بدأ توافد الزعماء العرب، وفي مقدمهم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى الأردن، للمشاركة في القمة العربية الـ28 التي تفتتح اليوم في الأردن.

وقالت جامعة الدول العربية، على لسان الأمين العام المساعد حسام زكي أمس، إن القمة العربية تحيطها أجواء "إيجابية" ستدفع نحو لقاءات عربية ثنائية وثلاثية تزيل "الفتور" وتؤدي إلى تفاهمات أكبر.

Ad

وأعرب زكي عن الأمل أن تنجح القمة الحالية وسط حضور ومشاركة "مرتفعة"، لافتاً إلى أن طبيعة الموضوعات والظروف "الاستثنائية" التي تشهدها المنطقة تجعل الجميع يستشعرون الخطر، وأن الموقف العربي يحتاج إلى تعزيز وتضامن، وأن يكون القادة العرب جنباً إلى جنب في هذا المرحلة.

وأفادت مصادر بأن هناك مساعي بذلت على أكثر من صعيد لاستعادة ملامح النظام العربي في القمة، ومحاولة الوصول إلى تفاهمات عربية تجيب على التحديات، التي تعيشها المنطقة، خصوصاً تجاه النزاعات في سورية واليمن وليبيا، لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن الخلافات في الرؤى تجاه الأوضاع في سورية وبدرجة أقل في ليبيا لا تزال تحول دون النجاح الباهر لقمة الأردن.

مشاركون

ومن المتوقع أن يشارك في القمة 18 زعيماً بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما شهدت القمة السابقة، التي عقدت في نواكشوط مشاركة 7 زعماء فقط.

وإلى جانب زعماء وممثلي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، يشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي سيلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ورئيس المفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد موسى فكي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين.

غوتيريس

وحضّ غوتيريس أمس، المشاركين في القمة على "التضامن" والاتحاد لمواجهة الإرهاب وأزمات المنطقة. وقال غوتيريس للصحافيين خلال زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين (نحو 85 كلم شمال شرق عمان) الذي يستقبل قرابة 80 ألف لاجئ سوري، إن "التضامن العربي مهم جداً".

وناشد "الدول العربية أن تتحد، هذه حقيقة فكلما كانت هذه الدول متفرقة سمحت للآخرين بالتدخل والتلاعب بالأوضاع، وخلق عدم الاستقرار وتغذية النزاعات، وسهلت حياة المنظمات الإرهابية".

وأكد غوتيريس أن "اتحاد العرب عنصر مهم جداً لتحقيق الاستقرار للمنطقة ولهؤلاء الناس، اللاجئين السوريين، بأن يجدوا مستقبلاً يلبي طموحاتهم".

إشادة برسالة الأمير

إلى ذلك، علمت "الجريدة" أنه في مشروع القرار الخاص بإيران، الذي أقره وزراء خارجية العرب ورفعوه إلى الزعماء، تم التأكيد على "أهمية مبادرة مجلس التعاون الخليجي، التي تضمنها خطاب سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني"، كما تضمنت دعوة لإيران إلى التعامل الإيجابي مع هذه المبادرة .

قرار إيران

وكان العراق قد تحفظ على البندين 6 و 7 في مشروع القرار الخاص بإيران، اللذين يدينان التدخل الإيراني في البحرين، ويتهمان طهران بمساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى البحرين وإثارة النعرات الطائفية وتأسيس جماعات إرهابية، كما أنهما يتهمان الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، الذي وصف في القرار بأنه "إرهابي"، بالتخطيط لأعمال إرهابية.

كما تحفظ العراق على عنوان مشروع القرار، وهو "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية".

من ناحيته، تحفظ لبنان على وصف حزب الله بالإرهابي وطالب بسحب هذه التسمية ليوافق بالكامل على البنود الـ 14، التي تتضمن انتقادات لاذعة لطهران.

أما الجزائر، فقد تحفظت على تسمية حزب الله بـ "الإرهابي"، بينما أشارت تونس إلى أن "مساهمة حزب الله في تحرير جزء من الأراضي اللبنانية من إسرائيل لا يخول له القيام بأعمال من شأنها الإخلال بالأمن والاستقرار في المنطقة".

النزاع الفلسطيني

وتبنى وزراء خارجية الدول العربية بالإجماع مشروع قرار تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية يؤكد على حل الدولتين في تسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، كما يرفض القرار نقل أي دولة سفارتها إلى القدس، دون الإشارة بشكل خاص إلى الولايات المتحدة، التي يقول رئيسها دونالد ترامب، إنه يدرس نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.

قمة عبدالله وسلمان

في غضون ذلك، عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لقاء قمة أمس، بعد عرض عسكري مهيب أقيم تكريماً للملك سلمان واحتفاء به.

وقلد عبدالله الثاني العاهل السعودي "قلادة الحسين بن علي"، وهي أرفع وسام أردني.

وكان الملك سلمان بدأ أمس الأول، زيارة إلى الأردن كانت مقررة في ختام جولته الآسيوية. ووقع الأردن والسعودية، أمس الأول، خمس عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 3.5 مليارات دولار.

ووفق بيان للديوان الملكي الأردني، وقع الجانبان اتفاقية عقد تأسيس شركة الصندوق السعودي - الأردني للاستثمار لتنفيذ استثمارات في الأردن تصل قيمتها إلى حوالي ثلاثة مليارات دولار.

كما وقع الجانبان مشروع اتفاقية قرض إعادة إنشاء وتأهيل الطريق الصحراوي (عمان - العقبة) بحوالي 105 ملايين دولار، ومشاريع اتفاقيات في مجالات البيئة والشؤون الاجتماعية والثقافة والخدمات البريدية.

كما اشتملت الاتفاقيات على مذكرة تفاهم لمشروع مدينة العلاج والتأهيل الطبي في الرياض بقيمة تقدر بحوالي 320 مليون دولار، ومذكرة تفاهم لإنشاء شركة سعودية-أردنية في مجال تطوير الخدمات الطبية بقيمة تقرب من 54 مليون دولار، ومذكرة تفاهم لمشروع الريشة لتطوير وبناء وتشغيل محطة شمسية بقدرة 50 ميغاواط على الحدود الشرقية للأردن بقيمة 70 مليون دولار.

وكان الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد عقدا مباحثات تناولت آفاق تعزيز العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية.

ووفق بيان للديوان الملكي الأردني، أشاد الجانبان بمتانة العلاقات الأردنية -السعودية "وما شهدته من تطور كبير على مختلف الصعد

ولاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والطاقة والصحة والإعلام والثقافة والزراعة والعمل".

وحول القمة العربية، شدد الجانبان على "أهمية توحيد الصف العربي وتوثيق الروابط وتعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية في مختلف المجالات، وعلى جميع المستويات، وضرورة مواصلة الحرب على الإرهاب من خلال التحالف الدولي ضد عصابة "داعش" الإرهابية، والتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، والتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن".