بعد يومين من إحباط هجوم في مرسيليا، جاء الاعتداء الإرهابي، الذي تبناه تنظيم «داعش» في جادة الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، ليفرض «الأمن»، كناخب رئيسي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي تجري دورتها الأولى غداً الأحد، بينما يعيش 46 مليون ناخب فرنسي حالة غير مسبوقة من التردد وسط مرشحين مثيرين للجدل، وتراجع تاريخي ليسار الوسط.

وغداة الهجوم، الذي أسفر عن مقتل شرطي، عرض المرشحون الأربعة الأوائل، مارين لوبن عن أقصى اليمين، وفرانسوا فيون عن اليمين المحافظ، وإيمانويل ماكرون عن الوسطيين، وجان لوك ميلونشون مرشح اليسار الراديكالي، اقتراحاتهم للرد على التحدي الأمني والإرهابي.

Ad

وفي حين دعا ماكرون، المرشح الأوفر حظاً للفوز، إلى عدم الخضوع «لاستخدام التخويف كأداة»، ودعا منافسيه إلى تفادي المزايدات، فضل مرشحا اليمين لوبن وفيون التشدد، إذ دعت الأولى إلى طرد الأجانب المدرجة أسماؤهم على قوائم المراقبة الأمنية، وتعهد الثاني بطرد أي «أصوليين إسلاميين أجانب، لا طرد الجهاديين فقط، إضافة إلى حل الحركتين السلفية والإخوان المسلمين».

وفي المقابل، رفض ميلونشون، الذي يخوض حملته تحت شعار «فرنسا المتمردة»، إلغاء تجمعاته الانتخابية أسوة بمنافسيه، ونظم لقاءً في حي باريسي، معتبراً أنه يجب «أن نثبت أن الكلمة الأخيرة ليست لمن يمارسون العنف».

وفي تدخل غير معهود من حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند، هاجم رئيس الوزراء برنار كازنوف لوبن وفيون لردودهما على اعتداء الشانزليزيه، متهماً زعيمة «الجبهة الوطنية» بالتصويت ضد قانون مكافحة الإرهاب، ومذكّراً فيون بأنه خفض عدد عناصر الأمن بمقدار 13 ألفاً عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء خلال عامي 2007 و2012.