يعتمد ملايين مَن يعانون آلام المفاصل والعضلات على أدوية تُدعى مضادات التهاب غير ستيرويدية، كالإيبوبروفين، بغية تخفيف الألم. تساهم هذه الأدوية شائعة الاستعمال أيضاً في التخفيف من الصداع، والحمى، والالتهاب.ولكن باستثناء الأسبرين، ينطوي معظم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على مخاطر قلبية وعائية. من الممكن لأخذها يومياً أن يرفع ضغط الدم ويزيد خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.صحيح أن هذا الخطر يُعتبر الأكبر في حالة مَن يعانون مرض القلب، إلا أنه يظلّ مرتفعاً بين مَن لا يعانون إشارات إلى هذا المرض.
دراسة
يتفحص الباحثون مدى أمان مضادات الالتهاب غير الستيرويدية منذ أكثر من عقد من الزمن. ونُشرت أخيراً دراسة كبيرة أخرى تتناول هذا السؤال. دام البحث عشر سنوات وشمل أكثر من 24 ألف شخص يعانون التهاب المفاصل ويأخذون الإيبوبروفين، أو النابروكسين، أو السيليكوكسيب (يمكنك شراء الإيبوبروفين والنابروكسين من دون وصفة طبية، بخلاف السيليكوكسيب).تشير نتائج الدراسة إلى أن المخاطر القلبية الوعائية لم تختلف بين هذه الأدوية الثلاثة. ولكن حمل السيليكوكسيب مزايا إضافية، فقد تراجع احتمال تسببه بنزف داخلي خطير، مقارنة بالمشاركين في الدراسة الذين أخذوا الإيبوبروفين والنابروكسين.لكن حدود الدراسة تثير تساؤلات بشأن اكتشافاتها. يعود ذلك إلى أن نحو 69% من المشاركين فيها كانوا توقفوا عن تناول الأدوية التي وُصفت لهم بحلول نهاية الدراسة. كذلك لم تكن جراعات الأدوية متناسقة. على سبيل المثال، كانت جرعة السيليكوكسيب أدنى من الجرعة الضرورية لتأمين الراحة من الألم ذاتها التي قدمها الإيبوبروفين والنابروكسين.لذلك ما زال الأطباء يجهلون ما إذا كان أي من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هذه أكثر أماناً لقلبك، مقارنة بالأنواع الأخرى. إن كنت أكثر عرضة لمرض القلب أو إن كنت تعانيه، فلابأس إن تناولت مضاد التهاب غير ستيرويدي لمعالجة صداع أو ألم عابر أو وجع طارئ.ولكن إن اضطررت إلى تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مرات عدة أسبوعياً أو يومياً، فابدأ بجرعة متدنية، وزدها تدريجياً إذا لم تحظَ بالراحة المرجوة. كذلك تناولها لأقصر فترة ممكنة.علاوة على ذلك، إن كنت تتناول الإيبوبروفين والأسبرين معاً، فخذ الأخير قبل نصف ساعة من تناول الأول أو بعده بثماني ساعات لأن الإيبوبروفين يعوق مؤقتاً فوائد الأسبرين المضادة للتخثر.