في واقعة صدمت الرأي العام بالكويت ومصر، أقدم قاض مصري (رئيس محكمة جنايات) معار إلى الكويت، على قتل مجند يدعى مؤمن الأغا (23 عاما) رميا بالرصاص، أمس الأول، بعد مشادة بينهما.

القصة بدأت عندما ذهبت خطيبة المجند المجني عليه، بوسي حسن (18 عاما)، في زيارة لصديقة والدتها، وحسبما قالت في تصريحات لـ"الجريدة": "فوجئت بالمستشار الذي يسكن في البناية ذاتها الواقعة في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، يسألني بطريقة حادة عن سبب وجودي، فهاتفت خطيبي الذي كان ينتظرني في سيارته أسفل البناية فتدخل معاتبا القاضي، لكن الأخير تشاجر معه واستل سلاحه الشخصي (طبنجة) وأطلق النار على خطيبي فأرداه قتيلا".

Ad

وعلمت "الجريدة"، من مصادر مطلعة، أن المشاجرة نشبت بعد اشتباه القاضي في خطيبة المجني عليه، بأنها كانت موجودة في البناية بغرض السرقة، وحين تدخل الجندي، أخبره الجاني أنه قاض ولا يحق لأحد معاتبته، لكن المجني عليه لم تعجبه طريقة التمييز والتعالي التي رد بها القاضي، لتنشب مشاجرة استل خلالها الأخير طبنجته وصوب تجاهه رصاصة استقرت في الصدر.

وبدأت نيابة شرق الكلية التحقيق في الواقعة مع القاضي، الذي يعمل في المحكمة الاقتصادية ومعار للكويت، حيث فتحت النيابة التحقيقات بعد موافقة مجلس القضاء الأعلى، برئاسة المستشار مصطفى شفيق، على طلب رفع الحصانة القضائية عن القاضي المتهم.

وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم بعد هذه الحادثة، مطالبين بمحاكمة القاضي محاكمة عادلة، بينما عبر البعض عن دهشته من أن يقوم رجل يجلس على كرسي القضاء، ليحكم بين الناس بالعدل، بالتهور واستخدام سلاحه ليقتل شخصا بلا جريرة.

يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت تجاوزات من جانب عدد من القضاة، بينهم قاض كان يشرف على لجنة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بمحافظة البحيرة، وأطلق النار في أكتوبر 2015 من سلاحه الشخصي لفض اشتباكات بين أفراد الأمن وناخب.

وفي أبريل 2016، تم القبض على مستشار في هيئة قضائية، لإطلاقه النار على فرد شرطة أشعل النار في سيارة القاضي بعد خلاف بينهما، بينما حوكم -في أبريل الماضي- قاض آخر بالسجن المؤبد، لاتجاره في مخدر الحشيش.