أجرت إدارة المراقبة والتقييم في شركة "لوياك" بالكويت مسحا استقصائيا شمل 3258 عينة من الشباب المشاركين في البرنامج الصيفي لعام 2016، والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 سنة من مختلف محافظات الكويت، بهدف التعرف على مستوى معرفة هذه الفئة العمرية من الشباب بشؤونهم المالية والسلوك الإنفاقي لمصروفاتهم، وتحديد العوامل المؤثرة على سلوكهم الاستهلاكي.

كما تسهم الدراسة في تحديد مدى الحاجة لاتخاذ إجراءات لتعديل هذه الأنماط السلوكية وتمكين الشباب من إدارة شؤونهم المالية من خلال برامج تدريبية وندوات لتنمية الوعي المالي.

Ad

واقترحت "لوياك" تصميم برامج تعليمية وتوجيهية في المناهج التعليمية، وتنظيم ندوات وورش العمل لتعديل وتوجيه بعض السلوكيات والعادات السيئة لدى الشباب، مؤكدة أن تلك البرامج ستساعد في إثراء المناهج العلمية لدى المؤسسات التعليمية بالمعرفة المالية.

وأشارت الى أنه على المدى الطويل فإن البرنامج سيثمر خبرات ستسهم في تغيير حياة الشباب، كما سيرشد الشباب لأهمية السعي الى الأمن المالي الذي يضمن لهم حياة كريمة ويسمح لهم بدخول مجال ريادة الأعمال.

حسابات توفير

وكشف المسح الاستقصائي أن أغلبية الشباب (58 في المئة) لديهم حسابات توفير ولديهم إمكانية الوصول الى الخدمات المصرفية، بينما 89.2 في المئة منهم يتلقون مصروف جيب بشكل منتظم؛ ما يعني أن معظم الشباب مسؤولون عن التصرف في أمورهم المالية، في حين أن 86.9 في المئة ممن يحصلون على مصروفهم إما من والديهم، ويمثلون 53 في المئة، أو من مكافأة الجامعة (33.9 في المئة)، وقد تكون هذه الفئة تحصل على المصروف من المصدرين.

وأشارت النتائج إلى ان نسبة الشباب الذين أعلنوا أنهم يقومون بتخطيط ومتابعة مصاريفهم تتجاوز 86 في المئة، إلا أن التخطيط والمتابعة المالية، التي يقومون بها، ثبت أنها غير مجدية بالنظر إلى بقية نتائج المسح.

وذكر أنه رغم أن نسبة كبيرة من الشباب بلغت 89.2 في المئة يتلقون مصروف جيب بشكل منتظم من الأهل أو على نحو مكافأة جامعية، فإن نسبة كبيرة بلغت 47.2 في المئة مازالوا يقترضون المال من والديهم أو الأصدقاء، بينما 12.6 في المئة من الشباب أقروا بأنهم لا يقومون بسداد الأموال المقترضة، حيث يوضح هذا السلوك ضعف الشعور بالمسؤولية لدى الشباب أمام التزاماتهم المالية، والذي قد يستمر أحيانا إلى ما بعد تلك المرحلة العمرية، مما قد ينتج عنه قضايا ومساءلة قانونية.

الإنفاق والادخار

وأوضح الاستقصاء أن 78.6 في المئة من الشباب لديهم الإمكانية للوصول لبطاقة الائتمان، ما يجعلهم عرضة للإسراف في الإنفاق، خصوصا اذا كان معظمهم غير ملمين بأهمية الادخار، فيما ان نسبة لا تتجاوز 2.9 في المئة من الشباب تعلمت سلوكيات الإنفاق والادخار للمال من المدرسة أو الجامعة.

وذكر أن الأغلبية العظمى (87.8 في المئة) تتعلم الادخار والإنفاق من والديهم، الأمر الذي يشير إلى أن مظاهر السلوك الاستهلاكي الخاطئ عند الشباب، الذي يظهر في نتائج بقية الاسئلة، مصدره اعتمادهم على خبرة والديهم في الإلمام بالإنفاق والادخار، "لذلك نقترح تثقيف الشباب في المؤسسات التعليمية بالطرق السليمة للإنفاق والادخار وعدم الاعتماد على حصولهم على هذه المعلومات من والديهم".

ولفت إلى أن 67.2 في المئة من الشباب يعتبرون ان الدرجات الأكاديمية والدراسية مرتبطة بالمكانة الاجتماعية، بينما القناعة بأهمية الدرجات الأكاديمية والعادات السيئة للمستهلك قد تكون سببا في ارتفاع تكاليف التعليم في الكويت.

وكشف أن أكثر من نصف الشباب (50.3 في المئة ) يعترفون بأنه ليس لديهم أي مدخرات، وهذا يدل على مستوى متدن للمعرفة بالشؤون المالية، وان استمرار الشباب في إنفاق كل ما لديهم من أموال إلى ما بعد مرحلة الشباب سيعرض أمنهم المالي للخطر في وقت لاحق في الحياة.

الإسراف

وقالت الدراسة إن السبب الذي استشهد به 34.8 في المئة من المشاركين لإسراف الناس في المال هو أنهم "لم يتعلموا كيفية التوفير"، وهذا يوضح الحاجة الملحة للتدخل، في حين أن نسبة 26.6 في المئة أقرت بأن الحاجة "للظهور بمكانة اجتماعية عالية" هي السبب لإهدار وإسراف الناس للمال.

واضافت ان 15.6 في المئة أعلنوا ان السبب هو "تقليد الآخرين"، فيما قال 41 في المئة إنهم غير متأثرين بالعوامل الخارجية مثل الأهل والأصدقاء والموضة العالمية والموضة المحلية والمشاهير، وهذا يوضح أن 69 في المئة من الشباب ينقصهم الانفراد بالقرار دون الاعتماد على قبول الآخرين.

وبينت أن 4.7 في المئة من الشباب أعلنوا أنهم سيقومون باقتراض المال لشراء الأشياء غير الضرورية، وان الاقتراض لشراء أشياء غير ضرورية هو سلوك خطير يوضح النقص الحاد في المعرفة المالية والمسؤولية.