في وقت تظهر استطلاعات الرأي أن المرشح الوسطي بالانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون سيحقق فوزا مريحا بالجولة الثانية للانتخابات، بعد حصوله على دعم "جبهة جمهورية" تضم مختلف الأطياف وتسعى للحيلولة دون وصول منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن لسدة الحكم، أقر ماكرون (39 عاما) الذي اتهم بأنه يعطي انطباعا وكأنه تجاوز الجولة الثانية وضمن النصر بأن "لا شيء محسوماً" في الجولة الثانية التي تجرى في 7 مايو المقبل.

ورد ماكرون على الاتهامات والانتقادات قائلا: "لن أتلقى دروساً"، مضيفا أنه لم يربح شيئا بعد، وأنه يفضل "مواصلة النضال".

Ad

وأضاف: "لم يتوقع أحد فوزي منذ شهر ونصف الشهر، أنا مثال حي على أن المتنبئين مخطئون".

واستأنف المرشح الوسطي جولاته الانتخابية، اليوم ، بزيارة معقلين لمنافسته بشمال فرنسا. وتوجه أولا إلى أميان، للقاء موظفين مهددين بنقل مقر مصنع إلى بولندا، ثم انتقل إلى أراس، وهما مدينتان حلت فيهما مرشحة "الجبهة الوطنية" في المرتبة الأولى.

في المقابل، دعت لوبن، التي تطرح نفسها بأنها "مرشحة الشعب" اليوم ، إلى اجتماع للمجلس الاستراتيجي لتكشف بعده عن شعار جديد بعد "إعادة النظام إلى فرنسا".

ودخلت مرشحة اليمين المتطرف في عملية دقيقة لاستقطاب الناخبين الذين صوتوا في الدورة الأولى لليميني المحافظ فرانسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون.

وفي محاولة لإقناع الناخبين الذين أصيبوا بخيبة أمل من نتائج الجولة الأولى، زارت المرشحة سوق المواد الغذائية الضخم في رونجي، بضاحية باريس، غداة زيارة لها إلى معقلها بشمال البلاد.

وستعقد لوبن اليوم تجمعا في نيس جنوب شرق، معقل اليمين، حيث تأمل بجذب ناخبين.

وفي وقت سابق، قالت لوبن: "لدى خصمي رؤية بعيدة عن واقع فرنسا، إنه مرشح الأوليغارشية" (حكم الأقلية).

وأردفت: "أريد أن أجمع كل الوطنيين، من اليمين أو اليسار"، قبل أن تتطرق مجدداً إلى موضوع الهجرة لتقول: "لدينا 7 ملايين عاطل عن العمل و9 ملايين فقير، وقد أتينا بمئتي ألف أجنبي سنوياً".

استنفار حكومي

من جهته، حذر الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند من أن فوز ماكرون على لوبن خلال الدورة الثانية ليس مضمونا، معتبرا أنه يجب عدم الاستهانة بالنتيجة التي حققتها "الجبهة الوطنية".

وقال هولاند خلال زيارة لغرب البلاد: "أعتقد أن من المناسب أن نكون في غاية الجدية وفي حالة تعبئة كاملة، وعلينا أن نعتبر ألا شيء مضموناً بعد، وأن الفوز يجب أن ينتزع وأن نستحقه".

وتابع: "ليس هناك إدراك فعلي لما حصل، نسينا أن لوبن انتقلت إلى الدورة الثانية. ليس شيئا هامشيا أن يصل اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية لانتخابات رئاسية".

ولاحقاً، طلب الرئيس المنتهية ولايته من وزراء الحكومة بذل كل ما بوسعهم لضمان إلحاق أكبر هزيمة ممكنة بزعيمة اليمين المتطرف في جولة الإعادة.

وقال ستيفان لو فول المتحدث باسم هولاند إن الرئيس طلب من الوزراء "إلزام أنفسهم بضمان حصول لوبن على أقل نسبة ممكنة".

بدوره، أعلن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أنه سيصوت لمصلحة ماكرون، لأنه يشعر بأن فوز لوبن ستكون له تداعيات خطيرة على فرنسا، موضحا أن ذلك "قرار مسؤولية، ولا يمثل بأي حال دعما لسياساته".

وشدد الأمين العام للحزب الشيوعي بيار لوران على أن التصويت لماكرون "ليس شيكا على بياض". والموقف كان مشابها لدى نقابة "الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل" التي طلبت من المرشح الذي يدعو الى نهج ليبرالي في الاقتصاد إلى "مراعاة الذين يعتبرون أكثر هشاشة".

في السياق، دعت أصوات في الحزب الاشتراكي الحاكم اليساري الراديكالي ميلونشون الذي حل في المرتبة الرابعة إلى "إعادة النظر"، بعدما رفض تأييد ماكرون على غرار فيون و"الجبهة الجمهورية" قبل استطلاع آراء أنصاره.

على صعيد منفصل، اعتقلت السلطات 10 أشخاص مرتبطين بمنفذي الهجوم المسلح على صحيفة شارلي إيبدو سعيد وشريف كواشي ومتجر لبيع الأطعمة اليهودية في العاصمة باريس أحمدي كوليبالي في يناير 2015.

وأوضحت الشرطة أن التحقيقات تركز على الكشف عن مصدر أسلحة كوليبالي، الذي احتجز أثناء الهجوم عددا من الرهائن من زبائن المتجر لساعات عدة وقتل 5 منهم قبل أن ترديه الشرطة قتيلا.

تعرض روسي

من جهة أخرى، أكدت الحملة الانتخابية لماكرون، اليوم ، أن شبكتها الإلكترونية كانت هدفا لخمس عمليات اختراق متطورة منذ يناير الماضي، لكن أيا منها لم ينجح في سرقة أو اختراق أي بيانات للحملة.

وقال حزب "إلى الأمام"، الذي أسسه المرشح الشاب قبل أقل من عام، في بيان: "ماكرون هو المرشح الوحيد المستهدف في الحملة الرئاسية". واستندت حملة ماكرون إلى نتائج دراسة أجرتها شركة "ترند مايكرو" الأمنية التي قالت إنها توصلت إلى أدلة على استهداف مجموعة تجسس تدعى "بون ستورم" يعتقد أنها على صلة وثيقة بالاستخبارات الروسية للحملة.

صداقة جزائرية

من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة تأييد بلاده لماكرون، واصفا إياه بأنه "صديق للجزائر".

وصرح ماكرون خلال زيارة قام بها أخيرا للجزائر بالقول: "إن الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية وهو جزء من الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات".