كشفت مصادر دبلوماسية أمس عن الخطوط العريضة لمبادرة قيد البحث بين القاهرة والرياض، تعتمد الحل السياسي للأزمة السورية، وتمت مناقشة عناوينها الرئيسية خلال قمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارة الأخير للرياض الأحد الماضي، وتتضمن الأفكار التي تمت مناقشتها مقترحا بمرحلة انتقالية يقودها مجلس عسكري يمهد لانتخابات رئاسية في سورية مطلع عام 2019.

وأوضحت المصادر أن تفاصيل المبادرة ما زالت محل تشاور بين الدول العربية، وفي طور البلورة، لتكون مبادرة عربية موحدة تتبناها الدول العربية كافة، خاصة أن الأزمة السورية بها عدد من الأطراف الدولية الفاعلة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، لذلك ستكون محل مباحثات عربية أميركية، وعربية روسية، قبل أن تنتقل إلى مرحلة إقناع فرقاء المشهد السوري، وفي حال التوافق المبدئي قد يتم تدشين جولة جديدة من الحوار بين الأطراف السورية، تحت رعاية عربية.

Ad

وقالت المصادر إن الملامح الأساسية للمبادرة، حسب الاقتراح السعودي، تقوم على وضع خارطة طريق سياسية، تتضمن مقترحا بمرحلة انتقالية يقودها مجلس عسكري مشكل من شخصيات عسكرية، ينتمي أحدها إلى قوى المعارضة، وأخرى تابعة للجيش السوري الوطني، على أن يتم إجراء انتخابات رئاسية سورية مطلع عام 2019، مع تفكيك جميع الميليشيات المسلحة في الأراضي السورية، وأن تكون مهمة تأمين سورية للجيش الوطني فقط، والحرص على بقاء الدولة السورية موحدة.

ورجحت أن يكون التصور السعودي مثار رفض من النظام السوري، لأنه قائم على الاستبعاد الكامل لبشار الأسد، في حين أن مقترحا ما زالت القاهرة تميل إليه يقوم على تشكيل حكومة وفاق وطني تجمع في تشكيلها الأطياف السورية، وتقود المرحلة الانتقالية، وقد يلقى استجابة أكبر من مختلف الأطراف، على أن يتم ترك تحديد مصير الرئيس الأسد لانتخابات ديمقراطية حرة تكون الكلمة العليا فيها للشعب السوري.

وأشارت المصادر إلى أن القاهرة نجحت في إقناع الرياض بتبني الحل السياسي للتعاطي مع الأزمة السورية، بوصفه السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري، واستعادة وحدة سورية وسلامتها الإقليمية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبنائها من جديد.