لا أتصورُ كيفَ أن صفاتٍ كالشرفِ والأمانة وحب الوطن من أعماقِ القلب تتحللُ كما تتحللُ الجثث في المقابر بعدَ الدفن، وكلُ هذا لماذا؟ لكي يكتنزوا أكثرَ فأكثر، إنه الجشع المدمر، ذلك الجشع الذي يريد ويريد ويريد، يريد الطائرة الخاصة واليخت والسيارات الفارهة والأملاك الخلابة في الخارج، وما يأتي مع كل ذلك من حسان للبيع، ويظلُ يلهثُ ويلهث كأنه يقول "هل من مزيد"؟

وعندما تخور قواه ويبدأ المرض بأنواعه بمحاسبة النفس "هذا إن كان يملك ضميرا"، ويُدرِكُ أن القبرَ قريب وأنه لن يأخُذَ شيئاً معه ولا حتى خاتمه أو ساعته، يموتُ وهو لم يذقْ طعم السعادة، ولم تمتلئ روحه بالرضا والشبع! هكذا أنتم تدّعون الشرف والأخلاق والوطنية والتقوى وأنتم أبعدَ ما يكون عن فهم جوهر هذه الصفات، والتي تتلخص في كلمة واحدة لا يحس بها إلا الأشراف ألا وهي "الكرامة".

Ad

سحقاً لكم من شريحة من المواطنين أذلة لجشعكم بهذا الشكل، وتباً لكم من منافقين وأفاقين، إنكم تقودون الكويت للهاوية وكأن كل واحد منكم يقول "أنا ومن بعدي الطوفان"، كما قالها لويس الرابع عشر.

"حسبيَ الله ونعمَ الوكيل" على من ماتت ضمائرهم، فأقصوا الشريف المتمكن من عمله ليس لشيء إلا لأنه يرفض التلاعب بمصير الكويت، ويرفض السرقات العائلية المتزوجة من الصفقات الحكومية!!

القلبُ يدمى منكم والروحُ تتألمُ من جحودكم للكويت!

"حسبي اللهُ ونعمَ الوكيل" على مَن يسكت عن الظلم ويستحسن الاستحواذ على حسابِ الشعب

"حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيل" على كل جاحد لا يحب الكويت أكثرَ من نفسه.