الطلاق غير الشرعي هو انفصال الزوجة عن الزوج في البيت وسكن كل واحد في غرفة، بسبب خلاف حصل بينهما وكلام جارح صدر من أحدهما، والطلاق غير الشرعي لا يحدث فيه لقاء ولا سلام ولا كلام ولا اجتماع على الطعام ولا حتى في المنام، بالرغم من العشرة الطويلة التي دامت أكثر من ربع قرن!

هذا النوع من الطلاق سميته طلاقا غير شرعي، لكنه يُسمى اليوم "الطلاق العاطفي"، وقد يستمر عدة سنوات من دون تدخل حكَمٍ من أهله وحكمٍ من أهلها لأن "الراس اليابس العنيد" متمسك برأيه الخطأ، ولا يتنازل عنه مهما تكن الأسباب، وما عنده مانع أن يعيش وحيداً ومعزولاً بسبب "رأسه اليابس".

Ad

حدثني أحد الأصدقاء عن قريبه الذي طلق ابنة خاله طلاقاً عاطفياً لا شرعياً، بمعنى أنه لا يكلمها ولا يجلس معها ولا يأكل معها ولا يجامعها، وكل واحد ينام في غرفة منفرداً، استغربت ذلك، سألت صاحبي: هل لديها أولاد؟ أجابني نعم لديها أولاد كبار في سن الزواج، فقلت في نفسي كيف سيكون مصير هؤلاء الأولاد في المستقبل عندما يتزوجون وقد شاهدوا درساً عملياً بليغا في الطلاق العاطفي من والديهما؟

سألت صاحبي: ولماذا لا يتطلقان؟ أجابني: الزوجة لا تريد الطلاق خوفاً من كلام الناس الذين سيتحدثون عن طلاقهما في شاي الضحى، وكذلك الزوج لا يريد الطلاق خوفاً من الاستقطاعات المالية الكبيرة التي يأخذها منه القاضي ويعطيها لطليقته؛ لذا أفضل حل هو أن يعيشا في بيت واحد وتحت سقف واحد كأنهما "الإخوة الأعداء"!

لذا أقترح على مركز الاستشارات الأسرية التابع لوزارة العدل فتح خط ساخن لسماع المشاكل الأسرية، وخصوصاً مشاكل الأزواج التي استفحلت في زمننا هذا، وإيجاد حل مناسب للطرفين من قبل مختصين في الخلافات الأسرية، قبل أن "يقع الفاس في الراس"، ويحدث الطلاق الشرعي، فهل يترجم مركز الاستشارات الأسرية "النشط" اقتراحي إلى واقع ملموس؟ آمل ذلك.

* آخر المقال: اقرأ واتعظ:

اللسان ليس عظماً لكنه يكسر العظام!