انتشرت في الآونة الأخيرة حالات القلق والشكوى من قلة النوم أو اضطراباته عند مختلف الأعمار، كما أن الضغط العصبي والاكتئاب من الظروف المعيشية أو ربما السياسية قد أثرت عكسيا في الكثيرين، وذلك أدى إلى انتشار الاقتراحات المغلوطة حول اللجوء إلى الصيدلية واستعمال الهرمونات كمكملات غذائية لتنظيم دورة النوم، ومهدئة للأعصاب والضغط الناتج عن العمل واضطرابات النوم! غير أن «الميلاتونين» يعتبر عندنا من هذه الهرمونات! ويأتي على شكل حبوب من 2-12 mg، كوسيلة للتغلب على القلق بسبب الضغط العملي أو النوم المتقطع.

غير أنه يعمل على تنظيم الضغط العالي للدم، ومسكن لآلام الرحم كمسؤول عن تنظيم الهرمونات عند النساء بعد سن الأربعين، وآخر الأبحاث تقول إنه قد يمنع السرطان! ولكن ليس كل ما يقع بين أيدينا من حقائق ودراسات مخبرية يطبق عمليا على الإنسان.

Ad

وهذا كله لا يسمح لنا بالتعدي على هرمون «الميلاتونين» ووضعـــــه على أرفف الصيدليـــات، وللحوامل أيضا بتركيز 5 mg يوميا! ونتجاهل مضاعفاته التي قد تعطل كثيرا من الغدد، في حين يحتاج الحصول على ميلاتونين طبيعي في الجسم من الشخص أن يطفئ النور عند النوم والغرفة تكون مظلمة تماما، للسماح للغدد الطبيعية بالعمل على إفراز الهرمون. وفي حال عدم الانتظام بجرعة الميلاتونين الكيميائي (أو الطبيعي من أبوال الأبقار)، فإن ذلك سيؤدي إلى الدوخة والشعور بالكسل وسوء المزاج بسبب قلة النوم الشديد، والصداع، وانتكاسات أخرى كثيرة!

ولكني أستغرب من FDA الأميركية كيف أنها تصرح لغرض تجاري بكل ما هو خطير، وتضعه للعوام دون إجبار الشركات المتاجرة بتلك الأدوية على نشر التوعية والتنبيه من مضار أدوية كهذه! علما أن الجرعة الفعالة للشخص هي من 0.5 إلى 1 mg فقط! وكثير ممن جرب الجرعات العالية لم يستفيدوا إلا بتحسن المزاج المؤقت، غير أن مشكلة اضطرابات النوم لم تنحل معهم بل زادت! هذا بالإضافة إلى أنه يتعارض مع أدوية كثيرة كأدوية السكر ومثبطات المناعة والمسيلة للدم وغيرها.

في حين لو حاول «المريض» التعرض خلال النهار لأشعة الشمس، ومع الغروب أو قبل النوم يقلل تعرضه للضوء الفاتح، وخصوصاً الناتج عن التلفاز والهواتف المحمولة أو الكمبيوتر، فإن ذلك سيحسن من إفراز الميلاتونين في الجسم حتى يصبح طبيعيا، كما أن تنظيم معدل السكر في الدم والابتعاد عن المشروبات المنشطة، سيعمل على تهدئة الأعصاب طبيعيا، أو أن يشرب شاي النعناع أو البابونج أو اليانسون قبل النوم بساعة أو ساعتين، كما أن لأزهار اللافندر تأثيراً سحريا، سبحان الله، في تهدئة الأعصاب إذا ما وضع شيء منها تحت الوسادة، فإنها ستساعد على إفراز الهرمون الطبيعي والدخول في نوم عميق وصحي دون أدنى مضاعفات.