بعد نحو 24 ساعة، من طرح الجماعة الإسلامية، أحد أبرز الجماعات المتشددة، التي دخلت في صدام مع أجهزة الدولة في السبعينيات من القرن الماضي، مبادرة لوقف ما سمته «القتال الدائر في سيناء بين قوات الجيش المصري والمسلحين»، ثارت مخاوف من وجود ألغام في هذه المبادرة، التي ساوت بين «الجيش المصري»، والعناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش الإرهابي.

ولفت مراقبون إلى أن المبادرة تحمل في عباراتها عددا من الألغام، إذ تستخدم كلمات مطاطة، تقنن من أوضاع التوتر الأمني، التي خسر الجيش المصري خلالها عددا من الشهداء، منذ بدء الحرب على الإرهاب، قبل 4 سنوات في سيناء.

Ad

وشملت مبادرة «الجماعة»، التي تم نشرها على الصفحة الرسمية للجماعة على «فيسبوك»، مساء اليوم ، 4 مراحل: وقف العمليات القتالية من الجانبين، وإعطاء فرصة لتدخل القبائل السيناوية للتهدئة ومناقشة متطلبات سيناء، والتأسيس لأوضاع جديدة يشغل فيها المواطن السيناوي مواقع أمنية، مثل «أمين الشرطة» و«مندوب شرطة» بعد تأهيلهم.

أما المرحلة الأخيرة من بنود المبادرة فهي رفع حالة الطوارئ وتخفيف الإجراءات الأمنية المشددة، وتخفيف حالة الاحتقان عبر الإفراج عن غير المتورطين في العنف، فضلا عن إسقاط التهم عن كل من يلتزم بمخرجات الحوار، ووضع ميثاق شرف إعلامي تلتزم به جميع وسائل الإعلام عند تناولها قضايا سيناء.

من جانبه، اعتبر أحد شيوخ القبائل السيناوية في رفح نعيم جبر المبادرة بمنزلة تقنين واعتراف بوضعية العناصر الإرهابية، مشددا على أنه لم يتفاعل معها أحد في سيناء، وقال لـ«الجريدة»: «هذه المبادرة ولدت ميتة، حيث لا يوجد بند واحد من بنودها صالح للتطبيق، فكيف لمبادرة أن تساوي بين العناصر الإرهابية، التي تقتل السيناويين بدم بارد، وبين قوات الجيش».