قال د. حواس في تصريح للصحافيين "الناس كلها تعشق الفراعنة، وسعيد جدا بوجودي لأول مرة في الكويت".

وأضاف: "لا أستطيع القول أقرب اكتشاف إلى قلبي، لأن كل اكتشاف يحمل قصة، وكل كشف موجود داخل قلبي، وكل شيء عملته في حياتي يحمل عشقا وعاطفة". جدير بالذكر، أن د. حواس عالم آثار ومتخصص في علم المصريات، شعل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، وكان أول وزير للدولة لشؤون الآثار. له عدة اكتشافات، منها قبر بناة الأهرامات المصرية في الجيزة.

ويعد حواس أهم عالم آثار بمصر، والقوة الدافعة لمشروع المومياءات، ومن أهم المتحدثين حول موضوع الآثار، كما أن له العديد من الكتب، أهمها "اكتشاف توت عنخ آمون".