كشفت أوساط مطلعة، عن منح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيادات العسكرية في "البنتاغون" حرية أكبر في اتخاذ القرارات الميدانية، ودراسة توصية تطالب بالسماح للقوات الخاصة المشاركة في عملية تحرير الرقة بالبقاء لمدة طويلة الأمد، وعدم الاكتفاء بمساعدة الوحدات المحلية، ممثلة بـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على إنجاز المهمة.

ووفق المصدر، فإن هذا الطلب سيؤدي عملياً إلى تغيير جذري لقواعد الاشتباك والتدخل في سورية، مما يفتح النقاش حول مستقبل العلاقة مع إيران وروسيا، في حين تتحدث أوساط عسكرية عن امتعاض إيراني من موسكو بسبب ما جرى في دمشق الأسبوع الماضي.

Ad

فقد وقفت موسكو موقفاً حيادياً طيلة الأيام الأولى لهجوم فصائل المعارضة على دمشق، ما لم تسحب إيران ميليشياتها من الغوطة الشرقية، التي انتشرت هناك كما انتشرت سابقاً في الغوطة الغربية المؤدية إلى طريق دمشق بيروت، وهو ما حصل لاحقاً ليتدخل الطيران الروسي ويحسم المعركة خلال ساعات.

وتقول تلك الأوساط، إن التشكيك الإيراني بنوايا روسيا وتخوفها من أن تعقد موسكو صفقة مع واشنطن على حسابها في سورية قد يكون من بين أسباب الزيارة الأولى للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى روسيا منذ انتخابه في 2013 ولقائه أمس نظيره فلاديمير بوتين.

وللدلالة على أهمية تلك التطورات، يمثل خلال ساعات قائد القيادة الأميركية الوسطى جوزف فوتيل في جلسة مغلقة أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس لنقاش الوضع في سورية.

قواعد إيران

وعلى هامش الزيارة، التي بدأها روحاني باجتماع مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أعرب فيه عن الأمل في أن تشكل "منعطفاً جديداً" في العلاقات، عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على روسيا استخدام القواعد العسكرية لتنفيذ ضربات جوية جديدة في سورية على أن تكون كل حالة "على حدة".

وللمرة الأولى لقوة أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية، استخدمت مقاتلات روسية الصيف الماضي قاعدة همدان الجوية لتنفيذ هجمات ضد أهداف سورية، لكن هذا العمل انتهى فجأة بعدما قال مشرعون، إن هذه الخطوة تنتهك دستور إيران وانتقد وزير الدفاع حينها موسكو لكشفها عن هذه المعلومات.

وأجرى بوتين وروحاني محادثات معمقة تناولت الملف السوري الشائك ومكافحة "الإرهاب والتطرف" إلى جانب التعاون الاقتصادي الثنائي وتوقيع عشرة اتفاقات تعاون.

وفي إطار حملة "غضب الفرات" التي بدأت في نوفمبر بدعم جوي وبري أميركي، شن تنظيم "داعش" أمس، هجمات مضادة في محيط مدينة الطبقة الواقعة تحت سيطرته ومطارها العسكري، الذي خسره قبل يومين، بهدف استنزاف "قسد"، التي تسعى إلى "تثبيت نقاط تواجدها حول المطار وتحصينه".

وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن هجمات "داعش" أشعلت كافة المناطق المحيطة بالمدينة، مشيراً إلى أنه أرسل تعزيزات عبارة عن "نحو 900 مقاتل" من مدينة الرقة إلى جبهات القتال حولها.

وتوقف سد الفرات عن العمل الأحد نتيجة خروج المحطة الكهربائية التي تشغله عن الخدمة بسبب المعارك القريبة منه، وبعد تأكيدها عدم تعرضه لأي أضرار، أعلنت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء أن التنظيم "قام بحشد قواته ومهاجمة قواتنا في المنطقة، مما أجبر وحداتنا على الرد واستئناف عملية تحرير السد"، الذي لا يزال جسمه والجزء الأكبر من مجمعه المترامي الأطراف تحت سيطرة "داعش".

الرقة ودير الزور

ومع تضييق الخناق على الرقة، غادر عناصر "داعش" الأجانب بشكل كامل باتجاه محافظة دير الزور وبقي أبناء المحافظة وريف حلب وإدلب.

ووثق المرصد فرار نحو 80 من قادة وعناصر "داعش" الأجانب مع عائلاتهم من الرقة خلال 24 ساعة فقط، مشيراً إلى أنهم عبروا على متن زوارق إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات ثم إلى الريف الجنوبي للمدينة ثم إلى دير الزور.

وأكد سكان محليون أن "حي الفردوس كان يقطنه أكثر من 600 عائلة من الدواعش الأجانب أو ما يعرفون بالمهاجرين ولم يبق منهم أحد"، موضحاً أن أكثر من 70 عائلة عبرت نهر الفرات وكانت تنتظرهم سيارات في الطرف الجنوبي".

ويأتي ذلك بعد أكثر من أسبوعين على خروج نحو 300 عائلة من "داعش" وبعض العوائل السورية من الرقة، نحو مناطق أخرى يسيطر عليها التنظيم، كمدينة الميادين في ريف دير الزور.

معارك حماة

وفي حماة، بدأت فصائل المعارضة المرحلة الثالثة من معركة "في سبيل الله نمضي" بقصف مدفعي استهدف مواقع النظام في منطقة القرامطة وحاجز أبو زهير وتل ملح غربي بالريف الشمالي الغربي ما أسفر عن تدمير مستودع ذخيرة و4 دبابات وناقلات جند وإسقاط طائرة استطلاع بأجواء المجدل.

وأكد "جيش العزة" مقتل وإصابة 150 من قوات النظام و"حزب الله" اللبناني، بعد أقلّ من 48 ساعة من بثّه شريطاً مصوراً لاستهداف تجمع ضمّ أكثر من 15 عنصراً وضابطاً من قوات النظام بصاروخ "تاو" في محيط قرية معرزاف.

وذكرت الأمم المتحدة أمس، أن نحو 40 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال نزحوا بسبب القتال الدائر إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، موضحة أنهم فروا إلى الجنوب والغرب وإلى بلدات أخرى قريبة ومناطق مجاورة من بينها حمص واللاذقية وطرطوس.

إخلاء الموالين

وفي تطور لافت، أعلن قائد حركة "أحرار الشام" في الزبداني محمد زيتون عن اتفاقٍ وشيك يقضي بإخلاء المدينة وبلدة مضايا في ريف دمشق، مقابل إخلاء الميليشيات الموالية للنظام من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب.

وأوضح زيتون المعروف، باسم أبي عدنان، أن الاتفاق يشمل حتى أهالي الزبداني المهجّرين إلى لبنان، حيث يوجد بند بخروج من يرغب منهم ضمن كفالة، لم يحدد طبيعتها، مشيراً إلى أن التنفيذ سيكون خلال عشرة أيام تقريباً.