في الخامس من أغسطس العام الماضي كتبت مقالة بعنوان "العرب ظاهرة صوتية" اقتباساً مما سطره المفكر السعودي الراحل عبدالله القصيمي حول هذه الخلاصة التي تثبت نفسها للأجيال المتعاقبة يوماً بعد يوم.

في ملتقى دبي الأخير لقمة حكومات العالم، رشح من البيانات حول المواقع الخلفية للعرب في قاطرات العالم ثقافياً وعلمياً وحضارياً واقتصادياً وإنسانياً، ما يكدر الخواطر ويدمي القلوب، لأنها مراتب تجعل من المستقبل أشد قتامة علينا وعلى أبنائنا وأحفادنا كعرب مع عميق الأسف، لأنهم لم يختاروا مصيرهم ضمن أمة عربية فيما يلي انتكاساتها بين أمم العالم:

Ad

• 57 مليون عربي (أميون) لا يعرفون القراءة والكتابة، و13.5 مليون طفل عربي لم يلتحقوا بالمدارس هذا العام، و30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، و8 في المئة زيادة في معدلات الفقر آخر عامين، وتريليون دولار كلفة الفساد في المنطقة العربية، و5 دول عربية في قائمة الدول العشر الأكثر فساداً في العالم.

• العالم العربي الذي يمثل 5 في المئة من سكان العالم (يقتل نفسه بانتظام) لأنه يعاني 45 في المئة من الهجمات الإرهابية عالمياً، و75 في المئة من اللاجئين عالمياً عرب، و68 في المئة من وفيات الحروب عالمياً عرب. وبين عامي 2011 و2017 تم تشريد 14 مليون عربي، وفي الفترة نفسها وصلت الخسائر البشرية في الحروب البينية للعرب إلى 1.4 مليون ما بين قتيل وجريح، وكلها في نزاعات واقتتال بين أبناء القبائل والطوائف العربية، ومنتسبي الدين الواحد من سنة وشيعة!

• بين عامي 2011 و2017 تم تدمير بنية تحتية بقيمة 460 مليار دولار، ومنذ عام 2011 إلى العام الحالي بلغت الخسائر في الناتج المحلي العربي ما قيمته 300 مليار دولار.

• 20 ألف كتاب فقط ينتجها العالم العربي سنوياً، وهو رقم أقل من دولة مثل رومانيا في تأليف الكتب (المفيدة طبعاً) لا كتب السحر والشعوذة والخرافات والفضائح!

• 410 ملايين عربي حققوا فقط 2900 براءة اختراع مقارنة بـ50 مليون كوري حققوا 20201 براءة اختراع.

كل ذلك الانحدار ولا يزال بَعضُنا لا يشغله سوى: هل نقول خلف الإمام "آمين"، أم نقتل من لا يقولها، أو يصلي وهو مسبل اليدين، ونقتل بعضنا بشراسة مرددين (الله أكبر)، هذا ونحن نعبد رباً واحداً، ونستقبل قبلة واحدة، في حين يتعايش في بلدان أخرى معتنقو مئات الديانات الأرضية والسماوية على اختلاف طقوسها، وفوق ذلك فإن فينا من لا يزال يردد: ونشرب إن وردنا الماء صفواً، ويشرب غيرنا كدراً وطينا... إذا بلغ الفطام لنا صبي، تخرّ له الجبابرة ساجدينا.

تباً لهم إذ لم يدركوا أننا بلغنا الطين بعينه، كما أننا أبدعنا بتجهيل وقتل صبياننا وأبنائنا ولم نُبـقِ لهم بين العالمين جبينا!

همسة:

تجري على الساحة المحلية أحداثٌ لا يقوى على تفسيرها إلا المنجّمون، هذا إن صدقوا!!

***

غادرنا إلى الدار الآخرة الأسبوع الماضي الشيخ الشاب الخلوق سعد، الابن الأكبر للشيخ المرحوم جابر العذبي الصباح، سعد كان كابني الثالث، ووالده- رحمه الله- كأخ أكبر، وصديق من نادري الوفاء.

كلاهما عاش بصمت وزهد، وغادر مغادرة وقورة هادئة، وترك خلفه حزناً داهماً... عليهما الرحمة، ولأم سعد وأبنائها وبناتها خالص العزاء.